عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-12-2014, 08:27 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة

أزمير تسترد من الأعداء فتخرب (2)
ـــــــــــــــــــــ


النص المحقق من كتاب: النكير على منكري النعمة من الدين والخلافة والأمة
----------------------------------------

عندما بنيتُ الكلام على قانون المصريِّين - مع قطع النظر عن صحَّة ذلك القانون وفساده - أُذكِّرهم ما سبَق منهم في الحرب العظمى؛ حيث حاربوا الترك تحت قيادة الإنجليز، لا أقل من أنهم عزَّروه ونصروه مِن وراء جبهة الحرب، وهو الذي استخدمهم بتلك الصورة، فلو ساقَهم إلى المُعترَك لانساقوا، وناهيك بأن المرشال "اللنبي" أعلنَ شُكرَه لهم عقب انقضاء الحرب، واعترف بأن ظفر الإنجليز على جيش الأتراك في جهة البرِّ حصَل بخدمتهم ومعونتهم، وأن المصريِّين ذكروا تلك الخدمة والمعونة بلسان رسميٍّ، وعدوها مِن أقوى حُجَجهم التي بنَوا عليها دعوى استحقاقهم الاستقلال تجاه الإنجليز، وقد قرأتُ بحثًا بذاك الصدد في صحُفهم حين كنت نزيل قُطرِهم، فهل يجعل المصريون في كفارة ما وقع مِن خيانتهم الأتراك أن اتَّهمونا بالخيانة، ولا أدري أن استعانتهم الكماليين في مؤتمر "لوزان" وقد استُجيب لهم الحرمان هل كانت من جهلهم بحال الكماليِّين أم مِن جهلهم بحال أنفسهم؟

وما كنتُ أردتُ أن أتكلم فيما يتعلق بالمصريِّين أنفسهم، وأن أتدخل في مسائلهم الوطنية؛ كيلا أقع فيما وقعوا عندما بحَثوا عنا وعن مسائل تتعلَّق بِنا وبوطنيتنا غير واقِفين عند حدود صلاحيتهم وغير واقفين على حقائق الأحوال، ولستُ مع المصريين ممن يقول:
ألا لا يجهلَنْ أحدٌ علينا
فنجهلَ فوق جَهلِ الجاهِلينا

ولا ممَّن يقضي غريم الدين مِن جنسِه، لكني أردتُ أن أُعلِّمهم تبعة الجهل والتسافُه على أعراض أهل العفَّة والأنَفة، وأن أقذف بالحق على الباطل فيَدمغه فإذا هو زاهق، إني ما رأيتُ قومًا أخطؤوا وأخطؤوا في درجة المصريِّين، وما رأيتُ وما سمعتُ فضوليةً كفُضوليتِهم في دخولهم بين فريقي الأتراك؛ بحيث لا يَسوغه أدنى أدبٍ سياسي أو اجتماعي في أمة مدنية، ولقد لقينا في مصر مِن المُقابلة الناشئة مِن سوء تأدُّبهم ما لم نلقَ جزءًا مِن آلاف الأجزاء في الأستانة إلى أن خرجْنا منها مُهاجِرين، مع أن مغادرتنا إياها كانت لاستيلاء السُّفهاء الذين يعادوننا لدِيننا على حكومتها، ولم يصحْ أحد على وجهي حتى يوم دخلتُ مصر بأني خائن ولم يرمِ علينا الكساحة والطماطم أحد في غير مصر[1]، فما للمِصريِّين ولنا وليس بيننا وبينهم علاقة وطنية، وما بقي مِن طرف الاتحاديين في الشرق الأدنى فهو وطنُنا لا وطنهم، وما لم يزل الاتحاديُّون والكماليون مؤتَمِرين ضدَّه منذ سنين فهو دينُنا لا دينهم، وما طحَنوه في رحى الحرب والنهْب نفوسُنا وأموالُنا لا نفوسهم ولا أموالهم، بل ولا نفوس ساداتهم الكماليين أبناء سلانيك، فاليوم أفلسْنا - نحن الأتراك - مالاً ونسمة وصحة بل وأخلاقًا، نال الاتحاديون وإخوانهم الكماليون والعودتيون آمالهم في إفسادها بوساوس الدعاية ووسائل الاختلاط في الحرب الكبرى مع الألمانيين ذكرانًا وإناثًا وسائر الأمم الأجنبية الذين خالفوهم تارة وحالفوهم أخرى، واضمُم إليه اختلاط الخائر بالزباد من إدامة الحروب في البلاد بمدِّها والعاصفات لا يرى أثر الحرب الكبرى على امتدادها شيء ما خلا الاتحاديين والكماليين فُقراء مفاليس، حتى إنه قد استهزأ بي بعض الصحف المصرية إبان نزولنا بديارهم؛ حيث كتَب أني فقدتُ في طريق السفر ألفَي جنيه مصري، مع أني سافرت وعندي أسرتي المكونة مِن بضع عشرة نسمة وبينها نسوة وصبوة في الدرجة الثالثة مِن درجات الباخرة التي حملتنا مِن الأستانة ببيع كتبي، مع أني وليتُ منصَّة المشيَخة الإسلامية أربع مرات، ولو كنتُ شيخ الإسلام في حكومة الاتحاديِّين لوُجِد عندي ما يُعادل آلاف بل عشرات آلاف جنيه مصري، وأمكن ضياع ألفَين منها في الطريق، وما كنتُ أحببتُ أن أبحث عن فقري[2] الذي به فَخري لولا اضطرَّتني تلك الجريدة، وأنا بحمد الله غني عن استعانة مصري في حالتي هذه، وفي حال مروري بقطْر مصر، وقس عليَّ سائر المهاجِرين المسلمين، وعند تحرير هذه الكلمات اطلعتُ على ورود قافلة منهم إلى الإسكندرية، ولا أسأل المصريِّين أن يسدُّوا خلتهم أو أن يرحموا فاقتهم، وإنما أسألهم أن ينظروا إلى شَعبِهم ونكد عيشهم، وأكثرهم كرام قومهم في بلادهم، ويستحيوا من أن ينعتوهم بالخوَنة البائعين لأوطانهم والآخِذين من الأجانب دنانير وجنيهات جمة.

والحاصل أنكم - أيها المصريون - لا تقدرون ما جرى علينا وعلى بلادنا مِن بعيدٍ حقَّ قدره، ولا يؤثِّر في قلوبكم ما حلَّ بنا تأثيره في قلوبنا، ثم إن معاملتكم الأحزاب التركية بمَعزل عن مقتضى العقل والتمييز، لا تُشبه قطعًا معاملة مَن يُحبُّ الترك ويريد الخير لها؛ إذ مِن المعلوم المجزوم منذ سنين أن في تركيا فريقًا يبثُّ الدعوة اللادينية ويُضادُّ دين الإسلام والأقوام الإسلامية - لا سيما العرب - بسبب أن الإسلام وصل إلى الترك منهم، وتأسَّس بنفوذ لسانهم في الترك، فمِن جرَّاء ذلك نرى هذا الفريق يَسعون بكل جهدهم في إبعاد اللغة العربية عن تركيا، ويعادونها بأشد من معاداتهم[3] سائر الألسنة الأجنبية، مع كون لغة الترك في حاجة عظيمة إلى الاستعانة بلغة العرب لا تُقاس على حاجتها إلى الاستعانة بغيرها، ومع عدم كون اللغة العربية مِن مؤخَّر اللغات فصاحةً ورقيًّا حاشا لله مِن ذلك، لكن السبب الأصلي - كما قلنا - خصومة الديانة الإسلامية، وانهماك أمة الترك مِن مديد الزمان في حبِّ لسان العرب وعدِّهم حبَّه من لوازم محبتهم وارتباطهم بدين الإسلام، فذاك الفريق اللاديني مع كونهم في غاية القلة بالنسبة إلى الأتراك المتدينين، جادلوهم وقاتلوهم منذ عشر ونيف سنين واستفزوا مَن استطاعوا بصوتِهم وخيلهم ورجالهم، وشاركوا في أموالهم ووعدوهم بما لا يخطر على بال الشيطان، وتغلبوا على سلطتهم وسلطانهم، فليس في تركيا منذ تلك المدة والحقبة شيء أعظم خطورة وأهمية مِن هذه المجادلة والمحاربة الأهلية، لا الحرب العامة ولا الحرب الخاصة ولا ضياع البلاد ولا استرداد بعض منها؛ لأن البلاد والأيام مما يُداولها الله بين الناس ليمحِّص الذين آمنوا ويمحَق الكافرين، وإنما الشأن الخطير لهذا التمحيص وذاك المحْقِ لا لنَفسِ البلاد والأيام، ((لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقَى الكافر منها شربة ماء))[4].

وإني - بحمد الله تعالى وتوفيقه - ظهرتُ عن ساق المجاهدة في هذا السبيل منذ أحسسْتُ الخطر على دين الإسلام في تركيا، وما أرسلتُ مِن ثوبي المشمَّر إلى هذا اليوم، مع أنه كثيرًا ما أعدي من ذلك الخطر المتوجِّه إلى الدين نفسي وأهلي، وما زلت ناصبًا في مقدمة الصف الذي يُصادم الذين يصادمون دين الإسلام[5]، وجاعلاً قلمي "العاجز" وقفًا على هذا الشأن جاريًا، ولا فخر ولا كذب، إن قلتُ أنا ابن جلا أو يضرب بهذه الخطة في خطتنا مثلاً، ثم إني رأيت المصريين في هذا العراك الذي نجم في بلادنا وتفاقم عونًا لأعداء الدين ولسان العرب، وحربًا لأحبتهما المتفانين فيهما بأموالهم وأنفسهم، وحتى إني لما نزلتُ بساحتهم وعاينتُ هذه الحالة النفسية المعكوسة - مع ما عاينتُ من سوء لقائهم - كدتُ أموت حيرة وعجبًا بعدما كنتُ لم أمتْ في تركيا بالرغم من شدائد الأخطار والمهالك التي حاقت بي طيلة بضع عشرة سنة.

وقد بلغ القارئ مِن لدني عذرًا في الإطناب، فلنختم الكلام بالتنبيه على جهالة أخرى مصرية: وهو أن الرجل الذي كتَب في المُقطَّم بعدما اتهمنا بقِلة محبتنا الوطنية، زاد على جهله بحالنا جهله بأحاديث نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - مع كونه أزهريًّا، وظنَّ الكلمة التي ذاعت على الألسنة حديثًا نبويًّا فقال: "ألا حبذا لو كنت كتبتَ هذه الكلمة وأنت في البر لما قلتُ لك أكثر مِن تذكيري إياك بقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((حب الوطن من الإيمان))[6].

وأقول في خاتمة كلامي:
--------------
إن هذا الذي أُلخِّصُه بالخروج عن الدين ما حكمتُ به على الاتحاديين لا أغيِّر حكمي فيهم، ولو رجع المجلس الوطني في مسألة الخلافة والسلطة إلى وضعهما الأصلي الذي غيروه - وهو محتمل عندنا، ومتمنًّى عند مَن يُحبُّهم من المسلمين - وذلك لأن رجوعهم عن ذلك لا يَنبعِث مِن رجوعهم إلى الدين، بل مما أدت إليه تجاربهم المنبئة عن استياء عالم الإسلام، فيرون الدوام على المنافقة أسلم لخطتهم مِن المُجاهَرة، ويصير ماهية ذلك رجوعًا من قفرِ الكفر إلى ظل النفاق؛ قال الله - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً * بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴾ [النساء: 137، 138].

[1] لا نَستبعِد أن يتمَّ ذلك بفعل بعض العناصر المتعاونة مع الإنجليز، لا سيما وأنهم سعوا لإفساد العلاقة بين المصريين والأتراك.
[2] لا نجد برهانًا أسطع من هذا البرهان الذي أفحمَ به الشيخ خصومه، ثم تفجَّرت عواطفه عندما نشرت الصحف العالمية خبر صيام "غاندي الهندوسي"، احتجاجًا على سياسة الإنجليز في بلاده، فارتجَّت بهذا النبأ أرجاء العالم، عندئذ تفجَّرت عواطف الشيخ فعبَّر عن ذلك بأبيات من الشعر، قال فيها:

صام شيخ الهند الحديثةِ غِندي
صومة المُستمِيت والمُتحدِّي
وأراني على شفا الموت أُدعى
شيخَ الإسلام بله هندٍ وسِنْدِ
غير أن الصومَين بينهما فر
قٌ عجيب أُبديهِ مِن غير ردِّ
صام مع وجده، وصمتُ لعدْم
دام مذ ضفتُ مِصرَ كالضَّيفِ عِندي
وغدا صومه حديث جميع النَـ
ـناس، أما صومي فأَدريه وحدي

وقد لا يدخل في موضوعنا الحديث عن غاندي إلا أنني أرجو توجيه القارئ إلى سرِّ الحركة الإعلامية التي أحاطته بهالة كبرى، بينما حقيقة أمره - كما أثبت ذلك الأستاذ أنور الجندي - أنه أسهم بنصيب وافر في إجهاض الحركة الإسلامية في الهند التي كانت غرضها رفع راية الجهاد حتى إجلاء الإنجليز عن البلاد، ولكن غاندي عرقل بحركته إخراج الإنجليز من الهند، ثم يَستطرِد بعد ذلك مستهينًا بما لاقاه في سبيل الإسلام ناعيًا على مسلمي العصر تركهم لدينهم فيقول:

في سبيل الإسلام ما أنا لاقٍ
ولئن متُّ فليَعِش مَن هو بعدي
فليعشْ - رغم مسلمي العصر - دين
ضيَّعوه ولم يَفوه بعهد
كان مثلي يموت ولا يُعرف
لو كان شيخهم شيخ هند!

"عبدالفتاح أبو غدة: صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل"، (ص: 61)، ط مكتبة المطبوعات الإسلامية لبنان 1391 هـ 1971 م.
[3] وكان قرار إلغاء الكتابة بالحُروف العربية بمثابة انعكاس للعداء نحو الإسلام وللحيلولة بين الأتراك والقرآن الكريم، هذا فضلاً عن الآثار المدمِّرة لهذا القرار، "وهكذا بمرسوم واحد ألغى كل التراث الثقافي للمملكة التركية، فتحوَّلت إلى أمة أمية لا تقرأ ولا تَكتُب، وبدأت تتعلم القراءة والكتابة مِن جديد، وهو أعجب وأغرب قرار صدر في التاريخ، وأصبح أتاتورك أول حاكم فرض الأميةَ على أمة بأكملها؛ ولهذا السبب لم تُنجِب تركيا الحديثة أديبًا عالميًّا ولا عالمًا ولا مؤرِّخًا، وكيف تفعل وهي قد اكتشفت الكتابة منذ جيلَين؟!"؛ الأستاذ محمد جلال كشك: حوار في أنقرة (ص: 49، 50).
[4] عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرًا منها شربة ماء))؛ رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
[5] سبق الإشارة إلى ذلك في أبيات الشعر التي أوردناها وذلك بقوله:

في سبيل الله الإسلام ما أنا لاقٍ
ولئن متُّ فليعش من هو بعدي
فليعش - رغم مسلمي العصر - دِين
ضيَّعوه ولم يَفوه بعهد

[6] وقد نبهتُ على كونها حديثًا غير نبويٍّ في مجلد سميته "مجددو الدين" ديني مجددلر، وكنت حينما تمَّ طبع هذا الكتاب غادرتُ الأستانة بغتةً ولم يُساعدْني الزمان لأن أستصحب النسخ المطبوعة في سفري، فبقي ألف نسخة منه إلا خمسين في مطبعة الأوقاف موضوعة في الصناديق، فغصبتها الحكومة الكمالية - على ما فهمتُ مِن نشرات الصحُف - وموضوع الكتاب بأَسرِه الدفاع عن كثير من الأحكام والشعائر الإسلامية التي لا يزال يطعن فيها كفار المسلمين في حادث الأزمنة ويَنتقدونها بعقولهم الضئيلة على تقاليد الإسلام القديمة، ولو طالعه ذوو الغيرة الدينية من علماء الإسلام واطَّلعوا على مفاده ثم اطَّلعوا على أن الحكومة الكمالية قد صادرت نسخَه المطبوعة في مطبعتها وحجزتْها عن الانتشار لكفاهم ذلك وحده مُرشدًا لتصحيح عقائدهم في خطط الحكومة الكمالية الباذلة جهدها في منعِ الخدمة الإسلامية والحيلولة دونها، وفيه أيضًا ما لا يَخفى مِن حَجرِ العلم وتضييق الأفكار، هذا، مع ما فيه مِن النصْب والسلبِ القبيحَين المتعلِّقين بصريح مالٍ أستحقُّه؛ بحيث لا استحقاق فوقه، وقيمته المادية جنيه تركي بعدد النُّسخ، وعلى أمثاله يَنحصِر ثراء مثلي، وعندي منها عدد لا يزيد على معظم جمع القِلَّة وواحد كنت أهديته إلى صديقي الفاضل النحرير حضرة محمد زاهد، **** الدرس سابقًا في المشيخة الإسلامية، فأخبرني أنه أودعه إلى المكتبة العمومية بالقاهرة مع كتاب آخَر لي - مسمى بقيمة المجتهدين الحديثين في الإسلام العلمية - ليقرأهما إخواننا المسلمون، وإن كانا مكتوبين على اللسان التركي. (م. ص).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59