الموضوع: حقيقة المسلم
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-27-2012, 09:51 PM
الصورة الرمزية هاني عبد الحميد
هاني عبد الحميد غير متواجد حالياً
عضو أصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2012
الدولة: فلسطيـن/غزة
العمر: 44
المشاركات: 83
افتراضي حقيقة المسلم


حقيقة المسلم
في نبيه "صلي الله عليه و سلم"



لا يعرف التاريخ غير محمد "صلي الله عليه و سلم" رجلا افرغ الله وجوده في الوجود الانساني كله..فابتعث الله تاريخ العقل بادم جديد بدأت به الدنيا في تطورها الأعلي.. من حيث يرتفع الانسان علي ذاته.. كما بدأت من حيث يوجد الإنسان في ذاته..فكانت الانسانية دهرها بين اثنين:
احداهما فتح لها طريق المجيء من الجنة.. والثاني فتح لها طريق العودة
اليها: كان في ادم سر وجود الانسانية وكان في محمد سر كمالها.

كانت الدنيا المسلمة التي أسسها النبي "صلي الله عليه و سلم"دنيا أسلمت طبيعتها.. فأصبحت علي ما أراد المسلمون .. لا ما أرادت هي..

ولهذا سمع المسلمون الأولون كلام الله تعالي.. في كتابه وكلام رسوله "صلي الله عليه وسلم" لا كما يسمعون القول ولكن كما يتلقون الحكم النافذ المقضي.. واتصلوا بنبيهم..ثم بعضهم ببعض.. لا كما يتصل انسان بانسان..بل كما تتصل الامواج بقوة المد ثم كما يمد بعضها بعضا في قوة واحدة.

وحققوا في كماله "صلي الله عليه و سلم" وجودهم النفسي.. فكانوا اكبر علماء الأخلاق في الأرض.. لا من كتب ولا علم ولا فلسفة.. بل من قلب نبيهم وحده.

وعرفوا به "صلي الله عليه و سلم" تمام الرجولة.. ومتي تمت هذه الرجولة تمامها في الانسان.. رجعت له الطفولة في روحه..وإمتلك تلك الطبيعة التي لا يملكها إلا أعظم الفلاسفة و الحكماء..فأصبح كأنما يمشي في الحياه الي الجنة بخطوات مسددة لا تزيغ و لا تنحرف..فلا فقر ول غني مما يشعر الناس بمعانيه..بل كل ما أمكن فهو غني كامل.

ولقد كان المسلم يضرب بالسيف في سبيل الله..فتقع ضربات السيوف علي جسمه فتمزقه.. فما يحسها الا كأنها قبل من أصدقاء من الملائكة
يلقونه و يعانقونه! ... اصيب في كل موضع من جسمه بجراح فهي جراح تشويه وألم.. وهي شهادة النصر! .

وكان يبتلي في نفسه و ماله فلا يشعر في ذلك انه المبتلي بالحزن و الإنكسار ..بل تظهر فيه الانسانية المنتصرة..

وكانت الحقيقة التي جعلها النبي "صلي الله عليه و سلم" مثلهم الأعلي.. أن الفضائل كلها واجبة علي كل مسلم لنفسه..اذ انها اجبة بكل مسلم علي غيره..فلا تكون في الأمة الا ارادة واحدة متعاونة.

المسلم انسان ممتد بمنافعه في معناه اللإجتماعي حول امته كلها.. لا انسا ضيق مجتمع حول نفسه بهذه المنافع.

ولن يكون الاسلام صحيحا تاما حتي يجعل حامله مثلا من نبيه في أخلاق الله.. فما هو بشخص يضبط طبيعته:يقهرها مرة و تقهره مرارا.. ولكن طبيعة تضبط شخصها فهو قانون وجوده.


لا يضطرب من شيء.. وكيف يضطرب و معه الاستقرار؟!

لا يخاف من شيء.. وكيف يخاف و معه الطمأنينة؟

لا يخشي مخلوقا.. وكيف يخشي و معه الله؟



أيها الأسد:

هل انت بجملتك إلا في طبيعة مخالبك و أنيابك...؟

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
الرحال/الفارس الأصيل
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59