الموضوع: خواطر
عرض مشاركة واحدة
  #20  
قديم 01-22-2016, 07:43 PM
الصورة الرمزية محمد خطاب
محمد خطاب غير متواجد حالياً
كاتب ومفكر
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: فلسطين
المشاركات: 533
افتراضي

قبل ان ينقضي شهر الثورات العربية
هناك تقارب كبير بين الحرب والثورة، من حيث الفعل والهدف للقضاء على العدو ، وذلك لفرض أمر واقع جديد، والثورة المصرية ومن قبلها الثورة التونسية إنها انطلقت كحرب اختراق لجدار السلطة. ثم انتقلت من حرب اختراق لحرب تدمير وسحق لها وبعد نصر ظاهر على قوات الداخلية التي تمثل أمن النظام وعنفوانه ، عندها بدا كل شيء في الأفق ممكناً . إلا أن حقائق الحرب بقدر ما تتطلب الأمل والإرادة بقدر ما تتطلب الأدوات والقدرة والفهم العميق للواقع ولتشيكل جبهة مقاتلة في صفوف الثوار أنفسهم وكان أول الأوهام يتعلق بأن الجميع الذين هم في صف الثورة لهم اجماع على القضاء على النظام .
كانت الأزمة عند الثورة والثائرين تتعلق بوجود خطاب قادر على فرض إجماع، أو على الأقل أمر واقع يستكمل الحرب لإنهاء السلطة القديمة كليا، . والمقصود بالخطاب مجموعة واضحة من التصورات والممارسات تتضافر لتعيد تشكيل الواقع وفق تطلعات الشعب الذي وقف مع الثورة ، ثم تعيد تشكيل الفكر في مجتمع جرى تغييبه تماما .
ما أدركناه لاحقا ان هناك فروق واضحة بين طريقة العمل السياسي والهدف الاجتماعي، كان هناك تناقضا بين أدوات الثورة والقائمين على التغيير انفسهم . كان هناك تباين في الممارسة والاستهداف ، وقد لعبت ادوات النظام القديم على هذا التناقض كما لعبت ايضا على وتر الديمقراطية وحرية الكلمة التي كانت مفقودة ابان حكمهم ، وعلى هذا التناقض كانت الغلبة للثورة في مصر بنسبة تتعدى النصف قليلا بانتخابات أجبر ازلام النظام القديم الثورة في مصر على القبول بها ، رغم كل القناعات ان وجود هؤلاء في السلطة يعني تفريغ الثورة من اهدفها الحقيقي وهو ازالة كل مظاهر واشكل ووجود النظام القديم ، كذلك في تونس كانت الغلبة للنظام القديم ليترأس الدولة الهادي نويره ، اما في سوريا فقد اسقط النظام وأدواته كل هذه الخيارات وأعلنها حرب شعواء على طالبي الانعتاق واخضع البلاد لاحتلال وسيطرة ايرانية ثم تلتها قواعد وقصف روسي في حرب لا هوادة فيها لفرض بقاء النظام بكل السبل الممكنة ولو على حساب تدمير البلاد تماما وتهجير أهلها ، أما في ليبيا فقد ولد النظام القديم مع ازلامه هنا وهناك ليتم تدمير بنغازي وتوجد الدولة الاسلامية في سرت تصب جام غضبها على ثروة البلاد من النفط فتقوم بحرقه وتدميره .
الى الآن لم تنتصر الثورة العربية ثورة 2011 ولم تكمل انتصارها في بقعة من الوطن ، بل بدأ المواطن العربي يقول ليت الذي جرى ما كان ، ويلقي الاتهامات طولا وعرضا وكأنه خارج الاطار وكأنه لم يكن مساهما في ما حدث من حرف للثورة عن مسارها . بسلبيته وجهله الذي رباه عليه النظام السابق .
سقوط يتلوه سقوط وتراجع يتلوه تراجع ، وإذا عادت ادوات النظام القدين ولا أقول بشخوصه الأوائل فسيكون الخنوع لا مثيل له والقهر لا حد له ، وكأن لسان الحال يقول ان تبقى تحت حكمي أو أجعل من البلاد دمارا خرابا ، وسيكون التضرر والاشد ضرراً هو الشعب نفسه فهؤلاء قد بنوا لهم خارج الاوطان امبراطوريات مالية كبيرة ، والوطن ووحدته خارج حدود اهتماماتهم او همومهم .
في تونس الان تظاهرات تطالب بالعمل وكأن لسان حالها يقول لم نقم بالثورة من أجل صراع سياسي يدمر البلاد ، وهو ما يحاول الشعب المصري من رافضي الانقلاب قوله لفرعون مصر الجديد ، وهو ما يقال الان عسكريا في اليمن .
كأني أرى ثورة اخرى في العالم العربي ولو بعد حين وأرى فيها عنفا يطال النظام القديم وأزلامه وكذلك المتصارعين على السلطة لمآرب شخصية ، وعندها ستكون الحسابات مختلفة
محمد خطاب سويدان
__________________
محمد خطاب
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59