تحذيرات حقوقية من تكرار
انتهاكات الموصل في تلعفر
ـــــــــــــــــــــــــــ
30 / 11 / 1438 هـ
22 / 8 / 2017 م
ـــــــــــــ
حذرت منظمة حقوقية عراقية من تكرار الانتهاكات التي شهدتها مدينة الموصل خلال الحملة العسكرية التي استمرت 9 أشهر، في قضاء تلعفر القريب والذي أطلقت حكومة العبادي، أمس الأحد، عملية عسكرية لاجتياحه بذريعة استعادته من تنظيم داعش.
وقال المرصد العراقي لحقوق الإنسان، وهو منظمة مستقلة، في تقرير له اليوم الاثنين: "على القوات المشاركة في معركة تحرير قضاء تلعفر، إيلاء إهتمام أكبر بسلامة المدنيين المتواجدين هناك وعدم تكرار تجربة الخسائر المدنية الكبيرة في معركة الموصل".
وتشير الأرقام الرسمية إلى أن أكثر من ثلاثة آلاف مدني قتلوا خلال الحملة العسكرية على الموصل التي استمرت تسعة أشهر وانتهت الشهر الماضي. لكن مصادر أخرى أكدت لوكالة الأناضول أن عدد القتلى المدنيين تجاوز خمسة آلاف. كما تسببت الحرب العنيفة بتدمير كلي أو جزئي لآلاف الدور السكنية والبنى التحتية للمدينة.
وشدد المرصد العراقي على أنه "لا أهمية لأية عملية تحرير دون أن يكون هناك اهتمام بسلامة المدنيين وتجنيبهم الخطورة التي تنتج عن العمليات العسكرية"، مؤكدًا أن "سقوط المدنيين مقابل التحرير لا يُبرر الأخطاء العسكرية".
ولفت المرصد إلى أن "12 ألف مدني تقريباً يعيشون في مدينة تعلفر تحت حكم تنظيم داعش"، متوقعًا أن ينزح 10 آلاف مدني من المدينة، حيث يتوجب عليهم قطع آلاف الأمتار للوصول إلى مخيمات النزوح.
وأكد المرصد أن "بعض القطعات الأمنية العراقية ارتكبت خلال معركة تحرير الموصل
انتهاكات لحقوق الإنسان، كما قام طيران التحالف الدولي بانتهاكات أخرى من خلال عمليات القصف غير الدقيق التي شُنت على أهداف غير متأكد منها لعناصر التنظيم".
وكان مكتب رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي قد اعترف رسميا بأن "وحدة من قوات الأمن ارتكبت
انتهاكات بحق مدنيين خلال هجوم لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل"، وفق ما أورده تقرير المرصد.
وجاء اعتراف العبادي بعد تواتر شهادات متطابقة من قبل منظمات حقوقية عديدة على تورط القوات العراقية ومليشيات الحشد الشيعية في ارتكاب
انتهاكات واسعة بحق المدنيين السنة من قبيل عمليات الإعدام الميداني واحتجاز مدنيين وتعذيبهم على مدى العامين الماضيين في المناطق التي جرى استعادتها من "داعش"، خاصة في الموصل ونينوى.
وبدأت القوات العراقية أمس حملة عسكرية واسعة لاجتياح قضاء تلعفر، ذات الأكثرية التركمانية، (65 كلم غرب مدينة الموصل) من قبضة مسلحي "داعش".
والمنطقة المستهدفة هي جبهة بطول نحو 60 كلم، وعرض نحو 40 كلم، وتتألف من مدينة تلعفر (مركز قضاء تلعفر) وبلدتي العياضية والمحلبية، فضلًا عن 47 قرية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ