عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-14-2014, 09:07 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,193
ورقة ضياع حقوق الإنسان في يومها العالمي


ضياع حقوق الإنسان في يومها العالمي*
ــــــــــــــــــــ

22 / 2 / 1436 هـ
14 / 12 / 2014 م
ـــــــــــ

الإنسان _8916.jpg

لعل من أهم سمات العصر الحديث الذي نعيش فيه في ظل هيمنة القوة الاستعمارية الغربية الغاشمة عسكريا وفكريا وثقافيا، هو تقديس المظاهر على حساب الحقيقة، وطغيان الشكليات الاحتفالية على المضمون والجوهر، وضياع حقيقة المبادئ والقيم الإنسانية في ظل الشعارات الوهمية.

فهناك يوم للأم في ظل انهيار حقوق الأم في الدول الغربية، وهناك يوم عالمي لمكافحة الإيدز الذي كان من أهم أسباب ظهوره وانتشاره إطلاق الشهوات باسم الحرية الغربية، ويوم عالمي للعدالة الاجتماعية في عالم يعج بالظلم وعدم تكافؤ الفرص والمحسوبية..... الخ.

ومن ضمن المراسم الاحتفالية والشعارات الوهمية التي يرفعها الغرب من خلال المنظمات الدولية التي ابتدعها ويهيمن عليها، ما يسمى "باليوم العالمي لحقوق الإنسان" والذي يحتفل به المجتمع العالمي في 10 كانون الأول/ديسمبر من كل عام، وهو اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1948 الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وإذا كان الواقع يؤكد أن العالم يزداد تضييعا لحقوق الإنسان عام بعد عام منذ تاريخ هذا الإعلان، نظرا للانتهاك الصارخ الذي يتعرض له الإنسان عموما والمسلم خصوصا في ظل وجود وثيقة حقوق الإنسان، فإن الاستمرار في الاحتفال بما يسمى اليوم العالمي لحقوق الإنسان كل عام يبدو غير منطقي ولا مقبول.

لقد كان هذا العام 2014م من أكثر الأعوام انتهاكا لحقوق الإنسان في العالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص، حتى وصف من قبل دعاة حقوق الإنسان بالعام الكارثي، ومع ذلك تم الاحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان وكأن شيئا لم يكن، الأمر الذي أثار سخطا واستهجانا عالميا.

لقد ذكر موقع التقرير عدة أسباب تجعل من المعيب على العالم أن يحتفل بيوم حقوق الإنسان، وإذا كانت هذه الأسباب قد ذكرت لهذا العام حسب التقرير، فإنها في الحقيقة تنطبق على كل عام مضى، ومن أهم هذه الأسباب:

1- ما يقرب من 1 مليون سوري هربوا من بلادهم هذا العام: والعدد الإجمالي للاجئين المسجلين حاليًا هو حوالي 3.1 مليون نسمة، وسوريا ليست بأي حال البلد الوحيد الذي أجبر الناس فيه على الفرار، فهناك العراق وليبيا واليمن...الخ، بالإضافة لحالات التعذيب الموثقة في السجون في تلك البلدان، حيث قضى منذ بداية العام مثلا نحو ألفي معتقل في السجون والمقار الأمنية التي تديرها السلطات في سورية، غالبيتهم جراء التعذيب، حسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ناهيك عن قتل المسلمين المستمر يوميا في هذه البلدان وغيرها خلال هذا العام.

2- أكثر من 10 ملايين شخص عديم الجنسية يفتقرون لحماية حقوق الإنسان: فعندما يخرج اللاجئون من ديارهم إلى بلدان أخرى، يكون الحصول على جنسية البلد الأخر أمرًا صعبًا للغاية، كما إن آخرين يحرمون من المواطنة لأسباب سياسية، كما هو الحال بالنسبة للمسلمين الروهينج في بورما.

3- حوالي 36 مليون شخص يعيشون كعبيد في العصر الحديث: ولا يقتصر هذا الاستغلال على الدول الآسيوية أو الأفريقية. بل يحدث ذلك أيضًا في الولايات المتحدة، حيث قدر تقرير صادر عن منظمة مستقلة مقرها استراليا أن 60 ألف من العبيد يعيشون في ظلال المجتمع الأمريكية.

4- الاستخبارات الأمريكية استخدمت التعذيب بانتظام بعد أحداث 9 سبتمبر 2011: فقد كشف تقرير لمجلس الشيوخ الثلاثاء الماضي عن تفاصيل تقنيات الاستجواب المحسنة التي كانت تستخدم من قبل وكالة الاستخبارات المركزية، ومن بين هذه التقنيات الإيهام بالغرق، والإجبار على الوقوف لساعات طويلة مع المنع من النوم، ونزع ملابس السجين وتعريضه للبرد الشديد.

في ظل هذه الأوضاع الراهنة في العالم، وفي ظل غياب العدالة والحرية وتكتيم الأفواه، وممارسة التعذيب والاختفاء القسري، والقتل والتشريد والتهجير الممنهج، كيف يمكن للعالم أن يحتفل بما يسمى "حقوق الإنسان"!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59