08-24-2014, 11:19 AM
|
|
متميز وأصيل
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2012
الدولة: في رحاب الله
المشاركات: 10,206
|
|
أنت الأملُ بعد الله يا رفيقَة فلا تتخاذَلِي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
#اقْرئِيهآ تهمُّكِ :
الكِيبُوردْ –لوحةُ المفَآتِيحْ- يا رفِيقة مُذْ ولجتِ عالمَ التقنيَة قدْ صار أقرَبَ إليكِ من القلمِ .. صآرَ مُتنفَّسكِ و شفتكِ الثانِية ’
تنقُشِين على جُدرانِ الشبكَة ما شِئتِ من أبجديَّة الضّادِ أوِ العَجمْ ’
تنثُرِينَ ما جالَ بالخاطرِ من همساتٍ وَ تقذفِينَ بالبوحِ هنالكَ إلى حيثُ ترتمِي كلُّ الحُرُوفْ رفقَة الصُورْ{ فيسبوكْ، تْوِيتَر،تمبلرْ...}
لكنْ هلْ فكَّرْتِ يومًآ أن َ حُرُوفك تلك التِي تلقِين بهآ دُون تروٍ يمكنُ أن تكُون عليكِ وبالًآ ! تقُولِين لمَ ؟
دعِينِي أسرُدْ لكِ القلِيل عن هذهِ الآيَة:
{ إذْ يتلقَّى المتلقيانِ عن اليمِين و عنِ الشمالِ قعيدْ () مَا يلفِظُ من قولٍ إلَّا لدَيْهِ رقيبٌ عتيدٌ } [ق:18،17]
يَقُولُ الإمامُ السَّعديُ رحمهُ الله فِي تفسِير هذه الآية :
تتلقى الملائكةُ عن العبدْ أعمالهُ كلَّهآ –ركزِي معِي – (لم يقُلْ جزءًآ منها أو بعضهآ بلْ كلَها ) و يكملُ تفسيرهُ : واحدٌ يتلقى عن اليمين يكتبُ الحسَنآتِ و آخرُ عن الشمآلِ يكتُبُ السَّيئاتِ و كلٌّ منهما متهيءٌ لعملهِ الذِي أعدَّ لهُ ملآزمٌ له مراقبٌ للعملِ و حاضرٌ لحالهِ .. انتهى التفسيرْ
رأيتِ يا رفِيقتِي ؛ بأن الملائكَة لا تفارقُكِ و لا تبرحُ محلَّ وجُودكِ تخيَّلِي معِي هذا و أنت على مواقع التواصُلِ تنسجين كلماتٍ تمدحِين فيها التبرُجْ وَ التعرِي وَ كشفَ السترِ مثلًآ
هل برأيكِ ستغفلُ ملائكةُ الرحمن عن تسجيل ما قُلتِ ؟ لا أظنُ ذلكْ
هَبِي أنكِ قدْ نشرتِ على حسابك بالفيسبوكْ خاطرةً تُمجدِين فيها الحبَ و تُنادِين فيها باتخاذَ الأخدانِ ( المصاحبَة) و بعدَ لحظاتٍ وجدتِ عليها 100 إعْجابٍ ...و اقتنعَتْ بسببكِ فتياتٌ و فتيانٌ بما تقُولين و اتخذُوه لهم منهج حياةٍ...ِووقعُوا في الفاحشةِ انطلاقا من كلماتٍ بنظركِ بريئة ’
أتَظُنِّينَ أن وزركِ سيكُون خفيفا ؟يقُول تعآلَى:
{ و ليحملُن أثقالهُم و أثْقَالا معَ أثقالهمْ} [ العنكبوتْ:13] للسَّعْدِيْ رحمهُ الله مع هذه الآيةِ نصيبٌ من التَفْسِيرْ إذ يقُولُ:
[ وليحملُنَّ أثقالهم] أي أثقال ذنُوبهُمُ التِي عمِلُوها [ و أثقالا مع أثْقآلهِمْ] و هي الذنُوب التي بسببهمْ ، فالذنبُ الذي فعلهُ التابعُ لكل من التابع و المتبُوعْ حصتُهُ منَ الإثم لأن التابعَ فعلهُ و باشرهُ أمَّا المتبُوع فقد تسبب في فعله و دعا إليهِ ... انتهى التفسير
أَ تحتمِلِينَ أنْ تبُوئِي بذنبكِ و ذنُوبِ متابعيكِ ؟
تقُولين : لا لن أقدِرْ !! إذَنْ مالِيي أراكِ فِي ميادِين الرذِيلَة تجُوبينَ الأزقَة المظلمة .. تخطِين بيدكِ ما سيشهدُ عليكِ : تشتُمين فلانة و تفضحين فلانَة وَ تتميعِين في تعليقكِّ على صُورة فلانْ .. إلى أينَ أخيَّة ؟
وهبكِ اللهُ حرفًآ ذا بيانٍ ساحرْ فتدسِينَ فيه السُمَ الزعافَ لغيركِ ... منْ أجلِ ماذا ؟
تقُولينَ أنا لا أجدُ ما أصرفُ فيه موهبتِي ، فما انا فاعله ؟
لكِ أهمسُ الآنَ و كلِي فخرٌ بأنكِ مثلِي تمآمًآ بُرعُمةٌ غضةٌ من أمَّة ذات فرع طيبْ –أمة الإسلامِ-
فلمَ تبخلِينَ بحرفكِ على أمةٍ قد أجدبتْ من كثرةِ القانطِينْ ،
تدْعِين إلى الرذِيلة عوضَ أن تتصدري منابر الدعوة إلى الرشادْ .. تفِسدِين و لا تُصلحينْ ؟
أَينَ أنتِ منْ نُصرَة الأمَّة بقلمكِ و بفكْركِ الراقِي و بحرفكِ الزآهِي ؟ أين؟ أين؟
لمَ لا تتصالحِين مع نفسكِ و تجددين ولاءكِ لدينك لقيمكِ لأمتكِ المجرُوحة
ألم تتفقدِي ثوبها المُنسوج من وجعْ ؟
أترْضَين أن تكُوني ثغرًآ يلُج من خلاله إلى أمتكِ دُعاةُ الانحطاطْ ؟
أدْرِي أن فيكِ بذرة خيرٍ فدعِي أناملكِ تزرعُها ، و اجعلي من الحرفِ موطنآ تزهرُ فيه الدرُوب
فليلهجْ لسانِي و لسانُكِ بما ينصرُ أمتنا ...
أنت الأملُ بعد الله يا رفيقَة فلا تتخاذَلِي
***
دمتم بخير
__________________
|