عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 02-28-2016, 07:58 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,039
ورقة مصير الهدنة المزعومة بسورية


مصير الهدنة المزعومة بسورية
ـــــــــــــــ

(د. زياد الشامي)
ــــــــ


19 / 5 / 1437 هــ
28 / 2 / 2016 م
ـــــــــ

3_407-thumb2.jpg




لا يبدو أن الهدنة التي بدأ سريانها منذ ساعات في سورية سيختلف مصيرها عن غيرها من المحاولات العبثية التي يقوم بها حلفاء طاغية الشام لإجهاض ثورة الياسمين باسم المفاوضات والحوار بعد فشلهم الذريع في تحقيق نصر على الثوار على الأرض رغم تكالب معظم أمم الأرض على هذه الثورة .


والسبب الرئيس لفشل جميع محاولات ما يسمى الحل السلمي في الشام هو في الحقيقة عدم وجود أي جدية من قبل النظام النصيري وحلفائه في قبول هذا الخيار , بل واستخدام ما يسمى الحل السلمي والمفاوضات غطاء للاستمرار في الانتهاكات والجرائم الوحشية بحق المدنيين , ويكفي دليلا على ذلك ما جرى في محادثات جنيف 1 و2 و3 ومن ثم محادثات فيينا .... والتي أثبتت جميعها أن داعمي الطاغية ومعهم المجتمع الدولي يريدون إجهاض ثورة الياسمين وإعادة تأهيل نظام الطاغية بأية وسيلة ممكنة .


بداية كانت هناك الكثير من التناقضات التي اكتنفت بنود ما يسمى اتفاق وقف الأعمال العدائية تؤدي بدورها إلى فشل نجاحها , لعل أبرزها أن يكون الخصم والعدو الروسي هو القاضي والحكم , بل والمسؤول عن مراقبة تطبيق الهدنة وتنفيذها , بالإضافة لاستثناء جبهة النصرة وغيرها من الفصائل المسلحة من هذه الهدنة , الأمر الذي يعطي روسيا والنظام النصيري الحق والفرصة بالاستفراد بجبهة النصرة , سواء من خلال استهدافها مباشرة أثناء الهدنة تمهيدا لإضعافها وتحييد فصيل قوي من الصراع , أو من خلال فتح الطريق أمام تنظيم" داعش" للوصول إلى تخوم محافظة إدلب معقل جيش الفتح للاصطدام مع الأخير الذي تعتبر النصرة طرفا أساسيا فيه - حسب رأي بعض المحللين- .


ومع كل العيوب والمثالب الواضحة في اتفاق ما يسمى "وقف الأعمال العدائية" في سورية , فإن أكثر ما فيه فجاجة وأشد ما فيه عنصرية وتمييزا هو مصطلح ما يسمى "الإرهاب" , ففي الوقت الذي تدرج فيه كل من روسيا وأمريكا – بل والنظام النصيري وأعوانه الرافضة – معظم الفصائل الثورية ضد الطاغية "جبهة النصرة – أحرار الشام – جيش الإسلام " ضمن قوائم ما يسمى "الإرهاب" , رغم أنهم يدافعون عن أنفسهم ضد "إرهاب" النظام والرافضة والروس , يتعمد ما يسمى "المجتمع الدولي" عدم إدراج قوات النظام النصيري أو المليشيات الرافضية ضمن تلك القوائم العنصرية , رغم التقارير المحلية والدولية التي تثبت تورطها بجرائم وحشية إرهابية يندى لها جبين الإنسانية .


بل إن روسيا التي وثقت بعض منظمات حقوق الإنسان إرهابها بحق المدنيين العزل , بل وضد المستشفيات التابعة لمنظمة أطباء بلا حدود و و.....تضع نفسها اليوم في هذا الاتفاق في مقام من يوزع صكوك الاتهام أو البراءة من مصطلح ما يسمى "الإرهاب" !!!


وعلى الرغم من رفض جبهة النصرة وبعض الفصائل المسلحة لهذه الهدنة الملغومة , إلا أن البعض الآخر قد وافق على تطبيقها مؤقتا لأسبوعين حسب ما جاء على لسان رئيس الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطياف المعارضة السورية رياض حجاب للتحقق من مدى جدية الطرف الآخر بالالتزام ببنود الهدنة , و ربما للتخفيف من شدة القصف الروسي الذي أفسد الحرث والنسل وأنهك الثوار على الأرض .


ويبدو أن النظام النصيري لم ينتظر طويلا حتى يثبت استهتاره بهذه الهدنة و بجميع اتفاقيات ما يسمى الحل السلمي , فقد خرقت قواته اليوم السبت الهدنة رغم أنه لم يمض إلا ساعات على دخولها حيز التنفيذ , وذلك في عدة مناطق مختلفة من سورية و باعتراف الأمم المتحدة .


فقد ذكرت مصادر محلية أن قوات الطاغية حاولت صباح اليوم السبت اقتحام بلدة "بالا" في غوطة دمشق الشرقية بعد استهدافها بعشرات القذائف المدفعية ، كما تعرضت بلدتا "بزينة" و "حرستا القنطرة" في منطقة المرج لقصف عنيف براجمات الصواريخ مصدره قوات الطاغية المتمركزة في القرية الشامية , كما استهدفت الأخيرة كلًّا من مزرعة بيت جن و مغر المير في ‏الغوطة الغربية بالمدفعية الثقيلة بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ .


وأما في ريف اللاذقية فقد قُتل قائد لواء مراد الرابع في الفرقة الثانية الساحلية "أكرم كوجاك" مع عنصر آخر خلال التصدي لمحاولة قوات الطاغية التقدم عبر محور تلال البيضاء من جبل الأكراد بعد ساعتين من بدء موعد سريان الهدنة المؤقتة , كما تعرضت الأحياء السكنية في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي إلى قصف عنيف بقذائف المدفعية من قوات الطاغية وميليشياته المتمركزة في قرية النجمة.


ومع اعتراف المبعوث الأممي الخاص إلى سورية "دي ميستورا" بهذه الخروقات , إلا أنه اعتبرها سقطات علينا أن نتوقعها حسب وصفه , لا لشيء سوى لكونها خروقات من قبل مهندسي هذا الاتفاق , ولو أن تلك الخروقات كانت من قبل الفصائل المعارضة المسلحة لاختلفت ردود الأفعال 180 درجة .


لم تكن هذه الخروقات مستبعدة أو غير متوقعة , بل العجيب في الأمر أن جميع ساسة وإعلام الغرب يتوقعها , ومع ذلك فهم يروجون لهذا الاتفاق وكأنه الفرصة الذهبية لحل الحرب الدائرة في سورية منذ سنوات .


نعم ... لقد حذرت فرنسا – بعد إقرار مجلس الأمن مساء أمس بالإجماع قرارا يدعم الاتفاق الأميركي الروسي بشأن وقف الأعمال العدائية في سورية - من أن تكون الهدنة في سوريا "ستارا لسحق المدنيين"، وقال مندوبها لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر : "لا ينبغي أن يكون الاتفاق ستارا آخر لكي يسحق البعض المدنيين السوريين".


كما تناولت صحف بريطانية الهدنة في سوريا، وشككت التايمز في احتمال صمود الاتفاق ووصفته بأنه ضعيف وهش أصلا، كما وصفته صحيفة الغارديان كذلك , مؤكدة أن واشنطن تتوقع انتهاكات .....
ومن أجل فضح كذب النظام النصيري وأسياده "روسيا وإيران" , وإظهار دجلهم في زعمهم الموافقة على الحل السلمي لإنهاء الحرب الدائرة في الشام , دشن ناشطون على "تويتر" وسم " #خروقات_الهدنة , وثق من خلالها المغردون أعداد الخروقات حتى الآن , مع بعض التغريدات التي تؤكد أن الهدنة ما هي إلا خديعة روسية في محاولة منها لإجهاض الثورة وتثبيت أقدام الطاغية ونظامه النصيري لعقود أخرى في الشام .


وكان من آخر تلك التغريدات أن : "طائرات النظام تلقي 6 براميل متفجرة على اطراف قرية الناجية اوتوستراد الدولي #حلب اللاذقية بريف الغربي لمدينة جسرالشغور" و "طائرات لنظام الأسد تلقي براميل متفجرة على قرى وبلدات في ريف اللاذقية في هذه الأثناء" .


كما غرد د . أحمد زيدان على حسابه على "تويتر" قائلا : "من جرّب المجرّب عقله مخرّب هل بعد مليون شهيد ودمار وخراب ومعتقلون واحتلالات أجنبية بحاجة لتجريب هذه العصابة #خروقات_الهدنة يتواصل بمناطق عدة" .


وهي في الحقيقة الخلاصة التي يمكن أن تشير بوضوح إلى مصير هذه الهدنة المزعومة .



-------------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59