القردة وأزمة منتصف العمر.. !

حتى القردة.. تعاني من أزمة منتصف العمر فلا تقلق عزيزي القارئ لست وحدك.. فقد أظهرت نتائج دراسة جديدة أن سعادة القرود تتبع نفس المسار البشري بعينه، حيث أن نسبة السعادة التي تشعر بها القردة في منتصف العمر تتراجع مقارنة مع فترات عمرها الأخرى.

سعى الباحثون للتحقق إذا كانت ظاهرة أزمة منتصف العمر لدى القردة يوجد لها سبب بيولوجي أم لا، فطلبوا من عاملي حدائق الحيوانات عن طريق ملء استبيان لتقييم نسبة سعادة 500 قرد شاملين الشمبانزي و إنسان غاب، وقاموا بطرح عليهم أسئلة حول ما إذا كانت القردة في مزاج جيد وهل يستمتعوا بالتواصل والتفاعلات الاجتماعية أم لا في هذه الفترة من العمر، ومدى نجاح القردة في تحقيق أهدافها مثل الحصول على عنصر معين داخل علبة أو ما شابه..
وقد طلبوا الباحثون من العاملين بحدائق الحيوان على إجابة أسئلة المسح نفسها على أنفسهم ومعدل سعادتهم الشخصية وتقيمها.

وعندما وضع فريق البحث النتائج على رسم بياني، وجدوا المنحنى على شكل حدوة الحصان (U shape)، حيث يوصل لأدنى مستوى له في منتصف حياة الحيوانات ثم يرتفع مرة أخرى في سن الشيخوخة، وهذه النتائج مشابهة تماما للنتائج التي قد طبقت على البشر.

وقد سبق ولحظ العلماء أن السعادة تصل عادة إلى أقصاها في عمر الـ20 ثم تتراجع لتصل إلى أدنى حد ما بين 45 و 55 ، ثم تعود وترتفع إلى أقصى حد من جديد.

وفي النهاية قد ترجع أسباب هذه الأزمة للأسباب البيولوجية والفسيولوجية ، وهي التي تشرح التشابه الذي يحدث مع القردة والإنسان ، حيث أن القردة لا تواجه هموم الحياة العصرية كمشاكل الدراسة والعمل ودفع الفواتير وأزمات المواصلات ومشاكل الزواج والطلاق وغيرها من مشاكل تصيب الإنسان، وهذا يفسر لنا جزئيا اختلاف منحنى السعادة في أعمار الإنسان والقردة معا.. ونأمل لكل القردة حظ سعيد وعمر مديد مليء بالسعادة برغم الضغوط النفسية القردية !