يأجوج تتبع زحفها مأجوج
(قصيدة لحلب)
أيمن القادري
5-5-2016
***
يأجوجْ...
تتبعُ زَحْفَها مأجوجْ...
نَحوَ المصابيحِ الغُرَرْ
من كلِّ قُطْرٍ يَنْسِلونَ، لظًى يـموجْ
والْـحِقْدُ يفْضَحُ هولَه قَرْعُ الصُّنوجْ
هل يَقبِضونَ على القَمَرْ؟؟
أُمَمُ الــنَّذالَةِ حاصَرَتْ أعْــتَى الـبُروجْ
والصَّقرُ نَصَّبَ عرشَه فوقَ الثُّلوجْ
قُرْبَ القَمَرْ
في قِمَّةٍ عَصْماءَ... مِنْ جَبَـــلٍ مَريدْ
في خفْقِ جِنْحيهِ العنيدْ
تَقْوى عُمَرْ
إنْ صاحَ رافَقَهُ الشَّرَرْ
يَـجْتاحُ أضلاعَ العبيدْ
أنصارِ إبليسَ الطَّريدْ
أنتَ الـخَطَرْ
يا صَقْرُ... فاهزأْ بالـخَطَرْ
في مُقلَتيكَ العزمُ، يَسقيهِ الـمَطَرْ
يا دُرَّةَ الأبطالِ... أشْرِقْ مِنْ حلَبْ
أشعِلْ جفونَكَ، وارمِها فوقَ الحَطَبْ
تُحرِقْ خنازِيرَ القُمامةِ والصَّديدْ
لنْ يدخلوا... لنْ يُنصَروا... إنَّ الجِدارَ قدِ انتَصَبْ
ونَسيجُهُ الإيمانُ... لا جَبَــلُ الذَّهَبْ
اِحفِرْ بأشفارِ العيونِ قبورَ أَولادِ الـمَجُوسْ
لنْ يقْهَروكَ، ولَنْ تَغيبْ
ولَسَوْفُ تَخمدُ نارُهمْ قبلَ الـمَغِيبْ
وسَيَنْتَهِي سُمُّ الأفاعي والـــنَّعِيبْ
هل يَسْتَطِيعُ العَيْشَ مَنْ مُدَّتْ يَدَاهُ إلى الشُّموسْ؟؟؟
لا، والّذي مازَ الصُّقُورَ عَلى الـــتُّيوسْ!
اللهُ أكبرُ... فاسْحَقِيهمْ يا حلبْ
لنْ تَستقيمَ على مَنَاكِبِهِمْ رُؤُوسْ...
وخُرافةُ الأصنامِ تَهدِمُها الفُؤوسْ
طِــيـــبــي، حلَبْ
واللهِ، لا فُرْسٌ، ولا رومٌ وَرُوسْ
تَجْــتَثُّ مِنْ عـُمْقِ الــنُّفُوسْ
طُهْرَ الإباءِ، وغَضْبَةَ الأحرارِ...
فلْتَقْتُلوا... ولْـــــتُقْــتَلوا...
مَنْ لِلْجِنانِ غدًا يُساقُ؟.. ومَنْ وَقودُ الــنَّارِ؟
تحتَ الرَّمادِ الجمْرْ
تَحتَ الدَّمارِ الـنَّصْرْ
ولَسوفَ يَنتَفِضُ الدَّمُ
ويُزغرِدُ الأيتامُ... رغمَ الـجرْحِ: لسْنا نألَمُ
وتُزمجِرُ الثَّكْلى: الشَّهادةٌ بَلْسَمُ
بينَ الرُّكامِ وُرودُ فُلٍّ تبسِمُ
والياسَمِينُ يَفوحُ عِطْرًا واثقًا... ويُتَمْتِمُ:
لا تَهتِفوا: يا مُعْتَصِمْ
كُلُّ لدينا مُعتَصِمْ
صُبُّوا براميلَ الـتَّفَجُّرِ... وافجروا
لنْ تعبروا!!!
هُو عُنفوانٌ... صاعِقٌ... لا يُكْسَرُ
شَهْباءُ...
قولي للشُّهُبْ
إن تُمطِريني لا أهَبْ
إنْ تَزْرَعي فيَّ اللَّهبْ
فلَقَدْ لَعَنْتُ أبا لَـهَبْ
وجَميعَ مَن حَمَل الحَطَبْ
وجميعَ حُكَّامِ العَرَبْ
ولْيَمْكُرِ الإفْرَنْجُ في نَسْجِ الـخُطَبْ
سَيَرَونَ مِنْ أمْري العَجَبْ
ولَسَوفَ أَجْـني منِ قذى الشَّوكِ العَنَب!
فأنا... حَلَبْ