قال مصطفى صادق الرافعي
جلستُ في المقبرة ،
وأطرقتُ أفكرُ في هذا الموت .
يا عجبًا للناس !
كيف لا يستشعرونهُ وهو يهدِمُ من كلِّ حيٍّ أجزاءً تحيط به قبل أن يهدمهُ هو بجُملتِهِ ،
وما زال كل بنيانٍ من الناس بِهِ كالحائط المسلطِ عليهِ خرابُه ، يتأكّلُ من هنا ويتناثر من هناك ؟!
يا عجبًا للناس عجبًا لا ينتهي !
كيف يجعلون الحياة مدةُ نزاعٍ وهي مُدةُ عمل ، وكيف لا تبرح تنزو النوازي بهم في الخلافِ والباطل ،
وهم كلما تدافعوا بينهم قضيةٌ من النزاع فضربوا خصمًا بخصم وردوا كيدًا بكيد ،
جاء حُكمُ الموت تكذيبًا قاطعًا لكل من يقول لشيءٍ : هذا لي؟
|