عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 12-22-2014, 09:29 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,207
ورقة فعاليات وتوصيات ندوة الليبرالية في ماليزيا


فعاليات وتوصيات ندوة الليبرالية في ماليزيا*
ــــــــــــــــــــــ

30 / 2 / 1436 هــ
22 / 12 / 2014 م
ــــــــــــ

الليبرالية _8944.jpg


ليس خافياً على أحد ما يتمتع به الفكر الليبرالي هذه الأيام من رواج كبير، فلا تكاد تخلو منه بلد عربي أو إسلامي فضلاً عن بلدان الغرب، التي كادت تُصيِّر الليبرالية فيها ديناً يعبد من دون الله، وما كان هذا إلا بفضل جهود الرأسمالية العالمية التي وجدت في الليبرالية- وما شاكلها من مذاهب- ما تريده من سبل للبقاء والتمدد والانتشار.

من جانب آخر كان للأنظمة الاستبدادية أثرها الكبير في مسانده هذا الفكر، فعلى الرغم من مناداة الليبرالية والليبراليين بالحرية والتحرر من قيود الدين وأغلال المعتقدات، وممارسة الإنسان لما يحلو له من أمور، وإن خالفت ما عليه معتقد الناس وعرفهم، إلا أنه لم يسبق لهذا أتباع هذا الفكر أن وقفوا ضد مستبد أو دافعوا عن وطن، والواقع المعايش يشهد على ذلك ويؤكده.

ونستطيع القول أن هذا الفكر ليس له انتماء حقيقي إلا لمن يملك القوة والسلطة والمال، فهو فكر نفعي بحت، يتبع ما يشبع غرائز أتباعه، وعليه فيمثل الغرب- الآن- الوجهة والقبلة التي يهفو إليها أتباع الليبرالية، والتي منها يستمدون عونهم وفكرهم، ولا عجب، فالليبرالية فكرة غربية في الأصل.

وفي إطار الجهود المبذولة لمواجهة الأفكار المنحرفة والدخيلة استضافت العاصمة الماليزية كوالالمبور السبت الماضي، فعاليات ندوة علمية انطلقت بمبادرة من مجلة البيان والإتحاد الإسلامي الماليزي تحت عنوان "المشروع الليبرالي .. أبعاده وآلياته".

وقد شارك في الندوة عدد من المختصين والنخب الفكرية الإسلامية من ماليزيا ومن خارجها، على مدار أربع جلسات علمية، ومن أبرز الحضور الدكتور عبد الرحيم السلمي، والدكتور فهد العجلان، والدكتور عطية عدلان، والدكتور محمد يسري.

جلسات الندوة:

الجلسة الأولى: مدخل مفاهيمي:

تضمنت الجلسة الأولى التي كانت بعنوان "مدخل مفاهيمي" ورقة حول "العولمة وصراع الهوية" قدمها الدكتور محمد العبدة، تلتها بعد ذلك ورقة بعنوان "الليبرالية.. مفهومها ومعالمها الفكرية" للدكتور عبد الرحيم السلمي، بالإضافة إلى ورقة أخيرة بعنوان: "أعلام الليبرالية في عهد التنوير" للأستاذ هزيزي عبد الرحمن من ماليزيا.

الجلسة الثانية: الليبرالية عرض ونقد:

تطرقت الجلسة الثانية لعدة مواضيع حساسة في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة العربية، أبرزها ورقة قدمها الدكتور فؤاد آل عبد الكريم بعنوان "القيم الاجتماعية الليبرالية (قيم الأمم المتحدة نموذجاً)"، وقد قسمت هذه الورقة إلى ثلاثة محاور، حيث استعرض العبد الكريم في المحور الأول "أجهزة الأمم المتحدة المعنية بالمرأة"، وتحدث في المحور الثاني عن "تاريخ موجز لمؤتمرات الأمم المتحدة الخاصة بالمرأة"، بالإضافة إلى المحور الثالث والأخير الذي استعرض خلاله "بعض تطبيقات القيم الاجتماعية الليبرالية من خلال اتفاقيات الأمم المتحدة".

وفي تناولت الورقة الثانية في الجلسة القيم السياسية الليبرالية (قيم الديمقراطية والحرية)، حاول من خلالها الدكتور عطية عدلان الكشف عن الوجه الزائف لليبرالية، وختم ورقته قائلا: "إذا كانت الحرية هي جوهر الليبرالية، وإذا كان ديننا هو الذي علم البشرية كيف تكون الحرية الحقيقية؛ فإنّ حاجتنا إلى الحرية كحاجة صاحب النهر الدفاق إلى سؤر الناس والدواب والأنعام وسباع الأرض، فديننا هو الذي جاء بالحرية الحقيقية، أما ذلك الانفلات من قيود الأخلاق والقيم باسم الحرية فلا حاجة للأمة المكرمة إليه، لاسيما وقد رأيناها تتعايش بصعوبة مع منظومات أخرى نبتت في ذات البيئة التي نبتت فيها".

أما الورقة الثالثة في جلسة "الليبرالية عرض ونقد"، فقد تحدث فيها البروفيسور الماليزي عدنان حسن عن "القيم الاقتصادية الليبرالية وتعارضها مع النظم الاقتصادية الإسلامية وعدم تناغمها مع الاقتصاد الإسلامي".

الجلسة الثالثة: الليبراليون والإسلام:

حاول الدكتور فهد العجلان خلال هذه الجلسة الخوض في أصول الفكر الليبرالي ومحاولات أقطابه التشكيك في المرجعيات الإسلامية المختلفة، ويؤكد خلال ورقته أنه لا يمكن لأحد أن يتبنى الفكر الليبرالي على حقيقته دون أن ينقض أصول الإسلام. وتناولت الورقة الثانية للدكتور محمد يسري من مصر "آثار الفكر الليبرالي على بعض الإسلاميين".

الجلسة الرابعة: الجلسة الختامية:

وفي الجلسة الرابعة التي كانت خاتمة جلسات الندوة تناول الأستاذ إسماعيل مينا، والدكتور عزيزي أيوب، والأستاذ شهر الزمان بستمام "التجربة الماليزية في مواجهة الليبرالية".

توصيات الندوة:

في نهاية الندوة عقد المنظمون مؤتمرًا صحفيًا شارك فيه الأستاذ عبد الله زيك رئيس الاتحاد الإسلامي الماليزي، والأستاذ أحمد الصويان رئيس مجلس إدارة مجلة البيان، وصدر عن الندوة عدة توصيات، أهمها:

- تعزيز روح الانتماء للهوية الإسلامية، والاعتزاز بها، ورفض كل ما يتناقض معها، والعناية بدراسة المواثيق الدولية المختلفة في تعزيز القيم الليبرالية في المجتمعات المسلمة، وتقديم رؤية استراتيجيه في كيفية التصدي لهذه الحملة.

- كما أكدت التوصيات على أهمية نشر الوعي بحقيقة الفكر الليبرالي وأصوله وأهدافه وآثاره، من خلال الاستفادة من كافة الوسائل الإعلامية الممكنة، والعمل على إحياء القيم الإسلامية الصحيحة من خلال برامج تربوية وشرعية وفكرية تساهم في توفير حصانة فكرية وشرعية لأفراد المجتمع.

- وطالب المشاركين في الندوة بأهمية دعم المؤسسات القائمة المتخصصة في مواجهة الفكر الليبرالي والرد على شبهاته، مع الاستفادة من التجارب المعاصرة في عموم البلدان الإسلامية.

- كما حثت التوصيات على دعم المشاريع العملية المشتركة بين أطياف العمل الإسلامي المهتمة بمنهجية التعامل مع الفكر الليبرالي، وطالبت قادة الرأي والفكر وصناع القرار والحكومات الإسلامية بتقديم نموذج عملي لشمول الإسلام لكي يكون الرد على الليبرالية على أكمل وجه وبصورة أوضح يغني عن المجادلات الفلسفية.

- واختتمت التوصيات بالتأكيد على أهمية نشر الوعي بتعليم السياسة الشرعية وأصولها وتحسين توظيفها في التصدي للفكر الليبرالي ومفاهيمه المترسبة في المجتمعات المسلمة.

--------------------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59