بسم الله الرحمن الرحيم
أسعد الله أوقاتكم بكل خير
_____________________________
سأعرض لكم مقتطفات من الطرائف و النوادر والقصص والعبر والحكم و المناظرات
من الأدب العربي
والمجال مفتوح لمن أراد أن يضع مما ذكرت سابقا
فبسم الله نبدأ
____________________________
؛؛ خطبة الفاروق رضي الله عنه في ذم الدنيا ؛؛
إنما الدنيا أمل مخترم وأجل منتقض وبلاغ إلى دار غيرها , وسير إلى الموت ليس فيه تعريج
فرحم الله امرئ فكر في أمره , ونصح لنفسه وراقب ربه واستقال ذنبه , بئس الجار الغني
يأخذك بما لا يعطيك من نفسه , فإن أبيت لم يعذرك , إياكم و البطنة فإنها مكسلة عن
الصلاة ومفسدة للجسم ومؤدية إلى السقم , وعليكم بالقصد في قوتكم , فهو أبعد من السرف
وأصح للبدن وأقوى على العبادة وإن العبد لن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه .
___________________________
؛؛ حذام بنت الريان ؛؛
روي أن حذام بنت الريان ملك معد كانت معه , وأن غازيا من حمير سار لقتال أبيها مع قبائل حمير
فلقيهم الريان في أحياء ربيعة , فالتقوا في أرض تدعى (( المرامه )) فاقتتلوا يومين وليلتين
ثم رجع الحميري إلى عسكره وهرب الريان , وسار يومه وليلته فلما أصبح الحميري ورأى عسكر الريان
سار في طلبه وجعلوا يمرون ويثيرون طيور القطا , وجعل القطا يمر على عسكر الريان , فانتبهت بنته
فقالت لقومها :
ألا يـــــا قـــومــــنـــا ارتــحــلـــوا وســــيـــروا فــلــو تــرك الـقــطــا لــيــلا لــنــامــا
فارتحلوا واعتصموا برؤوس الجبال , فرجع القوم, وفي ذلك يقول حميد :
إذا قــالــت حـــذام فــصــدقــوهــا فـــإن الـــقـــول مـــا قـــالـــت حــــذام
___________________________
؛؛ فطانة أعرابي ؛؛
كان قطاع من قبيلة الظفير شدّ ونزل أحد الوديان , طلبا للمرعى وكان أحدهم رجل فطن جدا
وفي عصر ذلك اليوم قال الرجل الفطن لابن سويط : (( شدّو عن الوادي )) واصعدوا فوق (( الظهرة ))
أي الجبل فإنه سيأتي سيل , فهزئ به بعض رجال القبيلة لأنهم لم يروا أثرا للسيل . لا غيما ولا سحاب
ولا ندى في الهواء . ولا رعدا يسمع من بعيد , ولكن ابن سويط يحترم هذا الرجل الفطين ويثق به
ولم يجرب عليه في الماضي هزلا أو استهتارا . فأمر قومه بطاعته والصعود إلى حافة الوادي فصعدوا
غير مقتنيعين , وابن السويط محتار لأن الرجل الفطن قال كلمته وسكت . وقبل منتصف الليل سمع القوم
هديرا يصم الآذان ورأى السيل يأتي (( ذروا من أعلى الوادي )) دون غيم أو مطر , وقد حط السحاب
في أرض أخرى , وتجمع وأقبل السيل يسبقه الزبد كأنه فحل إبل غضبان . واكتسح الذين في وسط
الوادي وهم الذين لم يقتنعوا بما قال الرجل وتدارك بعض الناس أنفسهم ولكنهم فقدوا إبلهم وأغنامهم
التي دفعها السيل الجارف . سأل ابن سويط الرجل الفطن بعد أن صدق قوله : كيف عرفت أن هناك سيلا
سيأتي . فقال الرجل : أنتم كنتم مشغولين بإبلكم وأغنامكم وأموالكم , أما أنا فليس عندي إبل أو غنم
تشغلني , فجلست بعيدا أفكر في الكون , وفي خلق الله سبحانه وتعالى فرأيت الجرابيع بهمة ودأب في
نقل أولادها من الوادي إلى الظهرة المكان الذي لا يصله السيل , وتعجبت من حرصها على أن تكمل عملها
بسرعة , فقلت في نفسي : لابد أن هناك أمرا شغلها , وجعلها تفعل ذلك ولم أجد خطرا متوقعا غير السيل
ففسرت عملها به .
___________________________
؛؛ غباء مفرط ؛؛
قال أحد الناس لخادمه : أخرج , وانظر هل السماء مصحية أو مغيمة ؟
فخرج ثم عاد , فقال والله ما تركني المطر أنظر , هل هي مغيمة أم لا .
___________________________
؛؛ حقد وشفقة ؛؛
أكل رجل مع آخر فجعل يمزق جديا أمامه على المائدة, ويمعن في أكله والاستماع بطعمه , فقال له الرجل : إنك تحقد عليه
وكأن أمه نطحتك , فقال الرجل وإنك لمشفق عليه وكأن أمه أرضعتك .