[table1="width:100%;background-image:url('http://im18.gulfup.com/2012-06-04/133876295352.png');"][cell="filter:;"][align=center]
أيها الليل مهلاً !
إن الفاصل بيننا ليس إلاّ خيوطاً من شعاع الشمس اللاهية لا تلبث أن تهدأ وتسكن كما تهدأ الرياح بعد هبوبها ، ويتلاشى بريقها في موكب انسحابي بديع الجمال تتجلى فيه عظمة الخالق ، وذلك حين يصاب الكون بالاصفرار ويرتعش النهار، وتمد الجبال بالأعناق نحو السماء ، حين تعزف أمواج البحار ألحان المساء ، وتحتضن الشواطئ ضحايا عشقها، وتعانق النجوم بأبصارها خدود الصحارى.
ليس بيننا إلا ساعات قلائل ، منثورة على جوانب الزمن ، تكاد تهوي من على جدرانه إلى قاعك الحريري السابح في عالم ***** والجمال .
وها هي الدقائق تنحسر واحدةً تلو الأخرى في صمت عجيب .. في أحضان ما نطلق عليه "الوقت" وبكل استسلام وتسليم ، ودونما تعنت أو طمع في البقاء على صدر صفحة الدهر، لتعلن الوداع ، وتقرر أن لا رجعة لها.
وتكاد الثواني تموت خنقاً مع كل طرفة عين ، وتذوب شيئاً فشيئاً في دوامة تتابُع الليل والنهار.
إنها سلسلة من المحطات الإجبارية للعبور إليك ونحن نغادر إلى عالمك.
هذا هو كل ما يقع بيننا (جزئيات من المادة الزمنية).. ولاشك أن الفاصل تقلَّص ، والمسافةَ تدانت لنلتقي فى الموعد المحتوم .
ومن ثم نعيد الكرة ونتخذ الأسباب لموعد قادم في رحلةٍ جديدة ، ومغادر إليك عبر الشمس المتلألئة وكوكبة الدقائق الزاحفة، والسيل من الثواني المنهمرة - محطاتنا الدائمة - في كل رحلة .
دمتم برعاية الرحمن وحفظه
[/align][/cell][/table1]