عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 04-06-2012, 03:06 PM
الصورة الرمزية جاسم داود
جاسم داود غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: سوريا
المشاركات: 1,456
سؤال المساجد تحن إليك


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله الذي جعل المساجد بيوتاً للعبادة وراحةً للنفوس وطمأنينةً للقلوب ومرتعاً للذاكرين ومجمعاً للمسلمين ومنبراً للهداية والرشاد ومقمعاً للغواية والفساد.

قال تعالى: { في بُيُوتٍ أذن اللهُ أن تُرفع ويُذكر فيها اسمُهُ يُسبحُ لهُ فيها بالغُدُو والآصال رجالٌ لا تُلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافُون يوماً تتقلبُ فيه القُلُوبُ والأبصارُ ليجزيهُمُ اللهُ أحسن ما عملُوا ويزيدهُم من فضله واللهُ يرزُقُ من يشاءُ بغير حسابٍ } [النور:36-38].


أخي الكريم يا من أعطى للمساجد ظهره ورأى في روضتها أسره كلما سمع عبارات الأذان ولى وأدبر وهرع إلى الزوايا وتستر وترك إيقاعات الأذان تدوي في رحاب السماء ( حي على الصلاة .. حي على الصلاة ) لمن يتذكر!


أخي لقد حن المسجد إليك واشتاق الى طلة منك تعمره وتعود بالخير عليك ولا يزال يدعوك في اليوم خمس مرات بنداء ملؤه خير وعظات لعلك تلبي منه دعوته وتعمر بالخير خلوته {
يا قومنا أجيبُوا داعي الله وآمنُوا به يغفر لكُم من ذُنُوبكُم ويُجركُم من عذابٍ أليمٍ ومن لا يُجب داعي الله فليس بمُعجزٍ في الأرض وليس لهُ من دُونه أولياء أُولئك في ضلالٍ مُبينٍ } [الأحقاف:32،31].


أخي لو علمت ما الذي يفوتك حينما تترك الذهاب إلى المسجد لعضضت أناملك من الحسرة والأسف.

فلو قيل لك إن وصولك إلى مكان ما يؤهلك لنيل جائزة من مال الدنيا لهرولت إليه ولو كان نائياً ولبذلت للوصول إلي ذلك المكان جهداً عاتياً ولأجهدت نفسك وغالبت عجزك ونفرت إليه نفر المجاهد في ساح القتال فماذا لو كان ممشاك للمسجد أسهل وأجره وثوابه أعظم وأجزل!

أليس أولى لك بالتشمير وأحق بالتأهب والنفير!
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله : « من غدا إلى المسجد أو راح، أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح » [رواه البخاري ومسلم].


إنه أجر ما بعده أجر وثواب يليق به الإعجاب!
نزل مقيم في جنات النعيم لو تأملت حسنه وعاينت زينه ولاحظت منظره وشاهدت مظهره ووقفت على أثاثه وفراشه وجماله ونقائه لذهلت أيما ذهول ولبذلت الغالي والنفيس لنيله وكسبه.


وليس نيله بعزيز إنما غدوة وروحة ومشية وفسحة وخطوات ساكنة تخطوها لإعمار بيت الله لالتماس زكاة النفس وصفاء الحس بإقامة ذكر الله حقاً هو فلاح أيما فلاح حينما يؤذن المؤذن ( حي على الصلاة حي على الفلاح! ) فلو لم يكن من ذلك الفلاح إلا ذاك النزل الكريم في جنة الكريم لكانت الغدوة إلى المسجد جديرة بالاهتمام كيف وفضائلها جليلة وفوائدها عظام!


فكل خطوة تخطوها يمحو الله لك بها الخطايا ويرفع لك بها الدرجات فقد أخبر بذلك رسول الله فقال: « إذا توضأ العبد المسلم - أو المؤمن - فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينه مع الماء، أو مع آخر قطر الماء، فإذا غسل يديه، خرج من يديه كل خطيئة كانت بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء، حتى يخرج نقياً من الذنوب » [رواه مسلم].


وينبغي للمسلم أن يتجنب مغالطة نفسه وخداعها بالاعتذارات الواهية، فإنه سيقف وحده أمام الله، وينظر أيمن منه ثم أشأم منه فلا يجد إلا ما قدم.

فانتبه ـ أخي الكريم ـ أن يباغتك الموت ويفوتك الفوت وأنت عن المساجد معرض وعلى الملاهي مقبل وفي الصلوات مفرط تصلي حيناً وحيناً تشطط.


وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه وجعلنا من عمار بيته .

دمتم برعاية الرحمن وحفظه

المصدر: ملتقى شذرات

__________________

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59