شاعر العرب ( قصيدة )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(د. أحمد الخاني)
ــــــــــــــــــــــــ

19 / 6 / 1435 هــ
19 / 4 / 2014 م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ




شاعر العرب

في شبيبتي، في مدينتي حماة، كنت أدرب على الخطابة مجموعة من الفتيان، في جامع الشيخ علوان، وأعرِّج أحياناً على ومضات في النصوص الأدبية، لتنمية الذائقة الشعرية، وكان من بينهم فتىً يرعى هذه المعاني أكثر من بقية الفتيان.

لم يكن الفتيان يعلمون، وأنا لم أكن أعلم، والفتى نفسه لم يكن يعلم، أن الأقدار قد خبأته ليكون.. شاعر العرب


في جامع العلوان، أطياف الجِنانْ
رفَّت على هُدب التألق بالمثانْ

والشعر دندن في قوافيه الحسانْ
وهياثم الصقار، يشحذها المِران

نفض الزمان جناحه، والفجر حان
صقرٌ؛ يجنحه على هام المغان

ومضُ اللظى.. من مقلتيه الفرقدان
المشرقان جناحُه، والمغربان

ويثور بركان، به الدُّرُّ المصان
بصهيل خيل الشعر.. وانتفض العِنان

شفَّت بحار (المستقلة) أرجوان
وتحطمت أضلاع بحر العنفوان

ياقوتة الإبحار.. شانٌ، أيُّ شان!
غواصها سفح الكؤوس مع الدنان

يا نافحاً بيت القصيد الشمعدان
زارتك ثانية شدت.. غارت ثوان

أرسمت ما يهب الحنين من الحنان؟
أم قد شدوت الحرف هتان المعان؟

بالعطر يهطل من وريف الأقحوان
***** شعرك؛ بالندى يتدفقان

وتجوهرت أطياب ألحان الكمان
عِقد اللحون غدا رذاذاً من جُمان

• • •

أمُّ الملاحم، والزمان بها يزان
وحماة عاصمة القريض على الزمان

والمجد، والسيف المهند والسنان
فحماة والشعر المعطر توأمان

الشعر يضبح، واللهيب عليه ران
ضج التلاهب في ضرام المعمعان

ولِحمحمات الخيل - طارت غَلوتان
الضُّمَّر الجرد المجنحة الرِّدان

أوفت على الميدان.. وابتهج الرهان
بشرى.. امتلكت أيا نجيب الصولجان

وحماة عبقر، والمشاهَد ترجمان
فاهنأ بفوزك.. رف فيه النيِّران

------------------------------