عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-24-2012, 07:03 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,413
افتراضي

الصهيونية

الصهيونية نسبة إلى صهيون والتاء للتأنيث كما في قولنا اليهودية نسبة إلى اليهود,وصهيون تعني بالعبرية "الحصن",وتطلق ويراد بها احد الجبلين الذين عليهما قامت مدينة القدس, كما ويراد بها مدينة القدس اجمالًا عند اليهود حسب ما ورد في العد القديم.
واصطلاحًا هي حركة سياية غربية استعمارية هدفها طرد اليهود من الدول الأوروبية وتوطينهم في فلسطين,والفكرة استساغها اليهود وتنبوها وعملوا على تنفيذها.
حركة سياسية لانها كانت تقوم بأعمال سياسية من تأثير على حكام الغرب واستقطابهم ورجال الفكر والصحافة والإعلام وغيرذلك,وغربية لان منبعها غربي وتبلورت على يد مفكرين غربيين من غيراليهود,ولم يقبل بها اليهود في البداية ,واستعمارية لأنها هدفها كان استعمار تركة الدولة العثمانية من دول عربية وإسلامية وبسط نفودها على ارجائها,واستساغها اليهود لأن فيها خلاصهم من الاضطهاد والذل والهوان والحقد الواقع عليهم من الدول الغربية التي كانوا يعيشون فيها.



جذورالفكرالصهيوني
قد يتبادر لذهن الانسان العربي أن الصهيونية أسسها اليهود بقوتهم ومناعتهم من أجل "وطنهم السليب",إلا أن الحقيقة عكس ذلك,لقد بدأت بوادر هذا الفكر في القرن الثامن عشر عندما ظهرت الدول الغربية كقوة في الساحة العالمية مثل انكلترا وفرنسا وروسيا وألمانيا وايطاليا,ومن ثمة أمريكا بعد أن تأسست دولة إسرائيل _وإن بدت اشارات تؤيدالصهيونية من قِبل حكام أمريكا في القرن التاسع عشر والقرن العشرين,وسوف نعرضها في مكانها من هذا البحث_وفي حين تراجعت قوة الدولة الأولى آنذاك"الدولة الأسلامية العلية",بدأت هذه الدول تفكر مليًا في استعمار الدول العربية والإسلامية ووراثة الدولة الإسلامية العلية,وكان أول من تنبهه إلى أمر اليهود واستعمالهم كوسيلة وآداة طيعة من أجل تحقيق أحلامه الإستعمارية الإمبراطور الفرنسي نابليون بونابرت,حيث قال في خطابة عام 1799:"
"من بونابرت القائد الأول في جيوش الجمهورية الفرنسية في أفريقيا وآسيا، إلى الورثة الشرعيين لأرض إسرائيل.
الإسرائيليون هم الأمة الفريدة التي لم تستطع آلاف السنين وشهوة الفتح والطغيان أن تجردهم سوى من أراضيهم، ولكن ليس من اسمهم وكيانهم القومي... ألا ثوروا على العار يا أيها المشردون وأعلنوها حرباً لم يحدث مثلها في تاريخ البشرية، حرب تقوم بها أمة اُعتبرت أرضها- بجرة قلم من الحكام- غنيمة لأعدائها الذين يريدون بفظاظة تقاسمها فيما بينهم وكما يشاءون. إن فرنسا تنتقم لعارها وعار أبعد الأمم التي تركت منسية وقتاً طويلاً تحت أغلال العبودية، وتنتقم للعار الذي أحاق بكم خلال ألفي سنة.
إن الأمة العظيمة التي لا تتاجر بالشرف، كما فعل أولئك الذين باعوا أجدادكم إلى كل الأمم تناديكم الآن من أجل أن تستلموا منها ما قد احتلته حتى الآن وبحصانة ومساعدة هذه الأمة، كي تبقوا أسياد البلاد، ولكي تدافعوا عنها ضد كل الذين يريدون غزوها.
لقد جعل الجيش الصغير الذي بعثتني العناية الإلهية به إلى هنا من القدس مقر قيادته الرئيسية. إن هذا الجيش الذي يقاد بالعدل ويصحبه النصر سوف ينتقل بعد أيام قليلة إلى دمشق، المدينة المجاورة التي تهدد مدينة داوود.... فها قد سنحت الفرصة التي قد لا تتكرر ثانية خلال ألفي سنة، من أجل المطالبة باسترداد حقوقكم المدنية بين سكان المعمورة والتي حُرمتم منها بشكل مخز طيلة ألفي سنة، ومن أجل المطالبة باستعادة كيانكم السياسي كأمة بين الأمم وبحقكم الطبيعي في عبادة يهوه بحسب إيمانكم علناً ومن غير شك، إلى الأبد".
حتى قال فيه حاييم وايزمان:"أول الصهاينة العصريين من الأغيار".

وتلقفت انكلترا هذه الفكرة خاصة بعد أن بزغ نجمها كدولة مستعمِرة في أكثر من طرف في العالم, فكان لها مستعمرات في آسيا وافريقيا واوربا,حتى قيل أنها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس.
وقد كان لكل دولة من هذه الدول أثرها في تنمية الفكرة الصهيونية ,وسوف أرجئ انكلترا لأنها الدولة التي كانت فلسطين تحت سلطانها عندما تأججت الصهيونية واستطاعت بمساعدة الانكليز وسياستها والمد البشري والمالي اليهودي أن تقيم "دولة إسرائيل".
1.فرنسا:
لقد سبق وذكرت ما قاله نابليون في حثه اليهود على السير معه ,ووعده إياهم بوطن خاص بهم وهو فلسطين.إلا أن هزيمته ونفيه لم تسمحا له أن يتمم ما عزم عليه.
2.ألمانيا:
لقد أرسل الدوق إيلونبرج باسم قيصر ألمانيا رسالة إلى هرتزل يقول له فيها:"إن صاحب الجلالة على استعداد أكيد أن يناقش الأمر"توطين اليهود" مع السلطان,وأنه سيسعده أن يستمع إلى مزيد من التفاصيل منكم في القدس".(والرسالة مؤرخة في سبتمبر 1897).
3.روسيا:
ردًا على رسالة هرتزل إلى قيصر روسيا يسأله حسن نوايا دولته إزاء الصهيونية والمؤتمر الذي سوف ينعقد في عام 1903, والتي حررها فون بليفيه وزير الداخلية الروسي وجاء فيها:"ما دامت الصهيونية تحاول تأسيس دولة مستقله في فلسطين,وتنظم هجرة اليهود الروس,فمن المؤكد أن تظل الحكومة الروسية تحبذ ذلك.وتستطيع الصهيونية أن تعتمد على تأييد معنوي ومادي من روسيا إذا ساعدت الإجراءات العملية التي تفكر فيها على تخفيف عدد اليهود في روسيا".
وقد شدد الوزير الروسي على أن المساعدة مشروطة بالتخلص من اليهود الروس.
4.إيطاليا:
عرض هرتزل على فكتور إيمانويل الثالث_ملك إيطاليا_ مشروعه الصهيوني الخاص"بتوجيه الفائض من الهجرة اليهودي" إلى ليبيا تحت رعاية إيطاليا.ولكن الملك لم يأخذ كلامه على محمل الجد,ورد عليه ردًا باردًا مبينًا له أن مشروعه الصهيوني هذا يعني البناء في "منزل شخص آخر".
5.بريطانيا:
لقد كانت بريطانيا السبّاقة في تبني الصهيونية ,بل هي تعتبر المؤسس الحقيقي لها,وقد بدأت بوادر الإشارة إليها في عام 1840 على يد السياسي البريطاني اللورد بالمرستون,حيث كان آنذاك يشغل منصب وزير الخارجية البريطانية (1784-1865),إذ قال في إحدى رسائله للسفير البريطاني"إذا عاد الشعب اليهودي إلى فلسطين تحت حماية السلطان العثماني وبناءً على دعوة منه,فإنهم سيقومون بكبح جماح أي مخططات شريرة قد يديرها محمد أو من سيخلفه في المستقبل",طبعًا قصده من مخططات محمد علي الخروج على السلطان واقتسامه مصر والسودان, وهذا ما لم ترغبه بريطانيا كي تبقى تركة الدولة العلية كاملة من حصتها.وقد ورد في مقال في صحيفة التايمز الشهيرة وفي نفس العام(1840) أن فكرة الصهيونية الهادفة إلى إعادة اليهود إلى فلسطين أصبحت"مطروحة بشكل جديّ".
وقد شد من أزر اللورد بالمرستون زعيم حزب الإنجيليين شافستبري الذي كان شقيق زوج بالمرستون_والذي كان يدعو إلى تنصير يهود بريطانيا_ , وقد أظهر حقده على اليهود عندما قال عنهم" هم شعب عضوي منبوذ", ولا ينتمي إلى أوروبا,وأنهم جنسًا من الغرباء,متعجرفون وسود القلوب,ويقبلون اليسير من الحياة لما عانوه على مر العصور من الذل والهوان في دول العالم .
وهو أول من قال :"إن أي شعب لابد له من وطن.والأرض القديمة للشعب القديم", وتطور هذا القول ليصبح "وطن بلا شعب لشعب بلا وطن",وهو شعار الصهيونية المحوري.
وكذلك لورانس اوليفانت(1829-1888) الذي عمل في السلك الدبلوماسي البريطاني في الشئون الهندية وكان عضواً في البرلمان البرطاني وأيد بكل شدة اقامة وطن لليهود في فلسطين والضفة الشرقية من نهر الأردن,ودعا إلى إنشاء شركة استيطانية بريطانية لتوطين اليهود في تلك البقعة,على أن تكون تحت رعاية دولته وتمويلها من الخارج .
وقد زار بالفعل فلسطين من أجل اختيار موقع المستوطنة اليهودية الأولى ,وجاء اختياره على منطقة شرق الأردن شمال البحر الميت, ويبدو أنه كان خلف إنشاء أول جمعية صهيونية استيطانية تحت اسم"بيلو" Bilu",وقد نجح بالفعل في نقل وتوطين أكثر من سبعين يهودي في ذلك الوقت.
وفي العام الذي لقي فيه حتفه ألف كتاب"أرض جلعاد"The Land of Gilead",والذي قال بضرورة توطين اليهود في فلسطين,وشرح فيه أبعاد الفكر الصهيوني.
فنلاحظ أن بذرة السوء قد زُرعت قبل ولادة الزعيم الروحي للصهيونية"ثيودور هرنزل" بأربعة عقود,وهذا يدل دلالة واضحة على أن المؤسس الحقيقي لهذه الحركة السياسية هم الغرب وسياسيوهم الغلف.
وأما الأسباب التي دفعت هذه الدول لتأسيس الصهيونية فيمكن أن نجملها في محورين,اولهما:المحورالسياسي,وثانيهما:المحور الديني.
فأما المحورالسياسي فقد تمثل في الآتي:
1.زرع جسم سرطاني غريب في جسد الأمة الإسلامية,وذلك أن الغرب كان على يقين أنه وبعد تقسيم ورثة الدولة الإسلامية العلية وربوضهم فوق قلوب أصحاب البلاد ,فلا بد وأن يأتي يوم يخرجون منها,فكانت فكرة إنشاء وطن قومي لليهود وجعلهم جسرًا يمررون من خلاله مخططاتهم في المنظقة.
ولهذا رأينا كيف حاولت كل الدول التي لها جزء من القصعة استغلال اليهود وجعلهم جواسيسًا وعيونًا لها في المنطقة.
2.التخلص من يهود بلادهم بطريقة نفعية ذكية,فبدل طردهم_النابع من كرههم الشديد لليهود_ من بلادهم فيبدو وكأنهم أعداء الإنسانية ,وكي لا يثيروا سخط الدول الآخرى,وكي يحافظوا على نقاء صورتهم في الساحة الدولية لجأوا إلى فكرة إنشاء وطن قومي لليهود وتحويلها إلى حقيقة وأمر واقعي قيض الننفيذ.
3.استغلال ثروات اليهود وخبراتهم في تمويل مشاريهم الاستعمارية وصناعاتهم وخاصة العسكرية منها,وفتح أسواق لسلعهم المتنوعة الأصناف.
4.الهيمنة الثقافية والفكرية من خلال بث أفكار الرأسمالية والديمقراطية والحريات في المنطقة,وإظهار دولة إسرائيل وكأنها واحة الديمقراطية بين الأنظمة العربية الإستبدادية.
وأما المحور الديني فقد كان على النحو الآتي:
1.إيمان النصارى _كل طوائفهم_ بالعهد القديم ,وأنه جزء لا يتجزأ من كتابهم"المقدس",وإيمانهم بكل ما جاء فيه من كفر وشرك وضلالات وافتراءات وأكاذيب وبهتان على الله وملائكته ورسله,ومن أهم ما آمنوا به وما جاء في العهد القديم:
ا. أن أرض فلسطين هي أرض اليهود,وأنها من حقهم الديني والتاريخي.
ب.أن المسيح المنتظر_عودة الماشيّح_ دليل على صحة الإنجيل,ودليل على على انتشار النصرانية,وهذه لن تتم إلا في أرض الميعاد.
2.إيمان النصارى الراسخ في أن اليهود هم الذين قتلوا المسيح,وهم بذلك يستحقون القتل أو العذاب من تشريد وطرد واضطهاد وعزل عن باقي افراد المجتمع النصراني,وخير طريق لعزلهم هو اخراجهم من أوروبا النصرانية,وأفضل مكان هو ما له في نفوس اليهود من وقع وأثر,وفي أفئدة النصارى غاية وأمر.
يتبع...
__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59