عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-15-2014, 08:30 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة تحركات إيران البحرية تهدد الأمن القومي المصري


أمريكا تغطيها سياسيًا.. تحركات إيران البحرية تهدد الأمن القومي المصري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ

(أحمد البدوي)
ــــــــــــــــــــــ

15 / 4 / 1435 هــ
15 / 2 / 2014 م
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

البحرية 1120140214_085133.jpg

عادت العلاقات الإيرانية الأمريكية لتدخل دائرة الوضوح بعد عقود من الخفاء والسرية إثر ثورة الملالي على الشاه محمد رضا بهلوي في سبعينيات القرن الماضي.

فبعد أن كانت أمريكا هي الشيطان الأكبر حسبما أعلن الخوميني؛ ثم انكشاف التعاون العسكري بين الدولتين فيما عرف بفضيحة "إيران - كونترا" التي كانت إسرائيل إحدى أطرافها الفاعلة؛ مرورا بتواطوء حكام إيران على احتلال أمريكا لأفغانستان والعراق، ثم "الأزمة النووية" التي وصلت إلى حل يرضي "الشروط" والطموحات الإيرانية بعد أن وصلت لذروتها بالتهديد بضربة عسكرية للمواقع النووية في إيران، وتحول هذا التهديد إلى سوريا بدعوى استخدام النظام الحاكم السلاح الكيماوي ضد المدنيين.

بعد هذه المحطات الهامة تحولت بالتدريج العلاقة بين البلدين إلى صراع شكلي يبتعد تماما عن حسابات القوة على أرض الواقع، فقبل عدة أشهر أعلنت طهران عزمها نشر قطع بحرية في مياه الأطلسي ما يعني "نظريا" تهديدها مصالح أمريكا التي تقع على الشاطيء الغربي للمحيط الأطلسي وتمتلك أكبر قوة بحرية على الإطلاق؛ ثم عادت بداية الأسبوع المنصرم لتؤكد إعلانها السابق، ونقلت وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية عن قائد في البحرية الإيرانية قوله: " إن السفن الإيرانية تقترب من الحدود البحرية للولايات المتحدة".

وأوضحت الوكالة الإيرانية أن خطة إرسال السفن تأتي في إطار رد إيران على تعزيز وجود واشنطن البحري في الخليج العربي.
لتأتي المفاجأة من وزارة الحرب الأمريكية "البنتاجون" التي أكدت أنها غير معنية بإعلان طهران أن قطعا بحرية إيرانية ستتوجه نحو الحدود البحرية للولايات المتحدة، مشيرة إلى أن "كثيرا من الدول تعمل في المياه الدولية في المحيط الأطلسي"!
وقال المتحدث باسم البنتاجون، الكولونيل "ستيف وارن": "إن الوزارة ليس لديها معلومات تفيد بأن السفن تقترب من المحيط الأطلسي حتى الآن"، مضيفا: "على حد علمنا هذا مجرد إعلان حتى الآن".

وتابع: "نحن غير معنيين بإعلانهم إرسال سفن إلى المحيط الأطلسي. فكما قلت سابقا حرية البحار تنطبق على جميع الدول"؟
وقال إنه "إذا توجهت السفن الإيرانية إلى المحيط الأطلسي بالفعل، فلا تندهش إذا وجدت كثيرا من سفن القوات البحرية الأخرى تبحر أيضا في المحيط الأطلسي".

والواقع أن الرد الأمريكي لا يعبر عن الاستراتيجية الأمريكية التي تعتبر أن المياه الدولية ملكا لها تخضع لنفوذها لها الحق في تفتيش أية سفينة تشتبه في خطورتها على مصالحها تصل إلى حد القرصنة؛ فعلت ذلك مع العديد من الدول "المارقة"، حسب الاصطلاح الأمريكي، مثل كوريا الشمالية التي اعترضت البحرية الأمريكية إحدى سفنها بدعوى حملها سلاحا إلى مصر!

كما أن واشنطن تعطي نفسها الحق في التدخل العسكري المباشر وغير المباشر في أي بقعة أو دولة بدعوى تهديدها الأمن القومي الأمريكي فعلت ذلك في أفغانستان والعراق والصومال وليبيا واليمن وباكستان والسودان وسوريا ولبنان وغيرها، وكلها دول إسلامية إما أنها تبتعد بعدة آلاف من الكيلومترات عن القارة الأمريكية، أو أنها لا تمتلك من الحول أو القوة ما تهدد به المصالح الأمريكية أو حتى الصهيونية المباشرة، على العكس من إيران التي كان خطابها الرسمي يحمل التهديد والوعيد للدولة الصهيونية، بل ذهبت إلى تهديد المصالح الأمريكية والغربية جميعها بتهديدها المستمر بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر منه 40% من صادرات النفط العالمية المنقولة بحرا.

واتخذت في سبيل السيطرة على المضيق الحيوي خطوات عملية باحتلالها الجزر الإماراتية التي تقع على الساحل الغربي للخليج ما يعني سيطرتها الكلية على المضيق من الجانبين الشرقي والغربي، رغم توقيع أبي ظبي اتفاقين للدفاع المشترك ضد العدوان الخارجي مع أمريكا وفرنسا يمنحهما الحق في قواعد عسكرية تحمل الخزينة الإماراتية تكاليف باهظة!

ونعود إلى التحرك الإيراني البحري في المحيط الأطلسي الذي تؤكد السوابق بين البلدين أنه يتم عبر التعاون والتناغم السياسي بينهما، فالبحرية الإيرانية سبق لها التواجد في مياه البحر الأحمر بالقرب من مضيق باب المندب وتحديدا الصومال بدعوى محاربة عمليات القرصنة.

وتشكل منطقة شرق أفريقيا إحدى المحطات الاستراتيجية المهمة لإيران في مواجهتها للقوى الغربية نظريا ومصر واقعيا، ففي أعقاب زيارة الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي لطهران في ديسمبر 2008 تردد أن إيران حصلت على تسهيلات في ميناء عصب على البحر الأحمر، وهو ما يعطيها نقطة ارتكاز تمكنها من القيام بمهام قتالية ضد القوى الغربية إذ ما قررت الأخيرة تدمير قدرات إيران النووية، وهو أمر يصعب تصوره من الناحية العملية حيث لا أهداف غربية قريبة تطالها آلة الحرب الإيرانية اللهم إلا إسرائيل التي تقع رسميا تحت طائلة الصواريخ الإيرانية بحيث لا تكبدها مشقة البحث عن قواعد خارجية تحتاج إلى تأمين خطوط الإمداد مع البلد الأم، ثم إن طهران تمتلك امتيازات في الموانئ السودانية على البحر الأحمر بمعنى أن سفنها وصواريخها أكثر قربا من الغرب.. ومصر بالتأكيد.

وبالنظر إلى التحركات الإيرانية المعلنة يمكن القول بأن الهدف الخفي هو المزيد من نشر المذهب الشيعي في أفريقيا لمد النفوذ الإيراني ومحاصرة أهل السنة في شمال القارة وتهديد مصالحهم الحيوية فيها؛ فالمعروف أن دول غرب أفريقيا تتمتع بأغلبية مسلمة تميل إلى الوسطية ولكنها تعاني أيضا من الفقر والتهميش والإهمال من الدول الإسلامية الغنية اللهم إلا بعض المراكز الإسلامية التي تقيمها السعودية هنا أو هناك، وهي على أهميتها إلا أنها لا تغني من جوع أو تقي من مرض أو تحمي من اضطهاد، ولا تعكس في نفس الوقت ذكاءا سياسيا كالذي مارسته مصر في عهد عبد الناصر وتمارسه حكومتا تركيا وإيران حاليا بإقامة مشروعات تنموية تشعر الأفارقة بحميمية الإخوة الإسلامية.

وهو عين ما تفعله إيران التي وجدت في غياب الدور المصري وتوافق أهدافها مع أمريكا فرصتها في ملء الفراغ الذي خلفته مصر، أضف إلى ذلك انتشار الفكر المتشدد وظهوره في مالي ما نفر النفسية الأفريقية المائلة إلى المسالمة بطبيعتها والتي ساهمت في دخول الإسلام إلى هذه البقاع دون ضربة سيف واحدة.

من هنا فإن المتابع لأدبيات الاستراتيجية الإيرانية بداية من العقد الماضي سيلاحظ وجود رؤية محددة باحتلال أفريقيا موقعا هاما في أجندة السياسة الخارجية لإيران. حيث اتسع نطاق العلاقات الإيرانية الأفريقية بشكل كبير منذ بداية الألفية الجديدة. فطهران تمتلك اليوم سفارات في أكثر من 30 دولة أفريقية. وفي منتصف 2010 استضافت القمة الأفريقية الإيرانية بمشاركة ممثلين عن 40 دولة أفريقية بينهم رؤساء ووزراء ودبلوماسيين ورجال أعمال.

كما حصلت على صفة العضو المراقب في الاتحاد الأفريقي، وما فتئت القيادة الإيرانية على مستوى الرئاسة وكبار المسئولين تزور العواصم الأفريقية بشكل دوري. ولعل الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس السابق أحمدي نجاد في منتصف أبريل 2013 إلى كل من غانا وبنين والنيجر تعكس هذه الهجمة الإيرانية الناعمة على غرب أفريقيا، وهي مناطق تقترب من النفوذ الفرنسي وتزاحمها فيها أمريكا.

وعلى صعيد التبادل التجاري، أبدت إيران استعدادا لشراء الكاكاو من غانا، كما قامت بإنشاء مصنع لإنتاج سيارات الأجرة في السنغال. ومن الملاحظ أن صادرات السيارات الإيرانية لكل من السودان والسنغال قد أسهمت بشكل كبير في إحداث رواج لسوق السيارات في الداخل الإيراني.

إلا أن واحدا من الأهداف الكبرى للتحرك الإيراني الدؤوب في أفريقيا الذي جسدته زيارات أحمدي نجاد الخمس لأفريقيا منذ وصوله للسلطة عام 2005 يتمثل في الحصول على اليورانيوم. ولعل ذلك يفسر سر السعي الإيراني نحو تدعيم علاقاتها مع الدول المنتجة لهذا المعدن، مثل زيمبابوي والنيجر وناميبيا.

ومن المعلوم أن إيران تخطط لبناء 16 مفاعلا نوويا لإنتاج الطاقة واستخدامها لأغراض مدنية، هكذا تقول!
وإذا تمكنت طهران بالفعل من استكمال هذا البرنامج النووي فإن هذا يعني نضوب إنتاجها المحلي من اليورانيوم في غضون عشرة أعوام. ولعل ذلك المتغير هو الذي يجعل علاقة إيران بالدول الأفريقية المنتجة لليورانيوم ذات طبيعة استراتيجية كبرى.

ولا يخفي أن احتياطات اليورانيوم توجد في كثير من الدول الأفريقية الأخرى، مثل توجو وغينيا وأفريقيا الوسطى والكونغو الديمقراطية وأوغندا وزيمبابوي.

وتسعى إيران لدعم علاقاتها مع كثير من هذه البلدان، وهذا بطبيعة الحال لا يمكن أن يتم إلا بقبول وموافقة أمريكية غربية.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59