04-26-2017, 07:09 AM
|
|
متميز وأصيل
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
|
|
لا تدري لعلّ الله يحدث بعد ذلك أمرا
*من اجمل ما قرأت***
*****************************************
***يقولُ أحدُهم :
في إحدى الصلوات كنتُ أستمع لإمامنا وهو يقرأ بِنا في الركعةِ الأولى من سورة الطلاق حتى بلغ :
(( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) ،
حينها وجدتُ خيالي يسبح في ظِلال هذه الآية .. ويتوه في بحرها ،
***يا تُرى كم هي الأقدارُ التي تألمنا لها وقت نزولها علينا وجرت لها دموعنا ورُفعت في طلب تخطيها أيدينا ، ولكن يا تُرى هل كان لدينا نور هذه الآية :
***(( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ))؟!
حينما نحزن لفقد قريب أو مرض حبيب أو فوات نعمة أو نزول نقمة ، قد ننسى أو نجهل أنه قد يكون وراء تلك الأزمة "منحة ربانية وعطية إلهية" ، فتأمل هذه الآية :
***(( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )).
* تلك الأخت التي نزلت بها مصيبةُ الطلاق وأصابها الخوف من المستقبل وما فيه من آلام ، نقول لها :
***(( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) ،
لعل بعد الفراق سعادة وهناء ، لعل بعد الزوج زوج أصلح منه وأحسن منه ، ولعل الأيام القادمة تحمل في طياتها أفراح وآمال.
* تلك الأم التي فقدت بر أبنائها ، وتألمت لعقوقهم ، نقول لها :
***(( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) ،
فلعل الله أن يهديَهم ويشرح صُدورهم ويأتي بهم ، لكي يكونوا بك بررة وخدام ، فافتحي يا أُمَنا باب الأمل وحُسن الظن بالرب الرحيم الرؤوف الودود.
* هناك خلفَ القضبان يرقد عُلماء ودعاة وأحباب وأولياء ، والقلب يحزن والعين تدمع لحالهم ، ولكن ومع ذلك نقول لهم :
***(( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) ،
فلعل الله أن يمنحهم في خلوتهم حلاوة الأنس به ولذة الإنقطاع إليه ، ولعل ما وجدوا خير مما فقدوا ، وهذا إبن تيمية الذي نزل السجون يُصرِح بأنهُ وجد فيها من الأنس ما لو كان لديه ملءُ مكانهِ ذهباً لما وفى حق من تسببوا له بذلك.
* في المستشفيات مرضى طال بهم المقام ، وأحاطت بهم وبأقاربهم الأحزان ، فلكلِ واحدٍ منهم نقول :
***(( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا )) ،
فلعل الصبر يرفع الدرجات في جنان الخلد ، ولعل الرضا أوجب لك محبةَ الرحمن ، ولعل الشفاء قد قرُب وقته وحان موعده.
* في ذلك المنزل أسرة تعاني من مصيبة الديون وتكالب الأزمات المالية ، فرسالتي لراعي تلك الأسرة :
***(( لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ))،
فعليك بالصبر والدعاء وملازمة التقوى ، فلعل الفرج قريب وما يدريك ماذا تحمل الأيام القادمة من أرزاق من الرزاق سبحانه وتعالى.
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
|