عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-09-2016, 11:52 AM
الصورة الرمزية أيمن أحمد رؤوف القادري
أيمن أحمد رؤوف القادري غير متواجد حالياً
كاتب وأديب قدير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: لبنان
العمر: 57
المشاركات: 316
افتراضي قصيدة رحلة العمر (الحجّ)


رِحْلة العُمر (الحجّ)‏
أيمن أحمد رؤوف القادري
9 تشرين الأول 2016‏
‏8 مُــــحَـــــرَّم 1438‏
‏****‏
أُحَلِّقُ فَوقَ أَشْرِعةِ الفَضَاءِ
وحَولي الغَيْمُ مَحبوكَ الرِّداءِ
تُناجيني الغُيومُ بلا وسيطٍ
ويَضْحَكُ بينَها قَمَرُ السَّـناءِ
إلى أرْضِ الحِجازِ الرَّكْبُ يَـمضي
بأفئدةٍ سديداتِ الرَّجاءِ
ويَحْدُوها اشتياقٌ قد تَنامى
فأعيا الطِّبَّ عَنْ دَرَكِ الدَّواءِ
تُـخَالِـجُني الرّقائِقُ مُلحِفاتٍ
ويَعروني الهُيامُ بلا انكِفاءِ
أحقًّا يمَّمَ الـطَّـــــــيَّارُ وَجْهًا
إلى أرضِ الـنُّبوّةِ والضِّياءِ؟؟!‏
عُقُودٌ مِنْ جَنى الأحلامِ مرَّتْ
وها تأويلُها يَهْفو إزائي
‏***‏
وفي حَرَمِ المدينةِ لي ظِلالٌ
وأَنْداءٌ وثيراتُ العَطاءِ
دخلْتُ، وقلبيَ الـمشتاقُ يُصغي
إلى صوتِ التِّلاوةِ والدُّعاءِ
جموعٌ أقبَلَتْ من كلِّ صَوبٍ
لِتَسْجُدَ خالياتٍ من رِياءِ
هنا أَرَجُ العِــــبادةِ والتَّسامي
وأذكارُ الصَّباحِ إلى الـمساءِ
مَعانيها تَفيضُ رَذاذ مِسْكٍ
فتَخْتَلِجُ الضُّلوعُ بالارتواءِ
هنا قَبرُ الـــنَّبِيِّ وصاحِبَيْهِ
ومُـقتَرَنُ الجلالةِ والـثَّراءِ
حثَثْتُ الخَطْوَ مُغتنِمًا صلاةً
بِرَوضتِهِ الشَّريفةِ في صفاءِ
أغيبُ عنِ الحياةِ وما عَليها
وأَمْضي في وُجُودٍ ذي بَـــهاءِ
تذكَّرتُ الصَّحابةَ كيفَ نالُوا
لذيذَ القُرْبِ... يا طِيبَ اللِّقاء!‏
فهل ألقـى الـنَّبِيَّ وأستقيهِ
على عَتَباتِ جنَّاتِ الرَّخاءِ؟!‏
‏***‏
خَرَجنا، والعيونُ مُوَدِّعاتٌ
بدَمعٍ طاهِرٍ لجِبِ الـجَواءِ
ترَكنا، والقُلوبُ مُقَطَّعاتٌ،
مَـحاريبَ الخُشوعِ والارتِقاءِ
وعِندَ بُلوغِنا الـميقاتَ ذابَتْ
جِراحُ الـنّأيِ في ألَقِ الـــنَّقاءِ
وكلٌّ بعدَ إحرامٍ تبدَّى
غـَريبًا في الفُؤَادِ وفي الكِساءِ
وها دربُ العبورِ يَلوحُ طَلْقًا
ويَحتضنُ الأحبّةَ في احتِفاءِ
مَضَيْنا، والشِّفاهُ مُلَــــــبِّياتٌ
ونُورُ الْحَرْفِ يَعْرُجُ في العَلاء
وحَــــــــبّاتُ الرِّمالِ مُرَدِّداتٌ
وأشتاتُ الـحَصَى، وفَــمُ السَّماءِ
كأنَّ الْـحَرَّ ليسَ لهُ وجودٌ
كأنَّ الأفْقَ مَـمْزُوجٌ بـماءِ
كأنَّ الشَّمسَ، حِــــينَ رأتْ عِيانًا
حَجيجَ البيتِ، أَغْــضَتْ في حَــياءِ
‏***‏
أطلَّتْ كعبةُ الرَّحـمنِ تُلقي
على الأَوْصالِ بَرْدًا مِنْ هَــــناءِ
وأَسْرابُ الحَجِيجِ تَطوفُ جذْلى
وتقصِدُ ماءَ زمزَمَ في ظَماءِ
ويَحلو السَّعْيُ في أَوْسَاطِ جَـــمـــــْعٍ
شَتيتِ اللِّسْنِ، مُـــتَّحِدِ الـنِّداءِ
وواسطةُ الـمُنى رَجْمٌ صبيبٌ
بأرضِ مِنى، يُجلْجِلُ بــالوَلاءِ
ترى الجَمَراتِ تَسْقطُ مُردِفاتٍ
فترتفِعُ العقيدةُ بالبَراءِ
وفي عرَفاتَ ساعاتٌ طِوالٌ
منَ الرَّحَماتِ تَهْمي في جَداءِ
‏***‏
أفيضي، يا علائقَ ذكرياتي
على جَنَباتِ عمري بالـــرَّفاءِ
فأطيافُ المناسِكِ خالِداتٌ
يزُرْنَ خريفَ ليلي، بلْ شِتائي
لعَلَّ شذا القَبولِ يَزورُ قَبْري
فَتَسْكُنَ أضلعي سَكَنَ الرِّضاءِ

المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59