صناعة الغرب للزعماء
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ـ المنصّر الفرنسي لافيجيري :
(( كنّا نُحضر رؤساء القبائل وأولاد الأشراف والأثرياء من إفريقية وآسيا ، ونطوف بهم بضعة أيام في أمستردام ولندن والنرويج بلجيكا وباريس ، فتتغير ملابسهم ، ويلتقطون بعض أنماط العلاقات الاجتماعية الجديدة ، ويتعلمون منّا طريقة جديدة في الرواح والغدو ، ويتعلمون لغاتنا ، وأساليب رقصاتنا ، وركوب سياراتنا )) إلى أن يقول : (( وكنّا ندبّر لبعضهم زيجات أوربية ، ثم نلقّنهم أسلوب الحياة الغربية ، كنّا نضع في أعماق قلوبهم الرغبة في أوربة ، ثم نرسلهم إلى بلادهم ، وأي بلاد !
ـ بلاد كانت أبوابها مغلقة في وجوهنا ، ولن نجد منفذاً إليها ، كنا بالنسبة لهم رجساً ونجساً ، لكن منذ أن أرسلنا المفكرين الذين صنعناهم إلى بلادهم كنّا نصيح في أمستردام ، أو برلين ، أو باريس: ( الإخاء البشري ) ، فيرتد رجع أصواتنا من أقاصي إفريقية ، أو [الشرق الأوسط] ، أو شمالي إفريقية ، كنا نقول : ليحل المذهب الإنساني ـ أو دين الإنسانية ـ محل الأديان المختلفة ، وكانوا يرددون أصواتنا هذه من أفواههم ، وحين نصمت يصمتون ، إلا أننا كنّا واثقين من أن هؤلاء المفكرين لا يملكون كلمة واحدة يقولونها غير ما وضعناه في أفواههم )) (*).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سارتر ـ أحد دهاقنة التنصير ـ في مقدمته التي صدّر بها كتاب (المعذبون في الأرض) للمفكر الإفريقي فرانس فانون ، موضحاً أسلوب صناعة الغرب للزعماء .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
(*) م :قراءات إفريقيّة ـ ع : العاشر ـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ