في ضيافة أبي سومر
تلقيت دعوة من أبي سومر,لتناول فنجان من القهوة صباح يوم غائم, في مطعمه ذي الستة نجوم, مع بعض الضيوف,أثناء دخولي مطبخه لأرى كيفية عمليات الطبخ ,شممت رائحة غريبة,رائحة تكاد تفقدني توازني,فقلت :ماهذه الرائحة؟إنها جيفة ونتن.فقال لي ضاحكاً:هذه لحمة أتاني بها مورد ورخيصة الثمن,اشتريت كمية كبيرة منها,وضعتها في الثلاجة والآن أريد أن أطبخ وجبة اليوم وأقدمها للزبائن.فقلت له:حرام عليك ,هذا غش ,وديننا الحنيف يجذرنا من هذه الأعمال الدنيئة,هذه جريمة عليك أن تتلفها ,فهز رأسه وقال لي:تكرم عيونك.
ألح علي أبو سومر لتناول طعام الغداءمع ضيوفه,حاولت التنصل لكنه ألح وبشدة,قدم طعام الغداء وكان صينية من البطاطا فوقها قطع من اللحم,شهية ولذيذة ,أبيت الأكل ,فقد عافت نفسي الطعام من ذلك المنظر.لكن ضيوفه تناولوا الطعام وهم يلومونني على تركي هذه الوجبة اللذيذة,انتحيت بأبي سومر جانباً فقلت له:هل هذا الطعام من تلك الجيفة.
فابتسم وقال :زبائني مثل ضيوفي وهل تعتقد أني قد أتلفت تلك اللحمة,لقد اشتريت الكثير منها والتجارة شطارة.
قلت له :ويلك وكيف تدلس على الناس ألم يشكوا بهذا الطعام .
فأجاب :بسيطة,مزجتها مع البهار والتوابل والشطة فغدت كلحم طازج,وطبختها,واسمع ما يُقال عن لذة الأكل في مطعمي وهنيئاً مريئاً على بطون زبائني.