عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-21-2015, 07:53 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,139
ورقة ما وراء الحرص الإسرائيلي


ما وراء الحرص الإسرائيلي على العلاقات مع الدول الإسلامية في آسيا الوسطى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(صالح النعامي)
ــــــــ

2 / 7 / 1436 هــ
21 / 4 / 2015 م
ــــــــــ

الإسرائيلي _13283.jpg

على الرغم من أن إسرائيل حرصت على بناء علاقات قوية مع الدول الإسلامية التي كانت جزءاً من الإتحاد السوفياتي بمجرد تفككه، إلا أن هناك ما يدلل على أن تل أبيب تستثمر إمكانيات كبيرة لتطوير هذه العلاقات وتوسيع مجالاتها.

ففي خطوة غير مسبوقة،أمر وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بتشكيل غرفة عمليات في وزارته تضم دبلوماسيين وممثلين عن جهازي "الموساد" وشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" بهدف تعزيز تبادل المعلومات الاستخبارية بين إسرائيل وهذه الدول، التي تضم: كازخستان وأوزبكستان وقرغزستان وطاجيكستان وتركمستان، التي تقع في آسيا الوسطى، وأذربيجان التي تقع جنوب القوقاز.

وقد نقلت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة الخميس الماضي عن مصدر في الخارجية الإسرائيلي قوله إن مواجهة خطر كل من الحركات الجهادية وأنشطة حزب الله بات يمثل قاسماً مشتركاً بين إسرائيل وهذه الدول، مما استدعى بلورة آلية عمل لتحسين قدرة الوزارة على تطوير تبادل المعلومات الاستخبارية.

ونوه المصدر إلى أن هناك ما يؤشر على أن خلايا لحزب الله تسعى لاستهداف مصالح إسرائيلية ويهودية في هذه الدول.

وتؤكد محافل إسرائيلية رسمية أن دائرة "أوراسيا 2"، التي دشنت خصيصاً في الخارجية الإسرائيلية بهدف تنسيق الجهود الهادفة لتعزيز العلاقات مع هذه الدول، تعمل بشكل متواصل من أجل استنفاذ الطاقة الكامنة في هذه العلاقات.

وتركز إسرائيل بشكل خاص على تعزيز العلاقات مع ثلاث دولة رئيسة، وهي:كازخستان، أوزبكستان وأذربيجان، وذلك نظراً للأهمية الكبيرة لمكانتها الجيوإستراتيجية بفعل قربها من إيران، التي توجد في حالة عداء مع إسرائيل وتركيا التي تدهور علاقتها بشكل كبير مع تل أبيب، إلى جانب موارد هذه الدول الضخمة التي أغرت الكثير من الشركات الإسرائيلية بالاستثمار هناك.

ويشير "مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية"، التابع لجامعة "بار إيلان" أن أحد أسباب الحرص الإسرائيلي على تعزيز العلاقات هذه الدول، يرجع إلى حقيقة أنها تمثل بوابة للوصول إلى العالم الإسلامي.

وفي ورقة صدرت مؤخراً عنه مؤخراً،أشار المركز إلى أنه بالإضافة إلى العوائد الإستراتيجية الناجمة عن التعاون الأمني والاستخباري مع هذه الدول،فأن هذه الدول تمثل سوقاً لمنتوجات الشركات الإسرائيلية، سيما شركات التقنية المتقدمة، التي تحتاجها هذه الدول في تطوير مؤسساتها وتحسن من قدرتها على استغلال مواردها الطبيعية الغنية.

ويؤكد ألون ليفين، المدير الأسبق للخارجية الإسرائيلية أن الموارد الضخمة لهذه الدول، جعلت العالم وضمنه إسارئيل ينظر إليها على اعتبار أنها "المعلب العالمي الجديد".

وفي مقال نشرته دورية "سيكور مموكاد" في عددها قبل الأخير، نوه ليفين إلى أن ثراء هذه الدول عزز من استعدادها لاستقبال الاستثمارات الإسرائيلية.

وأشار ليفين إلى أن كازخستان تملك احتياطياً من النفط يبلغ 30 مليار برميل وتركمستان تملك 11.6% من احتياطات الغاز في العالم، وأوزبكستان يبلغ احتياطها من الغاز 1.8ترليون متر مكعب.

وتنبع أهمية هذه الدول بالنسبة لإسرائيل، أيضاً لكونها مصدراً مهماً للمهاجرين اليهود، حيث أن مئات الآلاف من اليهود هاجروا منها إلى إسرائيل، فضلاً عن أن الوكالة اليهودية تعمل على اقناع المزيد منهم بالهجرة إلى إسرائيل.

وقد سمحت هذه الدول للوكالة اليهودية بإقامة مراكز ثقافية يهودية لتعزيز علاقة هؤلاء اليهود بإسرائيل.

إن ما يدلل على أهمية العلاقات بين الجانبين، حقيقة أن احتفالات كازخستان بعيد استقلالها العام الماضي جمع كبار وزراء الحكومة والمعارضة في إسرائيل.

ونقل موقع "عروتس" شيفع في حينه عن وزير الحرب الأسبق بنيامين بن إليعازر بأنه لعب دوراً رئيساً في تعزيز التعاون الأمني مع كازخستان، التي تعتبر أكبر دول آسيا الوسطى من حيث المساحة وأغناها.

وكشف بن اليعازر النقاب عن إن حكومة كازخستان منحته ميدالية "تقديراً" لجهوده في بناء الدولة وتطويرها، من خلال موقعه كوزيراً للبنى التحتية في حكومة أرئيل شارون.

وهناك ما يدلل على أن إسرائيل توظف علاقاتها مع هذه الدول في إدارة لعبة مزدوجة مع كل من الولايات المتحدة وروسيا.

فمن ناحية تدعي تل أبيب أمام الأمريكيين أنها توظف علاقاتها مع هذه الدول لمنع توسع روسيا وللحيلولة دون استعادتها مكانة الاتحاد السوفياتي.

وفي المقابل، فان تل أبيب تحرص على ضبط وتيرة علاقاتها مع هذه الدول بحيث لا تؤدي إلى استفزاز الروس.

ويذكر الإسرائيليون جيداً ردة الفعل الروسية الغاضبة عندما تبين أن إسرائيل تزود جورجيا، التي كانت في حالة حرب مع روسيا بأسلحة متطورة،حيث ردت موسكو بتعزيز العلاقات مع إيران في حينه.

وقد تبين أن هناك وجه أسود كالح للعلاقات إسرائيل بهذه الدول، حيث تلعب تل أبيب دوراً أساسياً في تحسين قدرة أنظمة الحكم في هذه الدول على قمع المعارضة السياسية.

وقد ذكرت صحيفة "هارتس" أن شركات إسرائيلية تزود أنظمة الحكم في كازخستان وأوزبكستان بتقنيات تمكنها من التنصت على المكالمات الهاتفية للمعارضين السياسيين ورصد أنشطتهم على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.

وفي تقرير نشرته في 20-11،نقلت الصحيفة عن منظمة "حقوق الإنسان العالمية للخصوصية الشخصية"، والتي تدافع عن خصوصية الفرد، قولها إن شركتي "نيس" و"رينت" الإسرائيليين زودتا حكومتي كازخستان وأوزبكستان بتقنيات قادرة على تتبع أنشطة الصحافيين والعاملين في مجال حقوق الإنسان.

وتشير المنظمة إلى أن المئات من المعارضين ونشطاء حقوق الإنسان اعتقلوا وتعرضوا للتعذيب بفعل "الأدلة" التي وفرتها التقنيات التي سلمتها الشركات الإسرائيلية للأجهزة الأمنية في البلدين.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59