و رابعها قول الشاعر الفرزدق (ت 116 ه) في أشراف العراق ،و من انظم إلى ثورة عبد الرحمن بن الأشعث في معركة دير الجماجم سنة 83 ه ، فوصفهم مرتين بأنهم سبئية ، في قوله :
كأن على دير الجماجم منه + أو أعجاز نخل تقعر
تعرّف همدانية سبئية + و تُكره عينيها على ما تنكر
من الناكثين العهد من سبئية + و إما زُبيري من الذئب أغدر
و لو أنهم إذا نافقوا كان منهم + يهوديهم كانوا بذلك أغدرا[1] و الخامسة أن الحسن بن محمد بن الحنفية المتوفى سنة 95 ه ، ذكر السبئية في كتابه الإرجاء ، عندما قال : (( و من خصومة هذه السبئية التي أدركنا إذ يقولون : هُدينا لوحي ضل عنه الناس ))[2].
و السادسة[3] مفادها أن التابعي سليمان الأعمش ( 61-148ه ) كان يقول عن السبئية : اتقوا هذه السبئية ، فإني أدركتُ الناس و إنما يسمونهم الكذابين[4] . و آخرها[5] –أي السابعة- مفادها أن رجلين كذابين كانا من السبئية ، عاشا في النصف الثاني من القرن الأول و ما بعده ، أحدهما المغيرة بن سعيد (ت 120ه ) ،و ثانيهما رجل يُعرف بأبي عبد الرحمن[6] – لم أميزه - .
و أما مجموعة الروايات الضعيفة –التي ذكرت الطائفة السبئية من غير طريق سيف – فتضم ثماني روايات ، أولها ما رواه ابن عساكر بإسناده[7] أن جماعة من الشيعة عارضوا معاوية بن أبي سفيان (ت60ه)، وصفهم والي الكوفة زياد بن أبي سفيان بأنهم طواغيت ترابية[8] سبئية[9] .
و ثانيها[10] ما رُوي عن المحدث سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب (ت106ه) أن جماعة من الكوفة جاءت تسمع منه الحديث ، فقال لها : أحرورية سبئية ؟ عثمان خير من علي ، عثمان خير من علي[11] .
[1] هذه الأبيات في ديوان الفرزدق على ما ذكره الباحث محمد آمحزون ، المرجع السابق، ج 1ص: 287 .
[2] نفس المرجع ، ج1 ص: 286 .
[3] رجالها : زكريا بن يحيى الساجي ،و أبو موسى بن المثنى ،و أبو معاوية الضرير ،و سليمان الأعمش ،و هؤلاء كلهم ثقات . أنظر : ابن أبي حاتم : الجرح و التعديل ، ج3 ص: 601 .و ابن حجر : تهذيب التهذيب ، ج9 ص: 378 . و التقريب ، ج 1 ص: 254 . و الذهبي: السيّر ، ج 9 ص: 93 .
[4] ابن عدي : الكامل في ضعفاء الرجال ،حققه مختار غزاوي، ط3 بيروت ، دار الفكر، 1988ه ، ج6 ص: 116 .
[5] رجالها : عبد الله بن احمد بن حنبل ، و احمد بن حنبل ، و معاذ بن معاذ العنبري ،و عبد الله بن عون ، الأول و الثاني تقتان معروفان ،و الأخيران ثقتان أيضا . أنظر: الذهبي: السيّر ، ج 9 ص: 55 . و المزي : تهذيب الكمال ، ج 15 ص: 398 و ما بعدها .
[6] احمد بن حنبل : العلل و معرفة الرجال، ط1 بيروت، المكتب اإسلامي، 1408 ، ، ج1 ص: 145 .
[7] من رجاله : أبو مخنف لوط بن يحيى (ت 157ه) ،و هو متهم بالكذب،و متروك الحديث شيعي لا يُوثق به،و يروي عن الكذابين و المجهولين . الذهبي: ميزان الاعتدال ، ج5 ص: 508 .و الذهبي: السيّر، ج 7 ص: 320 .
[8] نسبة أبي تراب ،و هي كنية اشتهر بها علي بن أبي طالب ، كنهاه بها رسول الله عليه الصلاة و السلام .
[9] الطبري: التاريخ ، ج 3 ص: 226 و ما بعدها . و ابن عساكر : تاريخ دمشق، ج 9 ص: 22 .
[10] من رجالها : عبد الله بن خبيٌ ،و يوسف بن أسباط ، الأول لم أعثر له على جرح و لا تعديل ، و الثاني قال عنه أبو حاتم : لا يُحتج به ،و وثقه ابن معين . الذهبي: ميزان الاعتدال ، ج 7 ص: 292
[11] ابن عساكر : المصدر السابق، ج 39 ص: 504 .