عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-18-2015, 07:06 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,184
ورقة عندما تنكشف وجوه "التنويريين"


عندما تنكشف وجوه "التنويريين"
ـــــــــــــ

(خالد مصطفى)
ـــــــــ

29 / 6 / 1436 هــ
18 / 4 / 2015 م
ـــــــــ


"التنويريين" 9_32.gif






استغل من يسمون أنفسهم بـ "التنويريين" في عالمنا العربي ظهور جماعات مثل القاعدة وداعش من أجل أن يوهموا الناس أنهم يدعون فقط لما أسموه "الاعتدال والإسلام الوسطي" ـ على حد وصفهم ـ وأنهم لا يجدون غضاضة في الالتزام بتعاليم الإسلام السمحة! وبدأوا للوهلة الأولى مدافعين عن المؤسسات الدينية الرسمية ووصفوها بأنها "تحمي الإسلام ومنهاجه الصحيح" من "الغلو والتطرف" ولكن لأن نواياهم مخالفة لما كانوا يقولونه كما شرحنا ذلك في مقالات سابقة؛ بدأت تتكشف حقيقة مخططاتهم الرامية لهدم الإسلام وأركانه ركنا ركنا..

لقد استغل هؤلاء الظلاميون الأزمات السياسية التي شهدتها بعض بلدان الربيع العربي والحملة الموتورة ضد التيارات الإسلامية كافة لكي ينفثوا عن سمومهم ويكشفوا ما في بطونهم من قاذورات وبعد أن كانوا يحتمون بالمؤسسات الدينية الرسمية ويعلون من شأنها أمام الشعوب في هجومهم على التيارات الإسلامية لم يطيقوا صبرا وتعجلوا الوصول لهدفهم النهائي وهو القضاء على الدين نفسه, ووجهوا سهامهم ضد هذه المؤسسات واتهموها "بالتطرف والإرهاب" وطعنوا في المناهج التي يدرسونها, وسبوا الأئمة الأعلام أصحاب المذاهب الفقهية المعترف بها وسخروا من السلف الصالح وتفسيراتهم للقرآن والسنة وأهانوا البخاري ومسلم ووصفوهما بأبشع الاتهامات...

واتهموا المؤسسات الدينية الرسمية في البلاد العربية بالترويج لفكر داعش والقاعدة وطالبوا بتطهيرها مما أسموه "التخلف والجهل" ولم يحدث ذلك من شخص واحد فحسب بل من عدة أشخاص ظهروا على شاشات التلفاز في قنوات مرخصة, وأيدهم عدد آخر من أصحابهم بالكلمة والدعوة والمديح أو على الأقل بالصمت على هذه الترهات حتى تنتشر وتصبح حديث الناس..وعندما تكلم بعض الدعاة عن هؤلاء المغفلين في بداية ظهورهم اتهموا بأنهم ضد الحرية وتجديد الخطاب الديني ومن المؤيدين لداعش ويريدون العودة لعصور الظلمات! ..

حتى وصل الأمر برجل كان يعمل في أكبر صحيفة مصرية حكومية لأكثر من 20 عاما أن يدعو لثورة على الحجاب الشرعي الذي فرضه الله عزوجل في ميدان التحرير الذي شهد في يناير 2011 أعظم ثورة على الظلم والاستبداد فإذ به يراد له أن يشهد ثورة على الإسلام وأحكامه...العجيب أن هذه الدعوة الشاذة رغم أنها قوبلت بتنديد شعبي واسع وسخرية لاذعة على مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن بعض الصحف تلقفتها وروجت لها وزعمت أن نساء مصر يرحبن بالثورة على الحجاب نكاية في التيار الإسلامي وهو اعتراف ضمني بأن هذا التيار هو من يصون الإسلام وأحكامه وأنهم يعادون الإسلام وليس "التطرف" كما كانوا يزعمون..

الثورة على الحجاب جاءت بعد سيل طويل من مهاجمة هذه الفريضة والسخرية ممن ترتديه واتهامها بالرجعية ووصل الأمر لتبني وزير سابق في بلد عربي كبير لهذه الأفكار بشكل علني متحديا مشاعر الملايين وتبع ذلك الاستهزاء من الاعتقاد بعذاب القبر والهجوم على الصحابة رضي الله عنهم واتهام كتب التراث الإسلامي بأبشع الاتهامات ..العجيب أن السلطات لم تتدخل في الأمر من قريب أو بعيد رغم أن الأمر وصل للمؤسسة الرسمية المخولة بشرح الإسلام للجماهير والدعوة إليه وهو ما يعني أن ثوابت الدين نفسه أصبحت في خطر حيث يتم إسناد تفسيرها لمجموعة من الموتورين والسفهاء والجهلاء ناهيك عن تعارض ذلك مع دستور البلاد..

لقد حسب هؤلاء أن موجة العداء للتيار الإسلامي التي تبناها إعلاميون ظلاميون ورجال أعمال لهم مصالح مشبوهة, تخول لهم الإقدام على الخطوة التي كانوا يستعدون لها منذ وقت طويل وهي التسديد نحو الإسلام نفسه بهذه الطريقة الدنيئة وهو ما سيعجل بالقضاء عليهم أدبيا ومعنويا إلى الأبد.


"التنويريين" 321890_0-thumb2.jpg
صاحب دعوة خلع الحجاب

-----------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59