عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 02-27-2013, 09:52 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,422
افتراضي

و الشاهد الثالث هو أنه توجد طائفة من الروايات عرّفتنا ببعض رجالات السبئية ، مما يعني أنها لم تكن مجهولة لدى الناس ،و هذا الشاهد هو تفصيل للشاهد الثاني و امتداد و تأكيد له . و أشهر رجالاتها الذين عاشوا في القرن الأول الهجري و ما بعده ، هم : عمير بن ضابيء البرجمي( ق:1ه) ،و المختار بن عبيد الثقفي الكذاب (ق: 1ه) ،و معقل بن قيس (ق:1ه) ،و عبد الله بن محمد بن الحنفية (ت98أو99ه ) ،و شهر بن حوشب (ت 100 أو112ه) ، و المغيرة بن سعيد البجلي الكوفي (ت120ه) ، و يزيد أبو سليمان-صاحب الأعمش- (ق: 2ه) ، و جابر بن يزيد الجعفي (ت167ه) ،و محمد بن السائب الكلبي (ت240ه)[1] .
و يٌوجد شخصان آخران كانا في جيش علبي بن أبي طالب رضي الله عنه- و لم تُصرّح المصادر التي رجعتُ إليها- أنهما من الطائفة السبئية ، و هما : أصبغ بن نباتة الحنظلي الكوفي ، و رشيد الهجري ، و الراجح أنهما سبئيان ، لقولهما ببعض أفكار السبئية ، فكانا يُؤمنان بالرجعة- أي رجعة علي بعد موته- ،و الأول كان يقول لعلي : أنت دابة الأرض[2] .
و الشاهد الرابع هو أن علي بن أبي طالب أحرق جماعة من الزنادقة ادعوا فيه الألوهية ،و قد صرّحت طائفة من الروايات أن هؤلاء من السبئية ، و أخرى لم تُصرّح بذلك ، لكن الراجح أنهم منها ، لأن أفكارهم تنتمي إلى الفكر السبئي ، و لإثبات ذلك و تفصيله نورد الروايات الآتية ، أولاا أن حادثة حرق علي للزنادقة هي حادثة ثابتة أسانيدها صحيحة[3] .

و ثانيا إن بعض الروايات صرّحت أن الزنادقة الذين قتلهم علي هم من السبئية[4] .و ثالثا أن هؤلاء الزنادقة كانوا على فكر عبد الله بن سبأ ، فهو كبيرهم الذي علمهم الكفر و الزندقة ، فهؤلاء قالوا بألوهية علي ، و هو أي ابن سبأ- رُوي أنه كان يقول لعلي : أنت دابة الأرض ، أنت الملك ، أنت خلقت الخلق[5] .
و رابعا إن بعض كبار علماء أهل السنة ، كابن تيمية ،و الذهبي،و ابن حجر ، قد صرّحوا بأن الزنادقة الذين حرقهم علي بن أبي طالب ، هم من السبئية أتباع عبد الله بن سبأ[6] . و خامسا إن الذين عُرفوا بالضلال و الانحراف الفكري و الغلو في علي هم السبئية و ليس غيرهم ، مما يعني أن السبئية حقيقة لا خيال ، أحرق علي منهم طائفة .

[1] عنهم انظر : ابن الأثير: الكامل، ج 3 ص: 72-73 .و ابن حجر: الفتح ، ج9 ص: 167، 168 .و ابن عساكر: تاريخ دمشق، ج 23 ص: 229ج 32 ص: 271 و ما بعدها، ج 34ص: 486 .و الطبري : التاريخ ، ج 3 ص: 184 . و العقيلي : الضعفاء، ج2 ص: 191 ،و ج 4 ص: 178 .و تاريخ ابن معين ،حققه احمد نور سيف، دمشق، دار المأمون للتراث، 1400ه، ج4 ص: 8 .و ابن حبان : كتاب المجروحين، حلب ، دار الوعي، د ت، ج1 ص: 208،و ج2 ص: 253 . و الذهبي: الميزان ، ج6 ص: 161 .

[2] الذهبي : نفس المصدر ، ج 3 ص: 79 .

[3] انظر مثلا : الدارقطني: السنن ، حققه هاشم يماني، بيروت، دار المعرف’ 11966، ج3 ص: 108

[4] ابن عساكر: المصدر السابق ، ج 29 ص: 10 .

[5] ابن قتيبة: تأويل مختلف الحديث، ص: 73 . و ابن حجر:اللسان ، ج3 ص: 289 .و ابن عساكر : تاريخ دمشق، ج29 ص: 10 .

[6] انظر: منهاج السنة النبوية ، ج 3 ص: 459.و ميزان الاعتدال ، ج 4 ص: 105 .و لسان الميزان، ج 3 ص: 289 .
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59