الموضوع: العنف الأسري
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-04-2012, 02:01 AM
الصورة الرمزية يقيني بالله يقيني
يقيني بالله يقيني غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: جمهورية مصر العربية
المشاركات: 4,854
افتراضي

فهم خاطئ
بعض الناس يجعل من قوله تعالى: }وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا{[النساء:34]، مدخلا لاتهام الإسلام بالتحريض على العنف الأسري، وهذا ليس فهما صحيحا للإسلام ولا للقرآن، لأن من يترك مئات النصوص التي تأمر الأزواج بالرحمة والإحسان والرفق واللين والصبر والتحمل والعفو والحلم في معاملة أزواجهم، ويتكئ على دليل واحد مخصوص بحالة معينة وهي حالة نشوز المرأة، ثم يريد تعميم هذا الدليل على طبيعة الحياة الزوجية في الإسلام لهو أضل من حمار أهله.

والآية ليست فيها وجوب ضرب المرأة ولا استحباب ذلك، بل غاية ما فيها إباحة ذلك عند الضرورة بعد استنفاذ وسائل الإصلاح الأخرى من النصح والوعظ والهجر في الفراش.

والضرب في الآية ليس المقصود منه الإيلام، بل المقصود منه الإصلاح، وتنبيه الزوجة أن الحياة الزوجية على المحك، وأن هذا التصرف هو آخر فرصة لاستبقاء تلك العلاقة.

ولما سئل ابن عباس عن صفة الضرب قال: بالسواك ونحوه. إذن فالهدف ليس الإيلام والعقوبة البدنية كما ذكرت، وإنما الإصلاح والتنبيه إلى خطورة الاستمرار في النشوز.

والنبي صلى الله عليه وسلم هو أعظم الناس فهما لهذه الآية ومع ذلك قالت عائشة رضي الله عنها: «ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا قط بيده، ولا امرأة ولا خادماً» [رواه مسلم].

وقال جابر رضى الله عنه: «وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا سهلا، إذا هويت – أي عائشة – الشيء تابعها عليه » [رواه مسلم]،

ولما اشتكت النساء من ضرب أزواجهن من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لقد طاف بآل محمد نساء كثير يشكون أزواجهن، ليس أولئك بخياركم» [رواه أبو داود]، فالمرأة كانت تشتكي زوجها إذا وقع عليها ظلم أو مورس عليها عنف، وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينصفها ويرفع الظلم عنها.
__________________


رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59