حقوق الأخوة في اللسان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهي بالسكوت تارة وبالنطق أخرى
فمن حق الأخ على أخيه، أن يسكت عن ذكر عيوبه في
غيبته وحضرته ، بل يتجاهل عنه .
أما ذكر عيوبه ومساويه في غيبته فهو من الغيبة المحرمة،
وذلك حرام في حق المسلم ، ويزجرك عنه أمران بالإضافة
إلى زجر الشرع .
• أحدهما : أن تطالع أحوال نفسك،فإن وجدت فيها شيئاً
واحداً مذموماً، فَهَوِّن على نفسك ما تراه من أخيك ، وقدر
أنه عاجز عن قهر نفسه في تلك الخصلة الواحدة؛ كما أنت
عاجز عما أنت مبتلى به .
• والأمر الثاني : أنك تعلم أنك لو طلبت منزها عن كل عيب
اعتزلت عن الخلق كافة ، ولم تجد مَنْ تصاحبه أصلا كما
قال النابغة الذبياني :
وَلَسْتَ بِمُسْتَبْقٍ أخَاً لا تَلُمُّه**عَلَى شَعَثٍ أيُّ الرِّجَالِ المُهَذَّبُ
فما من أحد من الناس إلا وله محاسن ومساوئ،فإذا غلبت
المحاسن المساوئ فهو الغاية ، والمؤمن أبداً يحضر في
نفسه محاسن أخيه لينبعث من قلبه التوقير والود والاحترام،
وأما المنافق اللئيم فإنه أبداً يلاحظ المساوئ والعيوب .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
{م: الحُبُّ في الله ـ أحمد فريد ـ حفظه الله ـ }
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ