عرض مشاركة واحدة
  #99  
قديم 06-02-2013, 07:48 PM
ام زهرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: العراق
المشاركات: 6,886
افتراضي

ا مريكيون يلجأون للحمار "دخان" فى العلاج النفسي



يحظى حمار أطلق عليه اسم "دخان" بشعبية كبيرة لدى العسكريين الأمريكيين الذين خدموا فى العراق. فبعد ان نجح هؤلاء بالحصول على موافقة لنقل الحمار" الى الأراضى الأمريكية، تمكن العسكريون من توظيف مواهب الحمار فى مجال العلاج النفسى بواسطة الحيوانات، أى ما يعرف بالإنكليزية بـ pet therapy، الذى كان يزاوله مع الأمريكيين قبل انتقاله الى بلاد العم سام بحسب ما أفادت صحيفة "لوس أنجلويس تايمز" الامريكية فى 16 مايو/أيار، ربما لكى لا يشعر الحمار بأنه عالة على أحد، وليستطيع ان يكسب رزقه معتمداً على نفسه.

وقد أطلق الأمريكيون اسم دخان على الحمار بسبب لونه القريب من لون الدخان، كما انه أظهر ولعه بالسجائر عندما اختطف سيجارة من فم جندى أمريكى أثناء مداعبتهما لبعضهما البعض.

وبدأت حكاية الحمار فى نهاية العام الماضى حين طلب عسكرى أمريكى شارك فى الحرب على العراق بأن تسمح له القيادة العسكرية بنقل حمار عزيز على قلبه الى أمريكا.

ونشرت صحيفة "البيان" العراقية آنذاك خبراً جاء فيه ان الأمريكيين الذين حاربوا فى العراق لسنوات عديدة لا يعيرون اهتماماً لعراقيين ساعدوهم ويتركونهم خلفهم على كف عفريت، فى حين يحظى مصير حمار تائه باهتمامهم.

يذكر ان عدد المترجمين الذين عملوا مع القوات العسكرية الأمريكية فاق 5000 عراقي، تحولوا بعد تقليص عدد القوات المتمركزة فى البلاد الى عاطلين عن العمل، علاوة على انهم أصبحوا أكثر عرضة لمخاطر تحدق بهم، من قبل الجماعات الإرهابية المتطرفة التى تتربص بكل من تعتبره متعاوناً مع قوات الاحتلال.

من جانبها رأت صحيفة عراقية أخرى هى "العدالة" ان "سلوك الأمريكيين ينم عن ازدواجية المعايير"، معتبرة ان الأمريكيين يتعاملون مع الحيوانات بطريقة أفضل منها مع البشر.

بدأت حكاية الحمار فى عام 2008، عندما دخل عن طريق الخطأ الى إحدى قواعد القوات الأمريكية القريبة من العاصمة بغداد، ومنذ ذلك الحين تحول الحمار الذى أطلق عليه الجنود اسم "دخان" الى نجم القاعدة المحبوب.

وقد اعتنى الجنود بحمارهم المفضل فى الفترات التى كانت تفصل بين المعارك والمهام العسكرية التى خاضوها، فكانوا يقدمون لـ "دخان" الطعام والشراب، وكانوا يهتمون بنظافته الشخصية كما كانوا يقدمون له الرعاية الصحية، يلتقطون الصور معه ومن ثم يرسلون هذه الصور الى أهاليهم وأطفالهم.

وقبل عودة جنود أمريكيين ربطتهم علاقة وثيقة بالحمار الى بلادهم، لم ينسوا "الخبز والملح" الذى جمعهم وإياه، وقرروا تأمين مستقبله ليضمن حياة كريمة.

فبحث الجنود الأمريكيون عمّن يعتنى بدخان خلفوه وراء ظهورهم، فعثروا على شيخ إحدى القبائل القريبة، الذى تعهد بحماية الحمار والاهتمام به وتلبية متطلباته، فغادر الجنود العراق وهم مطمئنين بأنهم تركوا حمارهم فى أيدى أمينة.

لكن سرعان ما تناهت الى مسامعهم أنباء عاجلة من العراق، أفادت بأن الشيخ لم يوفى بما تعهد به، وأعطى الحمار الى أسرة فقيرة كى يساعدها بالعمل، وهو ما لم يتفق عليه الجنود مع الشيخ ليعود الحمار الى عمله الأسود ويحمل الأكياس الثقيلة على ظهره.

وعلى الفور قرر ممثلون عن الجنود الأمريكيين الإقدام على مهمة خاصة والعودة الى أرض معارك خاضوها حتى وقت قريب، للخوض فى معركة تفاوضية بشأن "دخان" ومصيره المجهول.

فقد صرح آنذاك العقيد جون فولوس وهو قائد عسكرى سابق فى العراق ويرأس حالياً فى ولاية نبراسكا جمعية تهتم بمد يد العون لأطفال القتلى والجرحى الأمريكيين فى العراق، ان "دخان" جلب الحظ السعيد للكثير من الجنود الذين حافظوا على أرواحهم، وان بمقدوره القيام بالشئ ذاته فى أمريكا.

وقد أبدى الشيخ العربى دهشته إزاء اهتمام الجنود الأمريكيين بالحمار، وأعرب عن ذلك بالقول "لم أكن أتوقع انهم سيسألون عنه"، مضيفاً "لا استطيع ان أتفهم كل هذا القلق بشأن حمار. الجميع فى العراق يعرف القسوة التى عامل بها الأمريكيون المدنيين العراقيين، والآن هم يهتمون بحمار"، معتبراً ان ما يقوم به الجنود ينسجم مع شغف الأمريكيين بـ "العمل الاستعراضي".

لم يكن سهلاً على الشيخ ان يطلب ممن أهداهم الحمار ان يعيدوه اليه، لما قد يسببه ذلك من فضيحة، خاصة وان الأسرة التى تتمتع بحق الوصاية على الحمار صرحت لوسائل إعلام محلية ان حمارهم أصبح مشهوراً، لذلك هم لا يستطيعون التفريط به بدون مقابل.

دفع هذا الأمر المعنيين بنقل الحمار عبر المحيط الى الاتفاق مع أصحابه الجدد على شرائه، مقابل 30,000 دولار.

وعندما حصل صاحب الحمار على المبلغ، أنفق منها 10,000 لشراء بقرة وتراكتور.

ولكن قصة "دخان" لم تنته عند هذا الحد، فقد أعلن حزب الحمير الكردستانى عن رفض قادته القاطع لنقله الى الولايات المتحدة الأمريكية، مشددين على انه ينبغى على الأمريكيين إعادته فوراً وبدون شروط مسبقة، مباشرة بعد ان تحط أرجله فى الأراضى الأمريكية.

وأعرب رئيس حزب الحمير الكردستانى عن ثقته التامة بأن الحمار سيعانى الأمرين فى أمريكا، وان اقتلاعه من بلاده سيؤدى الى وفاته السريعة لا محالة، مشدداً على ان الجنود سوف يتجاهلونه بعد ان "يلعبون معه لبعض الوقت".

يذكر ان بعض المتطرفين فى العراق كانوا يلجأون للحمير فى عمليات عسكرية، اذ كانوا قد استخدموه كناصية لتثبيت الصواريخ، كما استخدم هذا الحيوان البرئ فى أعمال إرهابية، وذلك بحشوه بمتفجرات يتم تفعيلها بالقرب من حواجز أمنية او على مقربة من مواقع عسكريين أمريكيين، مما يعنى ان الحمار "دخان" نجح وبدون نار فى ان يأسر قلوب العسكريين الأمريكيين، ويرد الاعتبار لكافة الحمير التى دخلت ظلماً دائرة شك المنظومة العسكرية الأمريكية فى العراق، بعد ان أثار هذا الحيوان الذعر فى صفوف جنودها.

وقد يرى البعض فى مصير هذا الحمار دلالة ذات رمزية، اذ ان "دخان" سيقوم بمعالجة أمريكيين بينهم جنود خدموا فى العراق، وعانوا بسبب حمير أخرى استخدمت فى عمليات ضدهم وتركت أثراً ملموساً فى نفوسهم.
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59