هـل بدأ العد
التنازلي للولايات المتحدة ؟! (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ وصل الغرور بـ " فوكوياما " الكاتب الأمريكي الشير أن يكتب "نهاية التاريخ" معلنا أن عجلة الرقي الإنساني قد دارت إلى منتهاها بهذه الصورة التي وصلت لها حضارة الإنسان الأبيض المسماة تأدبا بالحضارة الغربية !
ـ وفي الحقيقة الذي وصل لمنتهاه هو غرور المسماة " حضارة غربية " ممثلة في رأسها الولايات المتحدة الأمريكية التي تعاملت مع العالم من هذا الأساس لتشن عدوانين في ذات الوقت على أفغانستان والعراق باعتبارهما أعداء ، أما الأصدقاء فقد سيقوا تحت عصا " من ليس منا فهو ضدنا " حتى العملاء فلم ينجوا من هذه الغطرسة فقد عوملوا كالليمون الذي تم عصره .. فأنت تبحث عن قمامة تلحقه بها ، وهكذا وجد مصطلح " الفوضى الخلاقة " وهو ببساطة يعني ترك النظم العربية تسقط ومن خلال الفوضى تعيد أمريكا بناء هذا الركام الساقط .. منتهى الغرور .
ـ ولم يكن هؤلاء ولا نحن ندرك الحقيقة التي دقت ناقوس الخطر ليسمعها عام 2008 م مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي ويترجمها هكذا " السلطة العالمية للولايات المتحدة تتدهور بمرور الزمن " فـ " التحول الهائل للثورة يتجه من الغرب للشرق .
والقوة في حقيقتها ليست أن تمتلك جيشا هو الأكثر انتشارا والأقوى تسليحاً والأحدث تكنولوجيا هذه تجليات الثورة وليست مصدرها .. إنما القوة الحقيقية هي اقتصاد يمثل عماد القوة المادي ، وإنسان هو عماد القوى المعنوي والفكري ، ولغة الأرقام لا تكذب :
ـ أوباما يطلب رسميا من الكونجرس الموافقة على زيادة سقف الدين العام بمقدار 2.1 تريليون دولار ، ولا يظن أحد أن هذا هو حجم الدين ، إنما هذه مجرد زيادة ليصبح معدل الدين ليس له مثيل في التاريخ 4.16 تريليون دولار ، وأعلن أوباما قبلها خفض ميزانية التسليح بمقدار 489 مليار دولار في الخطة العشرية .
ـ أما في مجال الصادرات العالمية فقد هوت حصة أمريكا إلى 11% أما في مجال الإنسان وبنيته الأساسية (( علاقة الرجل بالمرأة (( فإن ثلث جرائم قتل النساء تكون على يد الزوج أو الصديق ! خصوصا الحوامل منهن !
ـ والعدد الفعلي لاغتصاب النساء سنة 2008 م أكثر من مليون حالة 42 مليون جنين قتلوا بالإجهاض خلال آخر 30 سنة .
ـ أما في مجال المساواة ـ زعموا أن 89% من الخدم وعمال التنظيف نساء بينما يشغل الرجال 97% من المناصب القيادية وإذا عملت المرأة نفس عمل الرجل تأخذ 76 سنتا مقابل كل دولار للرجل!
ـ قيل للنساء لا فرق بين الرجل والمرأة فحرمت من حقها في أن تكون نفقتها على الرجل ، ثم أهينت بالعدوان والاغتصاب والظلم في الأجر ، اقتصاد يتدهور وبنية اجتماعية تختل فماذا بعد هذا ؟!
ـ خيــر الكــلام :
{ إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين }
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
(*) بسام الزرقا ـ صحيفة النور ـ ع: 18 ــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ