بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أمّتي
الإسلامية ******ة :
ماذا دهاك ؟
أنت التي جُعِلت لك الأرض طهورا ومسجدا , ونصرتِ بالرعب مسيرة شهر , ماذا دهاك ؟ وأنت خلاصة الحقائق في البشرية ؟ ماذا دهاك وأنت علمك يجلّ عن أن يصفه واصف ؟ ماذا دهاك ؟ وأنت التي علّمت الكون مكارم الأخلاق ؟ وهديت الدنيا إلى طريق النور والحرية , والتسامح والعمل والعلم والحكمة وبناء المستقبل في ضوء الحقائق الكليّة كما بنى إبراهيم البيت ؟ ماذا دهاك وأنت اليوم تحت ألم وطأة التشتّت والتفرّق والتحزّب ؟ ماذا دهاك ؟ وأنت اليوم جريحة ؟ جريحة في كلّ شيء حتّى في رغيف العيش وفي إبتسامة فرح ؟ جريحة في قيمك , جريحة في دينك ودنياك , جريحة في عقلك وطريقة تفكيرك ؟ ماذا دهاك ؟ وأنت أنت ؟ رمز الشموخ , رمز الحضرة العليّة ؟ رمز التضحية والشجاعة والكرم ؟ رمز الفطنة والحكمة والذكاء ؟ ماذا دهاك ؟ واليوم أضحى جسمك مليئا بالأوجاع والأسقام والفتن ؟ أعجزت ؟ أكبرت فشاخت ذاكرة الماضي والحاضر والمستقبل منك ؟ أهرمت ؟ وأنت شعارك التجديد دائما في كلّ شيء ؟ أحزنت واكتفيت بالبكاء والنواح على أطلال الماضي ؟ أخانتك شبكات التفكير ؟ أم تعبت عزائمك ؟ أم نامت جفونك فأغمضت , أكسلت همّتك ؟ أخبريني حنانيك عمّا أصابك ؟ أتنكّرت منك الذات في عين ذاتك ؟ أعجزت عن كلّ شيء ؟ أينام العملاق العادل مثلك ؟ وأنت متّصفة أصلا بأوصاف من لا يعرف النوم ؟ ماذا دهاك وأنت أنت , كانوا فيما مضى يضربون بك الأمثال , أمّا اليوم فيضربون عنك الأمثال ؟؟؟ ماذا دهاك , وإلى متى هذا الحال ؟
أنت يا أمّتي , كنت فيما مضى أمّا لكلّ يتيم , وكافلة كلّ معدوم , أخبريني عنك اليوم ؟ أهذا منتهى أنفاسك ؟ أهذا مبلغ علمك ؟ أهذا منتهى أمانيك ؟ أهذا نهاية أحلامك ؟
أخبريني
فأنا لا زلت أحبّك , وما مناي غير فرحك وسرورك , ولا لي غرام إلاّ بك , أخبريني ؟ ماذا أفعل ومن أين أبدأ لأسعدك ؟ فأظهر للعالم طهر وجودك , وغايات مناهي عقولك , وأظهر للوجود جمالك الخلاّب , وروحك الشذي العطر , وطيبك الذي تفوح منه نفحات الصدق والعدل , والصفاء والعلم , والعمل والكدّ والجهد
أخبريني
ماذا نقول لهم وهم يسمعونك ؟ ماذا نقول لهم وهم يلاحظونك ؟ ماذا نقول لهم وهم يعادونك ؟ ماذا نقول لهم وهم يحسدونك ؟ ماذا نقول لهم وهم يتربّصونك ؟