عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-01-2012, 04:35 PM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
افتراضي حاجة المسلم إلي كتاب الله


46.gif
حاجة المسلم إلي كتاب الله


يعلم المسلم أن لكتاب الله تعالي مهمة يؤديها للفرد والمجتمع‏,‏ فهو يرشد إلي نظام متكامل‏,‏ ومنهج للحياة فريد‏,‏ وهو علاج حقيقي لأمراض الإنسان ومشكلاته وخاصة‏(‏ العصرية‏)‏ منها‏,‏ واستجابة صادقة لنوازعه وحاجاته الأصلية‏,‏ فلا يعلم الإنسان‏,‏ ولا يرسم طريقه المستقيم إلا من خلقه وهداه‏,‏ قال تعالي‏:(‏ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا‏)(‏ الإسراء‏:82).‏

وليست تلاوة القرآن الكريم مجرد عبادة لا ثمرة لها في الحياة‏,‏ بل إن توجيه القرآن للمسلم في شئون الحياة‏,‏ وتصوره لحقائق الصلة بين العباد كل ذلك في سعيه‏,‏ فلا يعيش علي هامش الدنيا‏,‏ ولا يسير معصوب العينين ضالا عن الهدي‏,‏ بل يحيا مؤثرا في الحياة مصلحا في المجتمع‏,‏ لا يعرف الذلة‏,‏ ولا يألف الهوان‏.‏

ومن هنا كان تعلم القرآن في ذاته ربحا يفضل كل ربح مادي‏,‏ وكسبا لا يعادله كسب‏,‏ فهو علم يهدي إلي العمل‏,‏ ويوجه إلي الطريق المستقيم‏.‏
وقد بين الرسول صلي الله عليه وسلم فضل من تعلم القرآن علي غيره فعن عثمان بن عفان‏,‏ قال‏:‏ النبي صلي الله عليه وسلم‏:‏ إن أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه‏(‏ البخاري‏:5028)‏ وبلفظ آخر خيركم من تعلم القرآن وعلمه‏(‏ البخاري‏5027).‏


وعن أبي موسي الأشعري‏,‏ عن النبي صلي الله عليه وسلم قال‏:‏ مثل الذي يقرأ القرآن‏:‏ كالأثرجة طعمها طيب‏,‏ وريحها طيب‏,‏ والذي لايقرأ القرآن‏:‏ كالثمرة طعمها طيب ولا ريح لها‏,‏ ومثل الفاجر الذي يقرأ القرآن‏:‏ كمثل الريحانة ريحها طيب‏,‏ وطعمها مر‏,‏ ومثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن‏:‏ كمثل الحنظلة طعمها مر‏,‏ ولا ريح لها‏(‏ البخاري‏:5020)‏ كما أن تعلم القرآن يعود علي المسلم بثمرات تفضل كل عرض من أعراض الدنيا‏,‏ فعن عقبة بن عامر قال‏:‏ خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم ونحن في الصفة فقال‏:‏ أيكم يحب أن يغدو كل يوم إلي بطحان أو إلي العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين في غير إثم ولا قطع رحم؟ فقلنا‏:‏ يا رسول الله‏,‏ نحب ذلك‏.‏ قال أفلا يغدو أحدكم إلي المسجد فيعلم أو يقرأ آيتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين‏,‏ وثلاث خير له من ثلاث‏,‏ وأربع خير له من أربع‏,‏ ومن أعدادهن من الإبل‏(‏ مسلم‏:1909)‏

وذكر الله تعالي يأتي علي معنيين‏:‏

الأول‏:‏ الذكر الذهني‏,‏ وهو المعايشة الشعورية والذهنية لعقيدة الإيمان بالله تعالي‏,‏ وهذا هو الأصل في الذكر‏,‏ فالذكر عنصر ضروري من عناصر الجانب الروحي من شخصية المسلم‏.‏ الآخر‏:‏ الذكري اللفظي‏:‏ وهو ذكر الله‏-‏ تعالي ـ باللسان‏:‏ كتسبيحه‏,‏ وتحميده‏,‏ واستغفاره وتهليله‏,‏ وتكبيره‏..‏ وما شاكل ذلك‏,‏ وقد ورد الحث الشديد عليه باعتباره وسيلة من وسائل التربية والمعايشة الشعورية‏,‏ والذكر اللفظي لله هو ما حوي أصواتا دالة علي التعظيم والتقديس له‏,‏ وإنما يستمد قيمته من كونه وسيلة إلي غاية ذات قيمة في نفسها‏.‏

وذكر الله تعالي سمة من سمات المسلم فردا وجماعات‏,‏ فإذا اجتمع قوم فغفلوا عن ذكر ربهم‏,‏ وشغلوا بالباطل واللغو فإنهم يكتسبون إثما ويستوجبون عقابا‏,‏ كما يقول صلوات الله وسلامه عليه‏:(‏ ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا علي نبيهم إلا كان عليهم ترة ـ أي‏:‏ حسرة ونقصا‏,‏ فإن شاء عذبهم‏,‏ وإن شاء غفر لهم‏(‏ الترمذي‏:3380)‏ وهذا دليل علي تأكد الذكر وضرورته لصدق الإيمان وتهذيب السلوك‏.‏

والدعاء ذكر‏,‏ بل إن الدعاء هو العبادة‏,‏ فعن النعمان بن بشير رضي الله عنه‏,‏ عن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ في قوله‏:(‏ وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين‏)(‏ غافر‏:60)‏ قال‏:‏ الدعاء هو العبادة‏,‏ وقرأ‏:(‏ وقال ربكم ادعوني استجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين‏)(‏ غافر‏:60)(‏ الترمذي‏:2969)‏

وصل اللهم علي سيدنا محمد عبده ورسوله‏,‏ الذي أرسله رحمة للعاملين‏,‏ وختم به النبيين‏,‏ وجعله سيد المرسلين‏,‏ وأكرم السابقين واللاحقين‏,‏ وأول الشافعين المشفعين‏,‏ وعلي أهل بيته الطاهرين الكرام‏,‏ وعلي أصحابه الائمة الاعلام‏,‏ وعلي التابعين لهم بإحسان إلي يوم البعث والقيام‏.‏
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دمتم بخير



المصدر: ملتقى شذرات

__________________


رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59