ينبغي أن نحذر من معتقدات المحللين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*ـ إذا كان الكلام عن معتقدات صانعي الأحداث من الأمور المهمة ، فإن الحديث عن مخاطر معتقدات المحللين السياسيين أهم ، فعلى ضوئها يوجهون الأحداث ، ويزيفون الصورة أمام الخصم وفي ضوئها يقولون :
ـ إن هذا حدث لكذا ، وسيحدث كذا نتيجة كذا ، فينبغي أن نكون على حذر مما يتسرب إلى فهمنا ونفوسنا من هذه التأويلات .
*ـ من أشهر مخاطر معتقدات المحللين :
ــــــــــــــــــــــــــــ
أولاً : أن ما يحرك الناس هو الانتماءات الإثنية وليس الدين.
ثانيًا : أن الذي يحرك الناس دوافعهم المادية ، وهو ينطلق من الماركسية في تفسير كل الظواهر السياسية والاجتماعية وحتى الدينية .
*ـ والرد على هذين البعدين يتجلى في أمرين :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أ ) ـ القول بأن الناس يحركهم كذا أو كذا يُعتبر اعتقاداً في حد ذاته : فإن هذا نفسه اعتقاد ، يعني الذي يقول : إن الناس لا يحركهم إلا كذا وكذا ، هذا نفسه اعتقاد ، فتقول له : إذن الفرق بيننا وبينك ليس في أننا نقول الذي يحركهم هو الاعتقاد وأنت لا تقول بذلك ، وإنما الفرق بيننا هو في نوع الاعتقاد .
ب ) الانتماء إلى وطن لا يكون محركاً إلا إذا تحول إلى نوع من الاعتقاد أو الأيديولوجيا : فمجرد كون المرء عراقياً لن يدفعه أن يفعل شيئاً إلا إذا قيل له : إن العراقي هو الذي يفعل كذا كذا ، وينبغي أن يفعل كذا ، وإن تاريخه كذا وكذا ، وهذا هو الذي يفعله الأمريكان الآن مع جنودهم المساكين الذين يرسلونهم إلى أقاصي الدنيا ؛ ولذلك ينتحر كثير من جنودهم، وانظر إلى نسبة المنتحرين من الجنود الأمريكان التي بلغت درجة لم تبلغها منذ عشرين عامًا ، والسبب أنهم ليسوا مقتنعين لماذا يضحون بأرواحهم ؟ (*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(*) سلسلة ندوات وورش عمل ـ الإصدار الأول ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ