عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-10-2017, 06:10 AM
الصورة الرمزية صابرة
صابرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
افتراضي وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ


لو أن إنسانا سمع أذان الفجر، وما صلى،
عندما يستيقظ يشعر بكآبة وانقباض،
لكن جسمه مرتاح، لأنه شبع من النوم،
أما لو قام وصلى، ورجع فنام يستيقظ الساعة التاسعة
براحة نفسية لا توصف، لأنه صلى الفجر في وقته.
إذاً: الطبع أقرب إلى الجسم، والتكليف أقرب إلى النفس،
الطبع أن تبقى نائماً، والتكليف أن تستيقظ،
الطبع أن تأخذ المال،والتكليف أن تعطيه،
الطبع أن تملأ عينيك من محاسن النساء، والتكليف أن تغض البصر،
الطبع أن تخوض في فضائح الناس، والتكليف أن تسكت،
فالطبع يتناقض مع التكليف.
عندما يكون الأمر بيده، ويقدر أن يأخذ مبلغا فلكيا دون أن يعلم أحد، ثم يأخذه،
فإنه يمكن أن يشتري سيارة به، ويمكن أن يغير بيته،
لكن يشعر بكآبة لأنه أكل مالا حراما، واعتدى على حقوق غيره،
أو لم يقسم هذه التركة بالعدل،
أما لما يؤدي الحقوق لأصحابها تماماً يشعر براحة نفسية،
فصار التكليف أقرب إلى الفطرة،
والطبع أقرب إلى الجسم.
ومن تناقض الطبع مع التكليف يكون ثمن الجنة.
قال الله تعالى : وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ
وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41)﴾
والله عز وجل يمتحن عباده جميعاً بقضايا مهمة،
قد تكون صفقة رابحة، لكن فيها شبهة،
حينما تتركها تتخذ قرارا بطوليًّا، والله بعد حين يعوض عليك أضعافاً مضاعفة
لكن امتحنك بامتحان صعب البطولة أن تنجح بامتحان الله عز وجل.
إذا أديت ما عليك من تكاليف ترتاح نفسك،
وتشعر أن الله راض عنك، وأن الله يحبك،
أما إذا لبيت حاجة الجسد بخلاف منهج الله عز وجل تشعر بالكآبة.
أقول لكم كلاما دقيقا:
رَبِّهِ frown.gifرَبِّهِ frown.gif لا يمكن أن يحتاج المؤمن الصادق إلى طبيب نفسي رَبِّهِ frown.gifرَبِّهِ frown.gif
هذا مستحيل، لأن الله عز وجل منحه السكينة،
لما أطاعه منحه السكينة، وبالسكينة تسعد ولو فقدت كل شيء،
ومن دون سكينة تشقى ولو ملكت كل شيء.
د/محمد راتب النابلسى.

رَبِّهِ 1.gif

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59