عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-15-2012, 09:04 PM
الصورة الرمزية Eng.Jordan
Eng.Jordan غير متواجد حالياً
إدارة الموقع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: الأردن
المشاركات: 25,392
افتراضي علاقة بعض المتغيرات النفسية والمعرفية والاجتماعية بمستويات تقبل المرأة للعنف الزواجى


دراسة بعنوان
علاقة بعض المتغيرات النفسية والمعرفية والاجتماعية
بمستويات تقبل المرأة للعنف الزواجى

“The relation among some psychological cognitive and social variable and levels of women tolerating marital violence.”



حمل المرجع كاملاً من المرفقات



مقدمة من


د. أمل محمود السيد محمود الدوة

مدرس بكلية التربية
جامعة قناة السويس
د. زينب عبد المحسن درويش

مدرس بكلية الآداب
جامعة حلوان


مقدمة الدراسة :
تمثل مشكلة العنف ضد المرأة إحدى القضايا التى تهتم بها المنظمات الدولية وهيئات المجتمع المدنى فى الألفية الثانية. وقد أصبح الاهتمام بها يمثل قضية من قضايا حقوق الإنسان وميزان لتحضر الشعوب، والحكم على أهلية المجتمعات بالانتساب للإنسانية.
وقد تعددت الدراسات والبحوث التى اهتمت بقضية العنف الزواجى باعتبارها صورة من صور القهر الإنسانى ومن ظلم الإنسان لأخيه الإنسان. ولكن الملاحظ أن الدراسات العلمية والبحوث قد تأثرت بالشائع والمتداول عن دور الرجل الزوج أو الرفيق الفاعل لعمل العدوان والعنف ضد المرأة الزوجة والرفيقة.
والعديد من التقارير والأبحاث تشير إلى أن قضية العنف الزواجى ذات أبعاد تاريخية وحضارية ومجتمعية. فهى ليست قاصرة على مكان دون الآخر، ولا زمان دون الآخر، ولا مجتمع متحضر أو متخلف بل هى قضية ترتبط بوجود الإنسان والعلاقة بين الرجل والمرأة.
وتشير العديد من الإحصائيات إلى تزايد نسب العنف ضد المرأة وانتشارها فى العالم حيث تراوحت بين نسبة 25% إلى 60% من المترددات على أقسام الطوارئ فى المستشفيات على مستوى العالم من النساء المتعرضات للعنف من الأزوج (Ellisberg, et al. 1999).
والعنف Violence تعبير صريح عن العداء Hostility وهو يتراوح بين ممارسة القهر المادى على الأشخاص أو الممتلكات والقهر والإيذاء المعنوى المباشر وغير المباشر، كما يعد أكثر أشكال العدوان Aggression تطرفاً ورفضاً (صفوت فرج، حصة الناصر 1999: 322).
وتتباين أشكال العنف ضد المرأة ويتسع التعريف شاملاً لأنماط متعددة من السلوكيات المادية والمعنوية المباشرة وغير المباشرة.
وتعريف الجمعية العامة للأمم المتحدة (1993م) : للعنف ضد المرأة وأشكاله المختلفة والذى ينص على أنه "أى فعل يتسم بالعنف Violencdce يقوم على أساس النوع Gender يؤدى إلى أذى بدنى أو جنسى أو نفسى، أو إلى معاناة النساء، بما فى ذلك التهديد بمثل هذه الأفعال، والإجبار، أو الحرمان القسرى من الحرية، سواء حدث على المستوى الاجتماعى أو فى الحياة الخاصة وهو يشمل الضرب وسوء المعاملة الجنسية للطفلة الأنثى، أو العنف المتعلق بالمهور، والإغتصاب الزوجى، وختان الإناث وسائر الممارسات التقليدية الأخرى المسببة لأذى النساء (الأمم المتحدة 1993م).
ووفقاً لهذا التعريف فإن كثيرًا من أشكال السلوك التى ينظر إليها على أنها أمور عادية إنما تندرج فى إطار العنف المحرك ضد المرأة، وخصوصاً ما يتعلق منها بالجانب النفسى والتى تعمل على الحد من حرية المرأة وإنطلاقها، وتم تحديد ثلاثة أنواع للعنف هى العنف الجسدى (البدنى) والعنف الجنسى والعنف النفسى طبقاً لتعريف الأمم المتحدة للعنف ضد المرأة.
أشكال العنف الموجه ضد المرأة : العنف الجسدى : ويعتبر أكثر أنواع العنف الأسرى وضوحاً ويشمل الضرب والقذف بالأشياء على الزوجة والركل والتهديد بسلاح والحرق والخنق (أمل سالم، 2002: 31).
وتتمثل مظاهر العنف الجسدى والإساءة البدنية للمرأة فى عدة صور مثل (الكدمات – الحروق – الجروح – كسر العظام – الإجهاض) (هبة على حسن، 2003: 185).
العنف الجنسى : ويعرف أنه لجوء الزوج إلى استخدام قوته وسلطته لممارسة الجنس مع زوجته دون مراعاة لوضعها الصحى أو النفسى أو رغباتها الجنسية. وعنف الزوج الجنسى ضد زوجته أشبه بالإغتصاب Rape الذى يعنى إجبار المرأة على ممارسة الجنس من غير رغبتها، كما تتضمن لأشكال من العنف الجنسى مثل سوء معاملة الزوجة جنسياً، استخدام الطرائق والأساليب المنحرفة الخارجة على قواعد الخلق والديـن فى عمليـة الجنس، وذم أسلوبها الجنسى لإذلالها وتحقير شأنها (أمل سالم، 2002: 31) و(هبة على حسن 2003: 188).
العنف النفسى تعريفه على إنه "أى فعل يتسبب فى إلحاق ضرر نفسى" (Mc Gee & Wolfe, 1991).
وبناء على إفادات لعدد كبير من النساء كن ضحايا للعنف الأسرى قام Follingsted, et al. 1990)) بوصف مجموعة من السلوكيات التى تعبر عن العنف النفسى أو اللفظى ووضعها فى فئات هى :
1- الهجوم اللفظى : مثل السخرية والتحرش اللفظى، وإطلاق الألقاب التى يقصد منها إشعار المرأة بعدم الكفاءة بهدف بقائها تحت السيطرة.
2- العزلة : التى تفصل المرأة عن محيطها الاجتماعى.
3- الغيرة الشديدة والسلوك التملكى كمراقبة سلوك المرأة وإتهامها بعدم الإخلاص بشكل متكرر.
4- التهديد اللفظى بالإعتداء أو التعذيب.
5- التهديد المتكرر بالهجر أو الطلاق.
6- تخريب أو تدمير ممتلكاتها الشخصية.
وفى فرنسا تبين أن 95% من ضحايا العنف هن من النساء، وأن 51% منهن يقعن ضحايا للعنف من قبل أزواجهن. وفى "كندا" تشير الإحصائيات إلى أن 25% من المتزوجات قد تعرضن لخبرة فيها عنف. وقد تراوحت نسب العنف ضد المرأة فى بريطانيا وسويسرا فيما بين 20% إلى 29% (اليونيسيف 2000).
فقد بلغت النسبة فى الدول الأسيوية 16% فى كمبوديا وارتفعت إلى 38% فى كوريا، أمافى الهند فإن 8 نساء من كل 10 نساء أى بنسبة 80% يقعـن ضحايا للعنف بأنواعه المختلفة وفى "تركيا" بلغت النسبة 58%.وفى الدول الأفريقية بلغت النسبة 45% كما هو فى أثيوبيا وفى نيجيريا كانت النسبة 31% وقد أكدت دراسة المكتب التنسيقى لشئون مؤتمر بكين حول أشكال العنف ضد المرأة فى كل من مصر واليمن والأردن ولبنان وسوريا وفلسطين، أن المرأة فى هذه المجتمعات الستة تتعرض لأشكال مختلفة من العنف وبنسب متفاوتة بالمشكلات التى تعانى منها هذه المجتمعات كالحروب والنزاعات والهجرات والأزمات الإقتصادية (مؤتمر بكين 1995).
وفى مصر نشرت دراسة أعدها المجلس القومى للسكان (1997م) طبقت على سبعة آلاف زوجة فى الريف والحضر، أظهرت النتائج أن 35% من المصريات المتزوجات تعرضن للضرب من قبل أزواجهن مرة واحدة على الأقل منذ زواجهن، ولا يحمى الحمل المرأة من العنف، وأن 69% من الزوجات يتعرضن للضرب فى حالة رفضهن المعاشرة الزوجية، كما تبين أن المرأة الريفية تتعرض للضرب أكثر من المرأة الحضرية (إجلال حلمى، 2000: ص149).
نظريات تفسير العنف ضد المرأة :
1- نظرية التعلم الاجتماعى : يشير Bandura (1977) إلى أن سلوك الدور الجنسى يتم اكتسابه من خلال ملاحظة سلوك الآخرين ومطابقة سلوكنا على سلوكهم، وقد حدد باندور ثلاثة مصادر للسلوك العنيف فى المجتمع الحديث وتتمثل هذه المصادر فى تأثير الأسرة والثقافة الفرعية والإقتداء بالنموذج الرمزى (Bandura, 1977: 24-30).
ووفقا لنظرية التعلم الإجتماعي فان ملاحظة الطفل للنموذج المقتدى به (الأب أو الأم) ، ورؤية الطفل لهذا النموذج العدواني خاصة الأب – وانه يحقق مكاسب من وراء عنفه ضد زوجته ؛ كالسيطرة مثلا فان الطفل يتعلم ان العنف ضد الآخرين ومنهم الزوجة – فيما بعد- هو وسيلة فعالة للحصول على مكاسب وفرض السيطرة والشعور بالقوة. ويشعر الطفل ان العنف يكون – أحيانا – أسلوب ضروري وفعال في الحياة والعلاقات الحالية واللاحقة . كما ان رؤية الطفل للعنف داخل العلاقة الزواجية بين الوالدين ؛ قد لا يجعل الطفل فقط عنيفا ضد الآخرين ، ولكنها تهيئي الطفل للسلوك الجامح فيما بعد . وقد يكون الاعتداء على الآخرين هو شكلا من أشكال السلوك المضاد للمجتمع وقد لا يقتصر العنف على الزوجة ولكنه قد يكون أسلوب حياة . ( Saunders,1992 ). بالتالي فإن المجتمع بثقافته وأساليبه التربوية يلعب دور مهم في تعزيز الاتجاهات التي قد تخلق من المرأة كايناً ضعيفاً ونموذج للضحية .
ويرى سيمونز وآخرون Simons, et al. (1998) أن العنف ضد المرأة يعود إلى المراحل الباكرة من الطفولة حيث يشاهد الطفل خلال سنواته الباكرة أن العلاقة الزوجية بين والديه تتسم بالقسوة والإساءة والعقاب البدنى والإهانة، يبدأ الطفل فى تقبل فكرة أن العدوان والعنف هو نمط مقبول للتعامل مع الآخرين ومع الزوجة، فوجود الطفل فى مناخ تتسم العلاقة فيه بالعنف تجعله أكثر إحتمالية لأن يكون عنيفاً فى علاقاته فيما بعد (Simons, Lin, Gorjan, 1998: 467-479).
2- النظرية المعرفية :
من أقوال Ellis المأثورة رائد العلاج العقلانى الإنفعالى "إن الناس قد لا يضطربون بسبب الأحداث ولكن بسبب وجهات نظرهم التى يتخذونها بصدد هذه الأحداث" (Ellis, A, 1975: 163).
وفى هذا الصدد تشير Maynard (1993) إلى أن تعريف المرأة ذاتها للعنف هام جداً فى مدى تأثيرها بهذا العنف، فالعنف من وجهة نظر المرأة يمكن تعريفه على إنه "مقدار ما تدركه المرأة من إساءة موجهة لها سواء أكانت إساءة جسمية أو جنسية أو نفسية" ويبدو أن مفهوم المرأة للعنف وتقديرها وتفسيرها وإدراكها هو الذى يؤثر عليها ( في هبة على حسن، 2003: 193).
فالمنظور المعرفي يشير إلى أن تأثر المرأة بالإساءة سواء إساءة جسمية أم نفسية يتوقف على كيفية إدراكها وتقديرها وتفسيرها وتخيلها وتذكرها لهذه الإساءة ، فالمرأة قد لا تتأثر بالإساءة في حد ذاتها ولكن بكيفية رؤيتها وتقديرها وتفسيرها لها ، ولذلك فان مجال الدراسة في الإساءة للمرأة لابد أن يأخذ في اعتباره التحليل المعرفي لأفكار المرأة المساء إليها وكيفية تفكيرها وإدراكها ورؤيتها لواقعة الإساءة لها حتى نستطيع أن نعرف طبيعة هذه الأفكار وكيفية تأثيرها على الضحية وكيفية تغلب المرأة المساء إليها على هذه الأفكار ( المرجع السابق) ( هبة علي حسن 2003:193-199)
3- النظرية الاجتماعية الثقافية :
وتضع النظرية الإجتماعية اعتبارات خاصة للفروق فى السلوكيات العدوانية والعنيفة التى قد تشبع فى مجتمع ما دون آخر، فحوادث الاغتصاب مثلاً فى كندا تعد أقل منها فى أمريكا Dekeseredy, et al., 1993)) . ويرى شيك ومالوث(Check & Malamuth, 1985) إن ادراكات المرأة للعنف ضدها قد تتأثر بالأساطير Myths والمعتقدات الخاطئة ، وتأثير وسائل الإعلام والمخاوف الخاصة وبثقافة المجتمع ، فالمجتمع الامريكى الشمالي قد يتقبل الاغتصاب إلى حد ما مقارنة بالأماكن الأخرى . ويرى ليلجا (Lillja, 1995) إن إدراك المرأة للعنف ضدها قد يرجع إلى نقص التدعيم الاجتماعي لديها. كما يتأثر إدراك المرأة للعنف ضدها بطبيعة النمط الثقافي السائد في المجتمع الذي تعيش فيه . وكذلك ترجح هذه النظرية العنف ضد المرأة لعوامل أخرى مثل الطبقة الاجتماعية، فالنساء اللاتى تعرضن للعنف يكن من طبقة اجتماعية أقل مما من لا يتعرضن لـه، ولعامل السن أيضاً تأثيره فالفتاة صغيرة السن أكثر استهدافاً للعنف والإثارة عن كبيرة السن بنسبة (70%) على الأقل، بالإضافة إلى عامل المكانة التعليمية والمكانة الوظيفية، فحصول المرأة على وظيفة أعلى من الرجل أو مستوى تعليم أكبر من الرجل قد يدفعه للإساءة إليها. (Hatch, 1996: 2130)
4- نظرية الإحباط والعدوان :
يرى كل من دولار وميللر Doller & Meiller أصحاب هذه النظرية أن الإحباط هو الدافع الأولى وراء العدوان وخصوصاً العدوان الأسرى، فالزوج الذى يتعرض للصراعات فى مجال عمله ويشعر بالضعف فى التحكم فى عمله، فإنه عندما يعود إلى منزله يمارس القوة على زوجة أو أبناءه، إذ إنه يحول تحويل الإحباط إلى قوة داخل أسرته (In Coleman, 1987; 445).
وعلى الرغم من أن الإحباط يعتبر على نطاق واسع الدافع الرئيس وراء العدوان الظاهر ، إلا أن الدلائل التي توضح أن له مثل هذا التأثير متباينة تماما . لذا لا ينبغي علينا أن نفترض أن الإحباط يؤدى دائما إلى العدوان مباشرة ، فالأصح انه يولد دافعا للسلوك العدواني ( أى حافزا عدوانيا) وهذا بدوره يشجع أو يمهد الطريق أمام مثل هذا السلوك. ومما يدعم بشكل مباشر هذه الاستنتاجات التي تخلص إلى أن الإحباط لا يؤدى دوما إلى العدوان تلك النتائج التي توصلت إليها الدراسات الامبريقية التي أجراها "بيركوفيتز" (Berkowitz,1989) . وتشير هذه النتائج إلى انه على الرغم من أن الإحباط يمهد التربة في بعض الأحيان لحدوث العدوان إلا انه لا ينجم عنها دائما وابدأ – ولا حتى في العادة- مثل هذه الآثار العدوانية .كذلك فإن "ميلر" (Miller, 1941) الذي يعتبر من أوائل الذين صاغوا فرضية الإحباط العدوان سرعان ما عدل من مقترحه الأولى ، وأشار إلى أن الإحباط يؤدى إلى العديد من أنماط السلوك ، وان العدوان واحد منها فقط. إلا انه من الأسهل أن نفترض أن الإحباط هو الدافع الأولى وراء العدوان. (سفيان أبو نجيله ، 2006 : 95 -97).
في دراسة لبوشبندر Buchbinder (2003) أجريت فيها مقابلات لمجموعة من النساء كبار السن اللواتي تعرضن للإيذاء البدني ؛ في هذه المقابلات تم إجراء تحليل عميق للشخصية نتج عنه تقسيم لهذه الفئة من النساء لأربع فئات علي النحو التالي:
1- فئة لديها مفهوم عن الذات من خلال منظورين متقابلين( أنهن أبطال Heromies /أو مغفلات Fools )
2- فئة لديها إنكار للذات من أجل باقي أفراد الأسرة.
3- فئة تعتبر تحملهن للعنف من أجل أطفالهن ؛ حيث ارتبطت حياتهن بالأطفال وليس بالأزواج .
4- والفئة الأخيرة لديهن قلق ومخاوف نتيجة لخبراتهن المؤلمة في الماضي وتوقع السيء دون سابق إنذار .
ومن المهم تناول مفهوم تحمل العنف والاسترتيجيات المستخدمة من قبل النساء المتعرضات للعنف الزواجي . وفي هذا السياق يقدم كل من والدروب ورسيك Waldrop & Resick (2004) مفهوم التحمل من خلال عاملين أساسين أكثر تكرار في الدرسات التي تناولت استرتيجيات تقبل العنف وهما : العامل الأول يمثل بعد يدور حول الاقتراب / الاجتنابavoidance / approach . ويشير هذا العامل إلي أن المرأة التي تتعرض للعدوان والإيذاء تحاول أن تتجنب بنفسها عن مصدر التوتر بغرض خفض النتائج السلبية بالاعتماد علي الإنكار والاحتفاظ بمشاعرها ولا تظهرها. بينما يتطلب بعد الاقتراب بالعمل علي حل المشكلة بالتحدث مع صديق قادر علي تقديم حل للمشكلة سواء علي المستوي الاجتماعي أو القانوني.
العامل الثاني يعمل علي التفرقة بين الاستراتيجيات المعرفية والسلوكية. حيث ينطوي تحت الاستراتيجيات السلوكية بعض الأفعال التي يتم اتخاذها من أجل تقليل حدة التوتر بين الزوجين مثل الابتعاد عن الآشياء المسببة للتوتر لفترة زمنية حتي تتم معالجة المشكلات بينهما . بينما تعتمد الاستراتيجيات المعرفية علي بعض محاولات تغيير أسلوب التفكير في الموقف الباعث علي التوتر ( محاولة رؤية نصف الكوب الممتلئ وليس النصف الفارغ ). وقد اشتق من هذين العاملين في دراسة توبين Topin بنية عاملية هرمية للتحمل ؛ أدت إلي بناء مقياس لقياس استراتيجيات التحمل اطلق عليه مقياس استراتيجيات التحمل Coopin Stratigies Inventory. فقد أشار موس Moos(1995) إلي أن جانب الاقتراب / الاجتناب يعتبر هو التركيز علي بؤرة التحمل ؛ بينمايمثل الجانب المعرفي/ السلوكي طريقة التحمل.Waldrop & Resick -2004:291-293)( .
وهناك تفسير يجب النظر فيه يتعلق بطبيعة المرأة التي تتحمل أو تتقبل العنف الزواجي . حيث يشير كل من ويتون وزملائه Wheaton & et.al (1997) إلي وجود مصفوفة من العيوب matrix of disadvantages في البيئات المسببة لسوء المعاملة الزواجية . وهذه المصفوفة من العيوب تتقابل وتتعارض مع الكثير من الخبرات الخاصة بالتعرض للضغوط الناتجة من سوء المعاملة الزواجية ؛ وباعتبارها مشكلة جزئية من كل أكبر من المشكلات التي تنشأ في هذه البيئات. وبالتالي لاتفهم مشكلة العنف الزواجي بعيدا عن الظروف الحياتية المحيطة بها. وقد أكدت بعض الأدلة التجريبية التي تعاملت مع التاريخ الصدمي للنساء اللواتي تعرضن للعنف وسوء المعاملة الجنسية والبدنية أثناء مرحلة الطفولة ؛ يصبحن مستقبلا أكثر عرضة أن تصبح ضحية للعنف الزواجي بل والتعاييش مع هذا العنف وتحمله. فقد تعودت تلك النسوة نتيجة لتراكم الضغوط السابقة في التعرض للإيذاء منذ الطفولة ؛ علي استخدام استراتيجيات تحمل العنف أو التقليل من حدة الحساسية الخاصة بإدراك العنف وخاصة الزواجي. .(In: Waldrop & Resick -2004:291-294).
وترى الباحثتان أن النظرة التكاملية للعنف ضد المرأة تعد الأصوب لأن المنظور التكاملى لكافة العوامل والأسباب السابقة أثر فى فهم الظاهرة فهماً صحيحاً ومقبولاً.
الآثار المترتبة على العنف ضد المرأة :
ومن الآثار المرتبة على العنف ضد المرأة ما يطلق عليه "زملة أعراض المرأة المضروبة" (Battered Woman’s Syndrome) وهى زملة تتضمن أعراض الإكتئاب وإنخفاض الشعور بالقيمة ومع تكرار الإساءة لها تصاب بما أطلق عليه سيلجمان Seligman (1979) العجز المكتسب حيث تشعر بالإكتئاب وبأنها لا تستطيع السيطرة على أمور حياتها أو التنبؤ بما حد لها ولا تستطيع إيقاف إساءة زوجها لها (In: Umberson, et al. 1998: 442-452).
ويشير الباحثون إلى أن الضرب العنيف ضد المرأة يعتبر حادثاً تصادمياً تحاول المرأة أن تتجنبه أو تقى نفسها من آثاره الجسيمة، إلا أن الآثار النفسية تتمثل أيضاً فى الأكتئاب وانخفاض الشعور بالقيمة بالإجهاد ومحاولات لانتحار وقد تلجأ المرأة المضروبة إلى إدمان الخمور كى تهرب من المشكلات (Browne, 1993: 1077-1087).
خصائص شخصية المرأة التى تتعرض للعنف :
تتباين العوامل والمتغيرات الثقافية والاجتماعية والبيئية التى ترتبط بالعنف ضد المرأة، إلا أن هناك سمات شخصية لدى المرأة التى تتعرض للعنف تجعلها أكثر استهدافاً له، وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن المرأة المضروبة أو المساء إليها تثير عدوان الرجل وعنفه ضدها. وذلك لأن عنف الرجل يحقق لها رغبة فى إشباع حاجتها إلى المازوشية ويحقق لها رغبة فى هزيمة الذات Self-Defeating وإضطراب الشخصية الهازمة للذات Self-Defeating Personality Disorder وهذه الشخصية تظهر قبولاً واضحاً للعنف الزواجى. ويظهر فى بداية الرشد؛ فغالباً ما يتجنب الفرد الخبرات السارة أو يركز على الخبرات والعلاقات التى تمثل معاناة بالنسبة لـه، ويمنع الآخرين من مساعدته فى التخلص من هذه المشاعر. ويختار الناس والمواقف والعلاقات التى تشعره بخيبة الأمل والفشل وسوء المعاملة؛ ويدخل وينخرط فى أنشطة تتسم بالتضحية بالنفس.وهناك نظرية تنظر إلى الحاجات بشكل تكاملى حيث أن الزوجة قد تختار الزوج الذى يكمل لها بعض الحاجات النفسية فى شخصيتها فعندما تكون الزوجة مازوشية فهى ترغب فى زوج سادى، كما أن هناك بعض الأعراض المرضية النفسية التى قد يتشابه فيها الزوجان، وهذه الأعراض وفقاً للدراسات هى : السيكوباتية – الإدمان – الإكتئاب وقد أظهرت المقابلات وأساليب التقرير الذاتي أن النساء اللائى تعرضن للإساءة هن أكثر اكتئابا وأكثر انخفاضا في اعتبار الذات كما يزداد لديهن تعاطي الكحوليات والأعراض الجسمية والنفسية مثل : اضطراب النوم – الكوابيس- التوتر الذائد – الصداع – البكاء- التململ، كنتيجة للتعرض للإساءة ( Saunders,1992 ) (في هبة على حسن، 2003: 231 -234).
وقد حدد الدليل التدريبي الإرشادي للتعامل مع العنف الزواجي Domestic Violence Counseling Training Manual (2003) الخصائص النفسية لكل من المرأة التي تتعرض للعنف والرجل الذي يمارس العنف ضد المرأة ، علي النحو التالي :
أولا : الخصائص النفسية للمرأة الضحية : تتصف بالجمود والقلق العصابي ، والنزعة للكمال والطاعة والخضوع ، والأكتئاب واليأس ، ومشاعر فقدان الحيلة والعجز المتعلم وعدم تقدير الذات والشعور بالإهانة ، ولديها اضطرابات في النوم والأكل (الشره وفقدان الشهية ) ، الميل للانتحار والعمل علي إحداث عاهات بنفسها ، والانعزالية عن النشاط الاجتماعي والاختلاط بالآخرين ، والرغبة السريعة للبكاء ، والاصابة بنوبات الهستيري والتهويل في الأحداث التي تقع لها.
ثانيا: كما ميزت شخصية الزوج الممارس للعنف بالصفات التالية : سرعة الغضب والشك ، ومتعكر المزاج ومتوتر وشديد الامتعاض والحساسية ، ولدية أحساس بخيبة الأمل ،والخوف وعدم الأحساس بالأمان وانخفاض تقدير الذات ، ويتغلب عليه الشعور بعقلية الخاسر ، ومفرط في غيرته ، وغير قادر علي تحمل الوحدة ، كما إنه يلقي اللوم علي الآخرين ويرفض تحمل المسئولية ، ويلجاء إلي تعاطي المخدرات وإدمان الخمر، ويتصف بالتسلطية وحب التملك ، وينظر للمراة نظرة دونية من منطلق ذكوري ، ولا يستطيع التعامل مع المواقف الضاغطة ، ويمارس الجنس باعتباره نوع من العدوان تجاه المرأة ، ولديه أحساس بأنه ضحية ، ويتصف بالعدوانية تجاه الأطفال والحيوانات ، وفي العادة ينشأ في بيئة تتصف بسوء المعاملة.( Epstein .L 2003: 9-14)
الدراسات السابقة :
أولا – الدراسات التي اهتمت بالعنف ضد المرآة:
اعتمدت ليلى عبد الوهاب (1994) في دراستها للعنف الأسرى فى مصر علي جمع معلوماتها من قضايا المحاكم والصحافة، فحللت مضمونها، إضافة إلى دراسة عينة من النساء ممن تعرض للممارسات والأعمال العنيفة، وقد بلغ حجم العينة (224) سيدة. وتوصلت الدراسة إلى أن المرأة المصرية تتعرض لأشكال مختلفة من العنف تتمثل بالحرق والقتل بالرصاص والطعن بالسكين والذبح ودس السم، والضرب المبرح الذى يحدث عاهة أو تشوه بالوجه، والدهس بجرار زراعى، والخطف والتعذيب، وأشارت الدراسة إلى أن السبب الأهم وراء تعرض النساء للعنف هو سبب إقتصادى إذ يشكل ما نسبة 45.6%، وأن الأسباب الاجتماعية بلغت نسبتها 35.4%. أما أعلى فئة عمرية تتعرض فيه المرأة فقد كانت الفئة العمرية (15-24) بنسبة 30%، واقل فئة عمرية هى الفئة (45-55) إذ بلغت 5.4%.
بينما اهتم كل من صفوت فرج وحصة الناصر (1999) في دراستهما بالكشف عن أشكال السلوك العنيف الذى تعتبره المرأة عنفاً ضدها، وفحص الإرتباطات بين هذه الأشكال من العنف وعدد من المتغيرات النفسية (مفهوم الذات – مصدر الضبط – الإنبساط – العصابية – الذهانية – الكذب).
وتكونت عينة الدراسة من (209) طالبة من كلية الآداب جامعة الكويت، وأظهرت النتائج ترتيباً لأشكال العنف ضد المرأة مع متغيرات (مفهوم الذات – مصدر الضبط – الانبساط – الذهانية – الكذب) وارتباط العنف بمقياس واحد فقط (العصابية). كما لم يظهر إرتباط العنف ضد المرأة بباقى المقاييس فقد علق الباحثان على ذلك بإن هذه ظاهرة تتطلب المزيد من الفحص للتحقق من مدى استقرار هذه النتيجة.
المصدر: ملتقى شذرات

__________________
(اللهم {ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} (البقرة:201)
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59