عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-05-2012, 11:47 AM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي تحولات واحلاف تداهم الاردن


جراسا نيوز - بالامس القريب صرح رئيس الحكومة الاردنية الدكتور عبدالله النسور بما مضمونه؛ انه اذا لم ترفع الاسعار سوف ينهار الدينار، حيث عقـّب عضو غرفة التجارة الاردنية ورئيس قطاع المواد الغذائية الحاج توفيق على تصريحات النسور التي أدلى بها في برنامج ستون دقيقة بالقول؛ أن تصريح النسور ليس مسؤولاً ومتسرع وانه سوف يخوف ويؤثر في الاستثمار وسعر الدينار ..؟!
علما ال أن رئيس الوزراء السابق الدكتورفايز الطراونة قال في ذات البرنامج قبل رحيله أن وضع الدينار قوي ولا خوف عليه من الهبوط،، علماً أن وزير المالية في حكومة الطراونة سليمان الحافظ بقي في حكومة النسور..؟!
تلا ذلك تصريح آخر لا يقل ارباكا وشكل وصاعقة لرئيس مجلس ادارة شركة الكهرباء الوطنية مالك الكباريتي ما مضمونه؛ ان مخزون المملكة من الوقود المخصص لتوليد الكهرباء بـات في وضع ”الحرج” وان الكهرباء بوضع كارثي ورفع اسعارها اصبح ضرورة..
بالطبع لسنا هنا في معرض ما يسرب من سلسلة اخبار وتقارير وتحليلات ومشاريع واقتراحات تتعلق بالوضع الاقتصادي الذي يشكل بحد ذاته ازمة غير واضحة المعالم ، وكذلك الحلول الممكنة التي يبدوا انها غير وضحة ايضا عند صناع القرار، حتى ان احد هذه الاقتراحات تحدثت عن واقع لايمكن تطبيقة الا في حالة الطوارئ او الحروب المؤقته كتحديد حركة السيارات تبعا لليوم وارقم الزوجي والفردي، وهو ما طبق فعلا لفترة وجيزة في عهد حكومة مضر بدران اثناء الحرب على العراق من حفر الباطن.
المربك الذي يثير الحفيظة ويدخلنا في متاهات عدم الفهم وفقدان المصداقية هو؛ ان ياتي من يتحدث لنا بين الفينة والاخرى على خلاف ذلك تماما، وان الحال على ما يرام وفي الاطار الاعتيادي، وان الامور فقط وفقط .. والمسالة جراحة بسيطة على حساب جيوب المواطنين ..
المجرب لا يجرب ، هكذا يقول المثل الشعبي ، حيث ان تجربة الجراحة البسيطة مارستها حكومة فايز الطراونة في عملية رفع للاسعار لم تتعدى 10% للمشتقات النفطية، وكانت ردود الفعل صاخبة ومتشنجة اندفع خلالها الناس ليلا على دوار الداخلية، ولم تستطع الحكومة ان تصمد عند قرارها حتى تم تجميده في اليوم التالي، وقبل ان تتفاقم الاوضاع الشعبية بالاحتجاج المتصاعد..
الدكتور الطراونة اوضح لنا بجلاء عند توليه الحكومة؛ ان القروض والمنح لم تصل الى الخزينة ، وما وصل لا يتجاوز نسبة ضئيلة جدا من المقررة اصلا، ولكنه ولغاية الان لم يوضحوا لنا لماذا تمتنع الدول المانحة والصناديق المقرضة عن تقديم المال الى الاردن، حتى يكتمل المشهد وتتوضح الصورة اكثر دون حاجة الى مزيد من الارباك والتحليلات والمتاهات.

ان ما يثير الاستغراب المقترن بالاستهجان ، سيما في اجواء الحديث الرسمي عن الانهيار والكارثة، ان الحلول التي تمس اباطرة المال والارصدة وجيوبهم في الاردن يتم تجنبها بشكل فج واستفزازي، ودون ابداء الاسباب، كالتهرب الضريبي للشركات والبنوك والمؤسسات وراس المال ، وكالتسهيلات والاعفاءات التي تقدم لهم بغير وجه حق او لاسباب عفى عليها الدهر ولم تعد مثمرة اقتصاديا، وكالضريبة التصاعدية والتراكمية على راس المال ، المطبقة في اغلب دول في العالم الا في الاردن، وهي الضريبة التي عادة ما ترفد الخزينة بالمصدر الرئيسي والاكبر للسيولة في الدول القوية اقتصادية فكيف بالضعيفة؟!
ما يصاعد القهر اكثر في خضم هذه الازمة الموصوفة على هذا النحو ذلك ' التطنيش' و'المغمغمة' حول مقاضاة الفساد وحيتانه وامواله المنهوبة، ولماذا لا يعمل على استرجاعها، ام ان جيوب حيتان الفساد واهله في مأمن وليست مطروحة للحساب او الاقتطاع او الارجاع؟!
ثم، ولان الشيء بالشيء يذكر، لو ان احد قادة او نشطاء الحراك او انصارهم او المشاركين في الحراكات الشعبية تحدث بما صرح به رئيس الحكومة والرئيس الآخر لاعتبر اجندة خارجية ولمنع من التعيين في مرافق الدولة والجامعات الرسمية ومورس بحقه اقصى انواع التهميش وبكل فنونه، واشغلت الهواتف غير المراقبة في كيفية حصاره وايلامه وتشويه صورته باساليب قد لا تخطر على قلب بشر، مما دفع باحث معتمد في الوسط الرسمي وهوالدكتور الحمارنة ان يتحدث عبر التلفزيون الحكومي الرسمي ان المخابرات فشلت في عملها وبما مضمونه انها الحقت الاذى بالنظام ولم تسعفه او تساعده..
لقد غاب عن ذهن البعض ان المهمش لا يمكن ان يكون سندا لمن يمارس عليه التهميش الا اذا مختلا يقبل ادوار التهميش من التسحيج والتهتيف والتسطيح لعقله وثقافته...وان الكفاءات التي تهمش وتُرفض من قبل هذه الانظمة من حقها ان تمارس كفاءتها ، وتكون رافدا للحراكات الشعبية التي تعمل على الاصلاح وانتزاع الحقوق التي استحوذ عليها ' نبلاء الوهم' في غيهم واموالهم المرصودة وبذخهم وعنجهيتهم المعهودة..
العقلية الامنية التي تمارس الحصار والتدخل في الجامعات وتشكيل الحكومات والاعتقالات والتشويه .. وكذلك العقول المتكلسة التي تصر ان تبقى مرجعية وتتبجح ان ذلك حقا مكتسبا لها، ابا عن جد يورثونها للابناء والاحفاد، في حالة تذكرنا ب' طبقة النبلاء' في العصور الوسطى، هذه العقلية وتلك العقول هي محور الازمة ولا علاقة لها بالحل ، بل بتأزيم المؤزم ، واضافة تأزيم جديد لمن لم يؤزم ، وهنا اود ان اوجه لهم سؤالين احدهما تكتيكي والاخر استراتيجي، لترى ان ما تفعله وتصرف وقتها فيه، انما هو بحث في الهوامش على حساب الخطر الداهم :

الاول : وهو التكتيكي ماذا لو امتنعت مصر عن تزويد الاردن بالغاز وبدون ابداء الاسباب كحق سيادي لها ، وتبعا لحساباتهم التي لا اريد التفصيل بها الان،هل ستستجيب مصر للمعالجات الامنية وكتاب التدخل السريع الذين يمارسون التهويش وفنونه؟!
وهنا اتذكر مبادرة الاخوان المسلمين للتوسط لدى اصدقائهم في مصر،والتي قطع الطريق عليها تصريحات الوزير المكررفي الحكومات المتعاقبة 'الماركة المسجلة'، وجعلهم يمتنعون عن اكمال مبادرتهم ..؟!

الثاني : ماذا لو تم بناء او بالاحرى اكتمال بناء الحلف الاستراتيجي ( واتوقع ان يكتمل ويعلن قريبا ) الذي يجمع مصر وتركيا وايران وقطر وحماس وحزب الله وتونس وربما ليبيا وربما لاحقا سوريا، والذي هدفه الاول وبوصلته نحو فلسطين والمقاومة والتحرير، كما يبدو ذلك من طبيعة التحركات والمؤشرات واللقاءات والتصريحات والزيارات والاهم تركيبته التي تجاوزت عقدة الخلاف حول النظام السوري ولو ان ذلك لم يعلن بوضوح،ولكن جاء موضحا بالشكل الكافي على لسان وزير الخارجية التركي مؤخرا وعلى قناة الجزيرة القطرية..، نعم ماذا لو اعتبر هذا الحلف ان النظام في الاردن، وبشكل او بآخر، يشكل عائقا في وجه تحقيق هذ الهدف ، وبالطبع لن يعلن هذا الحلف ذلك في بيان، ولا اتوقع ان يتم اعلانه او تسريبه بل سيعتبر في غاية السرية القصوى ، ولكن سيتم ترجمته الى سياسات واجراءات 'اقتصادية اولا' وكذلك سياسية ودبلوماسية ومواقف وو..
هل ستنفع ما يُعلن ويُحلل الان بشكل تدريجي ومتسرب عن ضم الضفة الغربية ؛كما جاء ذلك على لسان الامير حسن وفارق القدومي في مناسبتين منفصليتين ولكنهما متقاربتين في التوقيت ، وما يروج لذلك الان لهذا المشروع من تصريحات في تل ابيب رام الله وواشنطن وعواصم اخرى وتحت طروحات وتفسيرات دستورية وتاريخية وفلسفية وجهنمية ولكنها مكشوفة ومحروقة تماما تشكل حالة صدامية في الداخل والخارج ...؟!
ويكفي ان اشير هنا في هذا الصدد الى ما أطلقه رئيس حزب الاتحاد القومي الإسرائيلي، وعضو الكنيست 'أرييه ألداد' حملة حزبه لانتخابات الكنيست المقبلة تحت عنوان 'الأردن هي فلسطين'.
حيث نقل موقع الحزب ما مضمونه على الانترنت، عن 'ألداد' قوله خلال كلمته أمام طلاب أكاديمية 'ماعوز' 'إن حملة الأردن هي فلسطين ستكون أفضل سياسة إسرائيلية في هذا الوقت من أجل التعامل مع الفلسطينيين خاصة فيما يتعلق بملف اللاجئين الفلسطينيين وعودتهم إلى بلاده'.
وتابع 'إن حملة الأردن هي فلسطين هي بديلة لسياسة الانتحار التي تتخذها إسرائيل لقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية'..؟!
ما نراه ونسمعه ويجري تشكيله من مشاريع وتحالفات اقليمية ودولية يعتبراعصارا، وما نسمعه من تصريحات داخلية وتكتيكات ومناورات سياسية وحيل نفسية وحلول تخديرية ليست اكثر من فقاعات هواء امام هذا الاعصار ، وفقاعات الهواء لن توقف ريحا فكيف اذا كان اعصارا..تماما كما التخويف لن يوقف صاحب حق.. ومن سُرق حقه او كرامته لن ترضيه كلمات او مجاملات ليست اكثر من ضحك على الذقون..
في الاونة الاخيرة ظهرت تحولات لم يلتفت اليها في الاعلام كثيرا، ولكنها ، كما ارى، تشكل تحولا في المشهد العام للازمة، اذكر منها على سبيل المثال؛ مسيرة المئة الف في جمعة الانقاذ والتي شهدت تحالفا بين الحركة الاسلامية والحراكات الوطنية الفاعلة ، وكذلك برزت اخوة متميزة ، ذكرتني بمجتمع الانصار والمهاجرين في المدينة، حيت ظهرت وبرزت الاخوة الاردنية الفلسطينية في هذه المسيرة الحاشدة، و شارك الاخوة الفلسطينيين بفاعلية بارزة ومؤثرة وكانت المشاركة معبرة وقوية..
وتحول آخر تمثل في التفاف عشائرة بلدة الاشرفية في شمال الاردن حول ابنهم نائب المراقب العام للاخوان المسلمين في الاردن، والمقرب من حركة حماس، صاحب المواقف اللاذعة والمحركة الشيخ زكي بني ارشيد، حيث شجب المتحدثون في اللقاء أي تشويه او ايذاء تعرض له او سيتعرض له..
ان ارتفاع الاسعار وما نسمعه من تصريحات وتدخلات كثيرة ، لم يعد يُحتمل او يُتحمل، سواء من جانب المصداقية او من جانب ان جيوبنا لم تعد تكفي لوجبة صحية واحدة في اليوم، سيما اذا علمنا ان جيشا من المتقاعدين لا يملكون الا دخلا متدنيا تحت خط الفقر، بالكاد يكفي ثمن الخبز والمواصلات، والى ان يأتي يوم الاقتراع للانتخابات قد لا يجدوا في جيوبهم ما يكفي لتعبئة خزان البنزين او ربما اجرة السرفيس ، وهم يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ، ولكن طاقة الحليم لها احتمال وحدود، في الوقت نفسه فان غضبته ليس لها حدود..

الامر فوق التحمل والاحتمال، ومن كلام وتصريحات اصحاب الرئاسة والمسؤليين التي نسمعها وتسمعونها انتم ، تكفي، وانتم اعلم بتفاصيلها ، وهي حجة عليكم..



.







د. محمد جميعان


المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59