عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-08-2018, 09:20 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي ما قاله شعراء الأندلس في رثاء المدن المفقودة


«لا أنتِ أنتِ ولا الديارُ ديارُ».. ما قاله شعراء الأندلس في رثاء المدن المفقودة


شارك




الأندلس 84fa3490d0180993a4d19ad444903615-120x120-c-1.jpgالأندلس r2.svg12

إيثار جمال
لا يشبه رثاء المدن الأندلسية رثاء أي مدينة عربية أخرى؛ فربما لم يكن هناك أروع من المدن الأندلسية التي قال عنها شعراؤها يومًا:
أنهارُها فضّة، والمسكُ تُربتُها والخزُّ روضَتُها والدّرُّ حَصباءُ
وللهواءِ بِهَا لُطْفٌ يَرِقُّ بِـــــهِ مَنْ لا يَرِقُّ ويبدو منهُ أهوَاءُ
لم تحلّ بأي مدينة نكبة أشد من تلك التي وقعت بمدنها العامرة، التي فقدت حياتها الدينية والفكرية والحضارية فضلًا عما أصاب أهلها من ظلم وقهر، لقد تعرضوا للقتل والطرد وأُجبر بعضهم على التحول إلى المسيحية، ورأوا بأعينهم مساجدهم وهي تتحول إلى كنائس، وهكذا كتب شعراؤها قصائد باكية تصف المدن المفقودة تارة وتستنهض ملوك المسلمين للدفاع عنها تارة، قبل أن يسكت ذلك الصوت ولا يبقى سوى بكاء أطلال المدن الحسناء والتحسّر على أهلها وقد أُجبر من بقي منهم على العيش بعيدًا عنها.
الأندلس Screen-Shot-2018-12-08-at-7.18.21-PM.png
غرناطة-مصدر الصورة
قرطبة.. الرثاء الأول

كانت أطلال مدينة الزهراء حاضرة الخلافة الأموية تثير في نفس زائريها الحزن على ما آلت إليه أحوالها بعد انتقال مدينة الحكم إلى الزاهرة التي أسسها المنصور بن أبي عامر. وكان أول رثاء أهل الأندلس لمدينة قرطبة، حين نهبها البربر إثر الثورة ضد حكم ابن أبي عامر، ورأوا بداية انفراط عقد الخلافة الأموية، نهبها البربر واستباحوا كل معالمها الحضارية، ورثاها حينئذ ابن شهيد الأندلسي وعدد من الشعراء المجهولين وحذّروا من عواقب الاختلاف والفرقة، وكان حنينهم إلى بني أمية وقوتهم.
أبني أمية أين أقمار الدجى منكم وأين نجومها والكوكب
ويقول ابن شهيد أيضًا:
فلمثل قرطبة يقل بكاء من يبكي بعين دمعها متفجر
دار أقال الله عثرة أهلها فتبربروا وتغربوا وتمصروا
في كل ناحية فريق منهم مـتـفطر لـفراقها متحير
الأندلس Screen-Shot-2018-12-08-at-7.18.35-PM.png
أطلال مدينة الزهراء –مصدر الصورة
وقال ابن عصفور الحضرمي في محاولة لتنبيه الناس بالواقع الماثل أمامهم:
أضعتم الحزم في تدبير أمركم ستعلمون معًا عقبى البوار غدا
لكن العمى أعمت بصائركم فألبستكم ثيابًا للبلى جددًا
يا أمة هتكت مستور سوءتها ما كل من ذل أعطى بالصغار يدا
ولم يكن هذا أسوأ ما حدث لمدينة أندلسية؛ فكما يذكر الدكتور شاهر عوض الكفاوين في كتابه «الشعر العربي في رثاء الدول والأمصار حتى نهاية سقوط الأندلس»، سقطت الدولة العامرية بعد ذلك، وتمزّقت وحدة الدولة وانهار صرح الخلافة وأصبح الحكم في أيدي زعماء محليين في كل مدينة أقاموا دويلات مستقلة بلغت 20 دولة وهي التي عُرفت باسم «دول الطوائف»، وكان حكم ملوك الطوائف وإن بدا مختلفًا في كل دولة؛ إلا أن المشترك بينهم جميعًا هو تناحرهم فيما بينهم والضعف الذي حلّ بهم في مواجهة المسيحيين، كان بعضهم يلجأ في حروبه ضد الدول الأخرى إلى الاستعانة بقوات القشتاليين مقابل جزية يدفعونها. وكانوا ينكرون كل الأصوات الداعية إلى الاتفاق بينهم.



المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59