من أعان على قتل المسلم ولو بكلمة
عندما يتحدث البعض عن الحاكم وبطانته ، يذكرون سحرة فرعون ، غير أني لا أميل لهذا الأمر ، فسحرة فرعون ما أن رأوا الاية التي جاء بها نبي الله موسي عليه السلام حتى أسلموا وآمنوا رغم تهديد فرعون لهم بالقتل والصلب فقالوا ( قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيا ) طه 72 . لم يخيفهم قطع الايدي والأرجل والصلب بل ثبتوا على الأيمان وثبتوا على طريق الحق .
ومضرب المثل هنا على بطانة السوء هم قوم فرعون الذين اطاعوه على ظلمه بل وقدموا له النصيحة والراي بالقتل قال تعالى ( وَقَالَ الْمَلأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ) الأعراف 127.
هؤلاء هم مضرب المثل في الفساد والتبعية للظالم قال تعالى واصفا اياهم بالفساد والاستخفاف ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) 46 الزخرف
وهكذا تبعوا الظالم في عمله فكان لهم العقاب الشديد في الدنيا وجهنم يصلونها في الأخرة قال تعالى ( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ ( 54) فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ( 55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلا لِلْآخِرِينَ ( 56 ) الزخرف .
الفاسقين هم قومه الذين اعانوه على ظلمه وساعدوه ، فكان لهم إماما الى جهنم وبئس المصير قال تعالى ( {يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ وَبِئْسَ الْوِرْدُ الْمَوْرُودُ (98) هود .
والآن الكثير من الناس ييقفون مع الظالم ويبررون له ظلمه ويناصرونه ، وهو لايعلمون أنهم بذلك مشاركون في جريمة القتل وخائضين في دماء المسلمين .
قال صلى الله عليه وسلم ( والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا )
وقال صلى الله عليه وسلم ( من أعان على دم امرئ مسلم بشطر كلمة، كُتب بين عينيه: آيسٌ من رحمة الله )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لو أن أهل السموات والأرض اجتمعوا على قتل مسلم؛ لكبّهم الله جميعًا على وجوههم في النار"
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (( من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً ) .