عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-30-2014, 07:53 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,033
ورقة خطوة نحو "غامبيا" الإسلامية


خطوة نحو "غامبيا" الإسلامية*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

29 / 5 / 1435 هــ
30 / 3 / 2014 م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"غامبيا" الإسلامية _4108.jpg


إذا كانت العقيدة الإسلامية هي الركيزة الأولى والأهم في تثبيت وترسيخ هوية المسلمين, فإن اللغة العربية تعتبر الركيزة الثانية في تلك الهوية, حيث اختار الله تعالى هذه اللغة لتكون المعبر عن وحي السماء الخالد إلى البشرية جمعاء, من خلال نزول القرآن الكريم بها دون غيرها, قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} يوسف/2.

لقد جعل الله تعالى هذه اللغة مفتاح إدراك أسرار الدين الخاتم وتعلم علومه, فلا يمكن فهم حقيقة الإسلام وجوهره, ولا إدراك مقاصده وقواعده, إلا من خلال هذه اللغة, كما أن اللغة العربية هي أكبر لغات المجموعة السامية من حيث عدد المتحدثين وإحدى أكثر اللغات انتشارا في العالم, ناهيك عن تفوقها على جميع لغات العالم بكثرة مفرداتها ودقة معانيها وحسن نظام مبانيها.

يقول المستشرق الفرنسي "لويس ماسينيوس" عن اللغة العربية: "وباستطاعة العرب أن يفاخروا غيرهم من الأمم بما في أيديهم من جوامع الكلم التي تحمل من سمو الفكر وأمارات الفتوة والمروءة ما لا مثيل له".

ومن هذا المنطلق كانت سهام الاستعمار الغربي المسمومة توجه باستمرار صوب هذه اللغة عند احتلالها لأي بلد عربي أو إسلامي, وذلك لفصل الأمة عن أهم ركيزة من ركائز هويتها الإسلامية, ومنعها من التواصل مع اللغة التي تربطها بمصدري الإسلام "القرآن والسنة".

ومن هنا فإن ما قام به الرئيس الغامبي من وقف اعتماد اللغة الإنكليزية كإرث استعماري خلفته بريطانيا بعد جلائها عسكريا عن البلاد, ومن ثم اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية في "جامبيا", تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح نحو "جامبيا" كدولة إسلامية.

فقد قالت صحيفة "بريس آفريك" : إن الرئيس الغامبي "يحيى جامي بات" أعلن اعتماده اللغة العربية لغة رسمية في البلاد, وذلك بعد أيام على قراره إنهاء العمل باللغة الإنجليزية، وخروج غامبيا من مجموعة الكومنولث.

وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطوة تأتي في إطار التوجه الجديد للرئيس جامي، حيث أصبح يتقرب من الدول العربية والإسلامية, مضيفة أن الرئيس الغامبي يسعى إلى تحويل بلاده لما يشبه المملكة تحت اسم "جمهورية غامبيا الإسلامية"، وسيحمل هو لقب "الملك".

لم يكن الاحتلال البريطاني وحده الذي فرض لغته على الشعوب المستعمرة بعد أن ألغى بقوة السلاح اللغة العربية أو غيرها, بل فعلت ذلك كل من فرنسا وإيطاليا وجميع الدول الغربية الاستعمارية.

لقد كانت اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية في "غامبيا" بعد أن احتلتها بريطانيا عام 1843م, وعلى الرغم من نيل "غامبيا" استقلالها عام 1965 كملكية دستورية داخل نطاق الكومنولث البريطاني -هي عبارة عن إتّحاد يتألّف من 53 دولة جميعها من ولايات الإمبراطورية البريطانية سابقاً باستثناء موزمبيق ورواندا- إلا أن اللغة الإنكليزية ظلت هي اللغة الرسمية ولغة التعليم في البلاد, مما يعني أن الاحتلال البريطاني ما زال موجودا بصورة أو بأخرى.

وعلى الرغم من أن 90% من سكان جامبيا البالغ عددهم 1.9 مليون شخص مسلمون, إلا أنهم لا يعرفون الكثير عن اللغة العربية بفعل الاستعمار, فهم يتحدثون عدة لغات أفريقية منها: الماندينجو والفولا والولوف وهي اللغة الأوسع انتشارا في السنغال المجاورة.

لا شك أن الخطوة التي قام بها الرئيس الجامبي من شأنها أن تزيد من حدة الغضب البريطاني والغربي على بلاده كما أشارت الصحيفة، خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعانيها البلاد, وخاصة بعد أن قال الرئيس الجامبي "لم يهتم البريطانيون بالتعليم وهذا يعني أنهم لم يمارسوا الحكم الرشيد, كل ما فعلوه هو النهب والنهب والنهب", إلا أنها خطوة لا بد منها للانعتاق من أهم قيود الاستعمار في بلاد المسلمين.

إن العودة إلى التمسك بالهوية الإسلامية –من خلال اعتماد لغة القرآن والإسلام اللغة الرسمية في البلاد- هي بلا شك الخطوة الأهم على طريق الوصول إلى "غامبيا" إسلامية بإذن الله.
-----------------------------------------------
*{التأصيل للدراسات}
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59