بل الإنسان على نفسه بصيرة
💦[ آيات رسمت طريقي في الحياة ]
اياتنا لهذا اليوم
:
قال تعالى: ( بَلِ الإنسانُ على نفسه بصيرة ، وَلَو ألقَى مَعَاذِيرَه)
"القيامة"
" أنت أبصرُ بنفسِك" 🌿🍃
--------------------------------------
( بل الإنسان على نفسه بصيرة ، ولو ألقى معاذيرة ) ..🌱
🌼 و المعنى أن الإنسان وإن حاول أن يُجادلَ أو يُماري عن أفعاله و أقواله التي يعلم من نفسه بطلانها أو خطأها ، واعتذر عن أخطأ نفسه باعتذارات ؛ فهو يعرف تماما ما قاله وما فعله ، ولو حاول أن يسترَ نفسه أمام الناس ، أو يُلقي الاعتذارات ، فلا أحد أبصر بما في نفسه من نفسه..!
وتأمل كيف جاء التعبير بقوله: "بصيرة" دون غيرها من الألفاظ ؛ لأن البصيرة متضمنة معنى الوضوح والحجة ، كما يُقال للإنسان: أنت حجة على نفسك! والله أعلم..
وإن لهذه الآية مجالات كثيرة في واقع حياتنا العامة و الخاصة ، فلعلنا نقف مع شئ من هذه المجالات ؛ علنا نصحح سلوكياتنا و نُقَوِّمَ أخطاءنا ..💘⤵
من مجالات تفعيل معاني هذه الاية - مجال التعامل مع النفس: -
🚫 إن من الناس من شُغِف عياذا بالله بتتبع أخطاء الناس وعيوبهم مع غفلة عن عيوب نفسه..!
🌾 قال قتادة_رحمه الله_: في تفسيره لهذه الآية ( "بل الانسان على نفسه بصيرة" ) قال: إذا شئت والله رأيته بصيرا بعيوب الناس وذنوبهم ، غافلا عن ذنوبه ، وهذا - بلا ريب - من علامات الخذلان ، كما قال بكر بن عبد الله المزني : "إذا رأيتم الرجل موكلا بعيوب الناس ، ناسيا لعيبه ، فاعلموا أنه قد مُكر به.. "!
🌴 وكذلك أن ترى بعض الناس يُجادل عن نفسه في بعض المواضع - التي تبيّن فيها خطؤه - بما يعلم في قرارة نفسه أنه غير مصيب ، كما يقول ابن تيمية في تعليقه على هذه الاية : "فإن يعتذر عن نفسه بأعذار و يجادل عنها ، وهو يبصرها خلاف ذلك "
🌇💛 علامة هذه الآية في طريقي في الحياة..! ⤵
📁 أن أسعى في التفتيش عن عيوبي ، والتخلص منها قدر الطاقة ، فإن هذا نوع من جهاد النفس المحمود ، وأن لا أركنَ إلى عيوبي و أخطائي ، بحجة أنني نشأت على هذا الخُلُق أو اعتدت عليه ، فإنه لا أحد من الناسِ أعلم بي من نفسي وعيوبها وذنوبها ، وما أُسِرُّه من أخلاق ، أو أُضمِرهُ من خفايا النوايا..!
وأن الانسان مادام يُدرك أنه أعلم بنفسه من غيره ، وجب عليه أن يتفطنَ أن الناس قد يمدحونه في يوم من الأيام ، بل قد يفرطون في ذلك ، وفي المقابل قد يسمع يوما من الأيام من يضع من قدره افتراء ، أو يخفض من شأنه ظلما وبغيا ..!
💘 فمن عرف نفسه: لم يغتر بمدح المادحين ، ولم يتضرر بقدح المفترين ، بل يستفيد من ذلك بتصحيح أخطائه وزلاته ، ويسعى إلى بلوغ درجة الكمال البشري قدر المستطاع.."
🌱ختاما:
إن من أكبر ثمرات البصيرة بالنفس ، أن يوفق الانسان إلى الاعتراف بالذنب والخطأ ، وهذا مقام الانبياء والصديقين والصالحين ، وتأمل في قول أبوينا حين أكلا من الشجرة :{ قالا ربنا ظلمنا أنفسنا و إن لم تغفر لنا وترحمنا لنكوننَّ من الخاسرين} *الأعراف 23 ..
📮 اللهم ربنا آت نفوسنا تقواها وزِكّها أنت خير من زكّاها.."
__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
|