عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-29-2013, 05:27 PM
الصورة الرمزية جاسم داود
جاسم داود غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: سوريا
المشاركات: 1,456
سؤال الله أرحم بعباده


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي جمع قلوب أهل حبه على طاعته وأورثهم من الخيرات ما نالوا به كرامته.
أحمده سبحانه فهو الذي جعل محبتة إلى جنته سبيلاً وأبغض العصاة وأورثهم حزناً طويلاً والصلاة والسلام على أشرف خلق الله .

أما بعد أيها الأخوة والأخوات الكرام
*
في الصحيحين :
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما انتهى من حرب هوازن أُتي إليه بعد المعركة بأطفال الكفار ونسائهم ثم جمعوا في مكان فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم إليهم فإذا امرأة من السبي أم ثكلى تجر خطاها تبحث عن ولدها فلذة كبدها قد اضطرب أمرها وطار صوابها واشتدّ مصابها .
تطوف على الأطفال الرضع تنظر في وجوههم يكاد ثديها يتفجر من احتباس اللبن فيه تتمنى لو أن طفلها بين يديها تضمه ضمة وتشمه شمة ولو كلفها ذلك حياتها فبينما هي على ذلك إذ وجدت ولدها فلما رأته جف دمعها وعاد صوابها ثم انكبت عليه وانطرحت بين يديه وقد رحمت جوعه وتعبه وبكاءه ونصبه أخذت تضمه وتقبله . ثم ألصقته بصدرها وألقمته ثديها .

فنظر الرحيم الشفيق إليها وقد أضناها التعب وعظم النصب وقد طال شوقها إلى ولدها واشتد مصابه ومصابها فلما رأى ذلها وانكسارها وفجيعتها بولدها التفت إلى أصحابه ثم قال :
أتُرَون هذه طارحة ولدها في النار يعني لو أشعلنا ناراً وأمرناها أن تطرح ولدها فيها أترون أنها ترضى .
فعجب الصحابة الكرام : كيف تطرحه في النار وهو فلذة كبدها وعصارة قلبها كيف تطرحه وهي تلثمه وتقبله وتغسل وجهه بدموعها كيف تطرحه وهي الأم الرحيمة والوالدة الشفيقة .
قالوا : لا والله يا رسول الله لا تطرحه في النار وهي تقدر على أن لا تطرحه .
فقال صلى الله عليه وسلم : والله .. لله .. أرحم بعباده من هذه بولدها .


الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله
دمتم بحفظ الله ورعايته
فضيلة الشيخ : محمد عبد الرحمن العريفي

المصدر: ملتقى شذرات

__________________

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59