فِي روحِ الحَرف., تَسْكنُ الأحلام
نَاعِسةً الطَرفِ ., تَصْحو عَلى وَاقعٍ., وَتَنامُ عَلى اوْهام!
هَكذا هَمَسَتني خَواطري وَأنا أُلَملمُ بَقَايا قَصَائدي المُتَناثرة عَلى حَوافِ الأوراق!
إيهٍ أيها البَوحُ : كَمْ اسْتَهلَكتَ مَشَاعري!
لَمْ أُدركُ حَقيقة الكِتابة .,إلاَّ بَعدَ أنْ ابْتَعدتُ مَسَافةَ سَطرٍ وَاحد!
وَقَفتُ ارْقبُ الْوَهجَ المُتَصاعدِ مِن هَامات الحُروف., كَمُسنٍ مَا عَادَ يُغريهِ إلاَّ الدِفء شِتاءًا ., والزَحفُ عَلى الطُرقاتِ صَيفاً
أيُعقلُ أنْ تتَوهجُ المَشَاعرُ كُلَما اوْغَلنا في البَوح.,؟!
أيمْكنُ أن تتَلوّنُ الأحَاسيس بِتلكَ الطَريقة ., ؟!
حَاولتُ بِشَتى الطُرقِ أنْ أُقنعَ نَفسي أنَّ الحَرفَ : حَرف! مَهما تَلَوّن وَتَعدَدت نَكْهاته!
لَمْ أُفْلحْ أنْ أُرَوضَ قَلَمي., !
هَا هُنا مَقطعٌ مِنْ مَشاعرِ عِشقٍ صِبيَاني ., تَلَوتهُ في أُذنِ صَفَحاتي وَتَناسيتُ فَارسه!
وَهناكَ تَراتيلٌ صَامتةٌ عَلى حَافةِ الوَرقة.,تَكادُ تَنطق! عَن مَوجةِ مَشاعر عَايشْتها قَبلَ سَنوات.,
وَهنا بَوحٌ مُخْتَلف كَتبتهُ إليه, وَما زَال يَبحثُ عَن خَارطةِ الطَريق.,
هُنا حَرفٌ بَائس.,وَهناكَ حَرفٌ عَاشق.,وَذَاكَ حَرفٌ يُلَملمُ إشْعاعهُ مِنْ احْتِراقِ كَبدي!
و.,
أترى أيها البَوح؟ مَا أنتَ إلاَّ مَشاعرٌ مَسكوبةٌ بِسخاءٍ عَلى الصَفحات.,
أوْ لَرُّبَما أنتَ عَزفٌ مُنْفَرد عَلى نَاي مَهجور!
لا يَطرقُ بَابهُ إلاَّ مَنْ تَلاعَبتْ بِهِ الأيامُ وَتَناثَرتْ مَشَاعرهُ ضَنكا تَسْتَجدي الفَىء تَحْتَ ظِلال البَوح!
وَتَعَالَ أيُها القَلمُ لِـ أكْتبَ فِيكَ نِهَايات الحِكَاية!
تِلكَ الحِكاية الَتي مَا غَادَرت بَوحي!
سَجينةَ الحَرفِ كَانتْ., الْقَيتها في عُرضِ الصَفَحات سِراً مُبَاحاً للسَّهر!
بَاتتْ لَيِلُها مُتَنَهدة السَّطرِ ., وَكَمْ تَمَرَدت اقْدَامُها عَازِمةً السَّفر
فَما تَنَاثرتْ هُطْولاً إلاَّ لأنَّ الشَّمس اوْجَعتها.,فَعَشقت رَاغبةً القَمر !

وَلنَعودَ إلى النِهاية !
يَا قَلَمي المَسلولُ في وَجهِ الصَفَحاتِ : أُكْتب!
أنَني اسْتَبدَلتُ صَفَحاتي بِـ وَاقعَ حَياتي.,
وَلَوّنتُ حَرفي بِـ لَونٍ مُخْتَلف.,لا يَشبه الألوان!
~
سَـ أكتبْ عَنْ حِكَاية الفَرح .,
عَمّا قَريب

__________________
اللهمَّ اسكت ضجيجَ المداد في رئةِ حرفي
حتى لا اقول إلا ما يرضيكَ عني ومني