عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-02-2017, 08:47 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,154
ورقة تعزيز ثقافة الحسبة (2ـ2)

تعزيز ثقافة الحسبة (2ـ2)
ــــــــــــــ


(د. صالح بن حميد)*
ــــــــــ

4 / 4 / 1438 هــ
2 / 1 / 2016 م
ــــــــــــ








استعرض الجزء الأول من مقال تعزيز ثقافة الحسبة*معنى الحسبة ومشروعيتها وتأصيلها في الكتاب والسنة وضرورة تعزيز ثقافة الحسبة لدى المجتمع والجهات الحسبية من خلال:

أولاً معرفة المقاصد الشرعية للحسبة.

ثانيًا: معرفة القواعد الشرعية في الأعمال الاحتسابية: إن مما يعزز ثقافة الاحتساب معرفة ما يجب على المحتسب والمحتسب عليه، فإن هناك قواعد ينبغي تطبيقها عند القيام بالأعمال الاحتسابية، منها:
أولًا: ينبغي أن يكون المحتسب على علم بالحكم الشرعي في الأمور التي يحتسب فيها، فلا يجوز أن يحتسب وهو جاهل. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "وإذا كان هذا حد كل عمل صالح، فالآمر بالمعروف والناهي عن المنكر يجب أن يكون هكذا في حق نفسه، ولا يكون عمله صالحًا إن لم يكن بعلم وفقه، فإن القصد والعمل إن لم يكن بعلم كان جهلًا وضلالًا، واتباعًا للهوى..، فلابد من العلم بالمعروف والمنكر والتمييز بينهما، ولابد من العلم بحال المأمور والمنهي، ومن الصلاح أن يأتي بالأمر والنهي بالصراط المستقيم وهو أقرب الطرق إلى حصول المقصود".

ثانيًا: التثبت وعدم الحكم بمجرد الظن، يقول الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ) سورة الحجرات: 12، وقال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث) رواه البخاري ومسلم، فلا يجوز للمحتسب أن يحكم بناء على ظن أو شيء مرجوح ومحتمل، بل يجب التثبت والتحقق، كما أنه لا يجوز التجسس وتتبع عورات المسلمين، فإن الإسلام جاء بالستر وحسن الظن فلا يجاوز ما أمر به الشرع وقد قال الإمام أبو محمد التميمي حاكيًا اعتقاد الإمام أحمد رحمه الله: "وكان يذهب إلى أنه لا يجوز كشف منكر قد استسر به، كما لا يجوز ترك إنكاره مع المظاهرة والمجاهرة، ويأمر بأن يظن بالناس خيرًا". وفرق رحمه الله بين ظهور الأمارات أو العلامات الدالة على وقوع منكر، وبين طلب تلك العلامات والبحث عن العورات الذي هو التجسس، قال: "وكان يقول: إن التواري بالمنكر لا يمنع إنكاره إذا ظهرت رائحة أو صوت" فظهور رائحة المسكر علامة على وجوده وهكذا.

ثالثًا: اعتبار المفاسد والمصالح، وقد سبق الإشارة إلى ذلك في الفقرة السابقة حيث جاءت الشرعية بتحقيق المصالح ودرء المفاسد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قائم على ذلك، فينبغي للمحتسب العناية بذلك ومراعاته قال شيخ الإسلام -رحمه الله-: "وجماع ذلك داخل في القاعدة العامة فيما إذا تعارضت المصالح والمفاسد، والحسنات والسيئات، أو تزاحمت، فإنه يجب ترجيح الراجح منها فيما إذا ازدحمت المصالح والمفاسد وتعارضت المصالح والمفاسد. فإن الأمر والنهي وإن كان متضمنًا لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة فينظر في المعارض له، فإن كان الذي يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثر لم يكن مأمورًا به، بل يكون محرمًا إذا كانت مفسدته أكثر من مصلحته" (الأمر بالمعروف لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص10-11). وقال -رحمه الله-: "لكن اعتبار مقادير المصالح والمفاسد هو بميزان الشريعة، فمتى قدر الإنسان على اتباع النصوص لم يعدل عنها، وإلا اجتهد برأيه لمعرفة الأشباه والنظائر، وقل أن تعوز النصوص من يكون خبيرًا بها وبدلالتها على الأحكام".

رابعًا: قدرة المحتسب وأهليته، فإن الشريعة جاءت برفع الحرج وأسقطت التكليف بعدم الاستطاعة قال تعالى: (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) سورة البقرة: 286، ولما كان الاحتساب من أشق التكاليف ومما يلحق صاحبه من جرائه الأذى كما قال لقمان لابنه في موعظته التي قصها القرآن: (وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ) سورة لقمان: 17، فأمره بالصبر لأنه يلحقه الأذى بسببه، ولذا اشترط في الاحتساب القدرة عليه على وجه مخصوص قال ابن العربي: "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أصل في الدين.. وهو فرض على جميع الناس مثنى وفرادى بشرط القدرة عليه، والأمن على النفس والمال معه".

والأصل في هذا الشرط للاحتساب هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)رواه مسلم، فقد علق النبي صلى الله عليه وسلم الاحتساب على الاستطاعة، وبحسبها تكون مرتبة الاحتساب، تدرجًا من الأقوى إلى الأضعف، فإن عجز الداعية عن الإنكار باليد، انتقل إلى الإنكار باللسان، فإن عجز عنه أنكر بقلبه.

ثالثًا: الفوائد والمصالح العائدة على الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر وهي: ما يعزز مفهوم الاحتساب ويبين أهمية معرفة فوائده ومصالحه على المحتسب، ومنها:


أ) خروجه من عهدة التكليف، ولذا قال الذين حذروا المعتدين في السبت من بني إسرائيل لما قيل لهم: (لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا) قالوا: (قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) فالساكت عن الحق مؤاخذ ومتوعد بالعقوبة، كما أنه شيطان أخرس. قال علي بن الحسين -رحمه الله-: "التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ كتاب الله وراء ظهره إلا أن يتقي منهم تقاه. قالوا:وما تقاة؟ قال: يخاف جبارًا عنيدًا أن يسطو عليه وأن يطغى".

ب) إقامة حجة الله على خلقه. قال الله تعالى: (رُّسُلًا مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ)سورة النساء165.


ج) الشهادة على الخلق.. قال الإمام مالك -رحمه الله-: "وينبغي للناس أن يأمروا بطاعة الله، فإن عصوا كانوا شهودًا على من عصاه"ا.هـ.


د) أداء بعض حق الله تعالى عليه من شكر النعم التي أسداها له من صحة البدن وسلامة الأعضاء. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة"رواه مسلم.


هـ) تحصيل الثواب، كما دل على ذلك الكتاب والسنة، سواء كانت الأدلة خاصة كالحديث السابق أم كانت عامة.

ز) استنزال الرحمة من الله تعالى، لأن الطاعة والمعروف سبب للنعمة قال الله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ)سورة إبراهيم 7، (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ)سورة الأعراف (وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم)سورة المائدة. وقال عليه الصلاة والسلام: "لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا"رواه الترمذي وحسنه، وصححه الألباني.
د) شد ظهر المؤمن وتقويته ورفع عزيمته، وإرغام أنف المنافق. قال الثوري -رحمه الله-: «إذا أمرت بالمعروف شددت ظهر المؤمن، وإذا نهيت عن المنكر أرغمت أنف المنافق.

هـ) «بقيام المسلمين بوظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يحصل لهم الطموح والترفع عن الدنايا، كما يحصل لهم الشعور بأنهم ربانيون يصلحون الناس، وحينئذ يكونون قدوة حسنة بصلاح أنفسهم وحسن استقامتهم، مما يجعلهم يحاسبون أنفسهم على أصغر زلة، وهذه في حد ذاتها فائدة عظيمة جدًا اقتضتها حكمة الله في تهيئة هذه الأمة لقيادة غيرها من الأمم.

و) ابتلاء الخلق بعضهم ببعض؛ لأن هذا العمل بجميع مراتبه وأنواعه جهاد، وما قتال الكفار بالسيف والسنان إلا نوع من أنواعه، قال تعالى: (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ(
رابعًا: الآثار المترتبة على ترك الاحتساب وهي: ومما يعزز ثقافة الاحتساب ويبين أهميتها معرفة الآثار المترتبة على ترك الاحتساب والحذر من مغبة ذلك، ومن تلك الآثار:

1ـ وقوع الهلاك: قال عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله-: «كان يقال: إن الله تعالى لا يعذب العامة بذنب الخاصة، ولكن إذا عمل المنكر جهارًا استحقوا كلهم العقوبة".

وبهذا يعلم أن العاصي لا يضر نفسه فحسب، وإنما يضر مجتمعه بأكمله، وقد شبه الرسول -صلى الله عليه وسلم- حاله مع حالهم بقوله: "مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة في البحر، فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها يصعدون فيستقون الماء فيصبون على الذين في أعلاها. فقال الذين في أعلاها: لا ندعكم تصعدون فتؤذوننا، فقال الذين في أسفلها: فإنا ننقبها من أسفلها فنستقي، فإن أخذوا على أيديهم فمنعوهم نجوا جميعًا، وإن تركوهم غرقوا جميعًا"رواه البخاري.

2- انتفاء وصف الخيرية عن هذه الأمة: فشرط خيرية هذه الأمة المحمدية قيامها بالاحتساب «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر»سورة آل عمران.

3- أنه يجرئ العصاة والفساق على أهل الحق والخير: فينالون منهم ويتطاولون عليهم، وهذا مشاهد ملموس في هذه الأيام، والله المستعان.

4- أنه سبب لظهور الجهل واندراس العلم، وذلك أنه إذا ظهر المنكر ولم يوجد من ينكره، نشأ عليه الصغير وألفه وظن أنه من الحق، كما هو الحال في كثير من المنكرات اليوم.

5- أن في هذا الأمر تزيينًا للمعاصي عند الناس وفي نفوسهم: لأن صاحب المنكر كالبعير الأجرب يختلط بالإبل فتجرب جميعًا بإذن الله، والناس كأسراب القطا قد جبل بعضهم على التشبه ببعض.

6- عدم إجابة الدعاء: جاء هذا في حديث عائشة -رضي الله عنها- مرفوعًا: «مروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، قبل أن تدعوا فلا يستجاب لكم»رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.

7- سبب ظهور غربة الدين: واختفاء معالمه، وتفشي المنكرات والكفر والظلم.. وهذا هو الذي أشار إليه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: «بدأ الإسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء»رواه مسلم، فكلما انتشر الفساد والظلم كلما ازدادت الغربة. حتى يصبح المتمسك بدينه غريبًا بينهم.

8- إلف المسلم لهذه المنكرات المتفشية، لأنه كما قيل كثرة المساس تميت الإحساس.

وسائل تعزيز ثقافة الاحتساب

هناك وسائل كثيرة لا تنحصر في نشر الخير والمعروف ومحاربة المنكر والتقليل منه. ويكتفي في هذا الموضع بالإشارة إلى بعض الوسائل الممكنة في هذا دون الإسهاب في شرحها وتوضيحها.. فمن هذه الوسائل:

1- تنمية معرفة الواجب الشرعي والتأكيد على خطورة وعظم السكوت عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الإمام ابن القيم -رحمه الله-: «وقد غر إبليس أكثر الخلق بأن حسن لهم القيام بنوع من الذكر والقراءة والصيام والزهد في الدنيا والانقطاع، وعطلوا هذه العبوديات فلم يحدثوا قلوبهم بها، وهؤلاء عند ورثة الأنبياء من أقل الناس دينًا، فإن الدين هو القيام بما أمر الله به فتارك حقوقه التي يجب عليه أسوأ حالًا عند الله ورسوله من مرتكب المعاصي، فإن ترك الأمر أعظم من ارتكاب النهي من أكثر من ثلاثين وجهًا، ذكرها شيخنا رحمه الله في بعض تصانيفه، ومن له الخبرة بما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم وبما كان عليه هو وأصحابه رأى أن أكثر من يشار إليهم بالدين هم أقل الناس دينًا والله المستعان.

2- الخطب في أيام الجمع والأعياد والمجامع العامة، وكذلك المحاضرات والندوات والمواعظ.. وربط موضوعاتها بواقع الناس ومعالجة مشاكلهم وتقويم انحرافاتهم.

3- توجيه الرأي العام نحو المعروف والخير، ليمد الناس يدهم إلى الدعاة ويتعاونوا معهم على نشر الفضيلة وهدم الرذيلة.

4- العناية بتربية الأفراد على الإسلام وهو أمر لابد منه لتثبيت الدعوة وتقوية جانبها.

5- الإنكار المباشر للمنكر وعدم إهمال ذلك، فلو قام كل بواجبه لقلت المنكرات كثيرًا مما هي عليه الآن، فإذا أنكر هذا وهذا والآخر انحسر المنكر وأخفاه أهله.

6- كتابة الرسائل الخاصة للمقصرين، ونشر الرسائل العامة ليقرأها الناس ويطلعوا على ما تضمنته من النصح والإرشاد، وكذلك نشر الأشرطة وإهداؤها وبيعها وتوزيعها، وكذا الكتب.

7- نشر العلم الشرعي بمختلف الوسائل، ففي كثير من الأحيان يقع الناس بالمعصية من جراء الجهل بحكمها، ويترك آخرون الإنكار لجهلهم بالحكم.

8- الإحسان إلى الناس فبه يكسب المرء ودهم فيقبلون منه ويقتدون به.

9- إيجاد الشعور بالمسؤولية من قبل الجميع، ونبذ صفة عدم المبالاة التي تفتح الباب لانتشار المنكر وظهوره.

10- تحكيم شرع الله في الأمم والشعوب والأفراد وإقامة الحدود والتعزيرات.

11- التعاون مع أفراد الهيئات وتقوية عزائمهم وشد أزرهم.

12- تكوين العلاقات الشخصية التي تؤدي إلى تقويم الفرد وتوجيهه نحو الإسلام.

13- نشر المعرفة بشرف رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع فئات المجتمع، فإن الذي يقوم به المحتسب هو رسالة الأنبياء والمصلحين وخيار الأمم والندرة من الناس الذين نذروا نفوسهم لكف الشرع والدفاع عن الدين وتحقيق رسالة الإصلاح، فارفع أيها المحتسب بذلك رأسك، وإذا قمت به صادقًا فاعلم أن الله تعالى يحبك حيث شرفك بحمله واختارك من صفوته، فافرح بهذا الشرف وامنحه حياتك و وقتك وفكرك وعلمك ومالك وكل ما تملك، واعلم أن الله معك يهديك ويعليك وينصرك ويسددك، ولا يذلك ولا يخيب مسعاك، ولا يرد دعاءك.

قال ابن القيم رحمه الله: «فإذا قام العبد بالحق على غيره وعلى نفسه أولًا، وكان قيامه بالله ولله لم يقم له شيء ولو كادته السموات والأرض والجبال لكفاه الله مؤونتها، وجعل له فرجًا ومخرجًا، وإنما يؤتى العبد من تفريطه وتقصيره في هذه الأمور الثلاثة أو اثنين منها أو واحدة.

14- التجديد في وسائل الاحتساب، فإن وسائل الاحتساب المعروفة كالكتابات والزيارات والمناصحات الفردية وغيرها من وسائل ضرورية للمحتسبين، ولكن المنكرات تزداد وتتطور وتنتشر بين الناس انتشار النار في الهشيم عن طريق الوسائل الحديثة كالقنوات والإنترنت والجوالات وغيرها. ولما ضعف الإيمان عند الناس واستحكمت فيهم الشهوات واستعبدتهم الدنيا سهل عليهم استقبال المنكرات واستحسنوها وألفتها نفوسهم، فصارت عندهم كالعادات المتعارف عليها، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

- ومن هنا كان لزامًا على أهل الاحتساب أن يجددوا في وسائلهم الاحتسابية ويطوروا أنفسهم، ويتدربون على تقنيات العصر التي تخدم مهمتهم العظيمة الغالية. وذلك بدخولهم في الإعلام والمشاركات في القنوات والإنترنت والجوالات وغيرها من الوسائل النافعة في هذا المجال.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* رئيس المجلس الأعلى للقضاء - إمام وخطيب المسجد الحرام.

----------------------------------





ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59