عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-08-2014, 07:37 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,212
ورقة ظاهرة تجاهل مآسي المسلمين


ظاهرة تجاهل مآسي المسلمين*
ـــــــــــــ

10 / 8 / 1435 هــ
8 / 6 / 2014 م
ــــــــــــ

_7355.jpg


تجاوزت ظاهرة الاعتداء على حقوق المسلمين من قبل أعدائهم كل المقاييس والدرجات, فبينما كانت في الماضي متوجهة للسيطرة على ثرواتهم وخيرات بلادهم من خلال الوجه الاستعماري البغيض, لتنتقل بعد ذلك إلى استهدافهم في أنفسهم وأولادهم وأعراضهم, عبر شن حروب الإبادة بحقهم تحت اسم "محاربة الإرهاب", وصلت اليوم إلى مرحلة عدم الاعتراف الدولي بحجم الجرائم والإبادة الجماعية التي يتعرضون لها.

لقد تجاهل العالم في السنوات الأخيرة مآسي المسلمين بشكل غير مسبوق, سواء في أفغانستان أو العراق أو أركان أو سورية أو إفريقيا الوسطى ..., بسبب غياب القوة الإسلامية العسكرية التي ترد هذا العداون أو تحد من آثاره وتخفف من آلامه على أقل تقدير.

وفي ظل غياب الإعلام الإسلامي المؤثر والفاعل في مواجهة هيمنة الماكينة الإعلامية الغربية, التي أخفت معالم الجريمة الكبرى التي تقع بحق المسلمين في العالم, والتي تصل إلى درجة الإبادة الجماعية, وفي ظل هيمنة الغرب على المؤسسات الأممية التي وضعت أصلا لخدمة مصالح الغرب وشرعنة القضاء على المسلمين, أصبح ما يحل بالمسلمين في إفريقيا الوسطى لا يرقى إلى جريمة الإبادة الجماعية, رغم سقوط آلاف القتلى من المسلمين, ونزوح جميع المسلمين تقريبا - حوالي مليون - إلى البلدان المجاورة حسب أرقام المنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة.

فقد نفى تقرير للأمم المتحدة وجود جريمة إبادة جماعية للمسلمين في إفريقيا الوسطى, مقتصرا على التأكيد بوجود أدلة وافرة حول ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية هناك دون أن ترقى إلى جريمة الإبادة الجماعية.

وأعدت التقرير الأولي لجنة تحقيق دولية كلفها الأمين العام للأمم المتحدة في يناير الماضي, والذي حذر من أنه في حالة عدم تدخل المجتمع الدولي بإرسال المزيد من قوات حفظ السلام إلى البلاد قد يتدهور الوضع بشكل سريع وتنزلق البلاد إلى حملات من التطهير العرقي والمذابح.

وكأن أعداد المسلمين الذين قتلوا وشردوا على يد المليشيات المسيحية " مناهضوا بالاكا " لا يكفي لوصف الجريمة التي ارتكبت بحقهم بوصف "الإبادة الجماعية" !!

ونظرا لكون وصف الجريمة المرتكبة هناك ترقى إلى ما هو أشد من "الإبادة الجماعية", فإن منظمة العفو الدولية انتقدت تجاهل تقرير الأمم المتحدة لجرائم الإبادة الجماعية التي تجري ضد المسلمين في أفريقيا الوسطى.

كما اعترضت المنظمة على ما جاء في التقرير, فقال "جوان مارينر": "أود أن أقول: إن التقرير يتجاهل الحقيقة الواضحة وهي أن عمليات التهجير القسري واسعة النطاق للمسلمين في أفريقيا كانت هدفا لعمليات العنف لا إحدى نتائجها".

وأكد "مارينر" أن الأمر ليس سرا حيث تعلن الميليشيا المسيحية أنها تنوي قتل أو إبعاد المسلمين من المناطق التى تسيطر عليها.

ولم تكن منظمة العفو الدولية الوحيدة التي أكدت وجود جريمة إبادة جماعية بإفريقيا الوسطى وتغافل الأمم المتحدة عن ذلك, فقد كانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" قد أكدت قبل 4 أشهر وجود عمليات تطهير عرقي في أفريقيا الوسطى موجهة اللوم للمجتمع الدولي علي عدم تدخله لوقف ما يجري.

وعلى الرغم من أن مسلمي أفريقيا الوسطى قد أطلقوا أكثر من مرة صرخة استغاثة مدوية للمجتمع الدولي من أجل إنقاذهم من المذابح, وحصر المليشيات المسيحية لهم في مناطق معينة, وتعرضهم للموت أو التهجير إن حالفهم الحظ بالنجاة, إلا أن استجابة المجتمع الدولي تمثلت بعدم الاعتراف بوصف الجريمة الحقيقية التي يتعرضون لها؟!.

لقد وصلت الأمم المتحدة إلى درجة استكثار الاعتراف بالجرائم التي تقع على مسلمي إفريقيا الوسطى!! ولا عجب في ذلك ما دامت المنظمة تدار بيد أعداء المسلمينٍ, وما دام المسلمون على حالهم من الضعف والفرقة والبعد عن الإسلام.
ــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59