عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-29-2015, 07:54 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,192
ورقة طريقة إسلامية جديدة لمكافحة التطرف


طريقة إسلامية جديدة لمكافحة التطرف*
ـــــــــــــــــــــ

9 / 6 / 1436 هــ
29 / 3 / 2015 م
ــــــــــــ

_13228.jpg

يمتاز الإسلام عن سائر الأديان السماوية بأنه دين الوسطية والاعتدال في كل شيء​ في الاعتقاد والعبادة، وفي الأخلاق والسلوك، وفي المعاملة والتشريع، وقد وصف الله تعالى هذه الأمة بسمة الوسطية فقال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا...} البقرة/143

ومن يتمعن في النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي حذرت من ظاهرة الغلو والتطرف، يتأكد له أن الإسلام قد بالغ في التنفير والتحذير من هذه الآفة الخطيرة، فقد ورد في الحديث الصحيح: ( إياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين ) صحيح ابن ماجه للألباني برقم 3020

وقد قال شراح الحديث أن المقصود بمن قبلنا أهل الأديان السابقة وخصوصا النصارى، الذين خاطبهم القرآن بقوله تعالى: { قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ } المائدة/77

وعلى الرغم من خصوصية الإسلام بأنه دين الوسطية والاعتدال، إلا أن حملة تشويه هذه الصورة من قبل الغرب من جهة، وسوء فهم بعض المسلمين لتعاليم الإسلام من جهة أخرى، جعل من اللازم بيان محاربة الإسلام للتطرف بكافة أشكاله وألوانه، والتأكيد دوما على وسطيته واعتداله.

وفي هذا السياق تأتي خطوة إطلاق جمعية إسلامية في بريطانيا مجلة جديدة على شبكة الإنترنت تهدف إلى "استعادة الإنترنت" من المتطرفين، بحسب تعبير أصحاب المجلة، حيث تقدر حسابات "تويتر" الداعمة لتنظيم الدولة "داعش" بنحو 70 ألف حساب.

وحملت المجلة اسم الـ"حقيقة" ويشرف عليها ويدعمها مجموعة من العلماء والباحثين المسلمين في بريطانيا الذين يقولون: إنهم يهدفون إلى تثقيف الشباب بشأن حقيقة الحركات المتطرفة، ويؤكد هؤلاء أن مشروعهم جاء كرد فعل مباشر ضد خطر التطرف الذي تمثله جماعات مثل تنظيم الدولة "داعش".

وحسب "بي بي سي"، تجمع أكثر من 100 إمام في لندن لإعلان إطلاق المجلة التي نشرت على موقع "إمامز أونلاين"، ويقول قاري عاصم أحد المحررين المسؤولين عن الموقع: الآن نعيش في عالم الهاتف النقال الرقمي، بعض الشباب لا يذهبون إلى المساجد، ويجب علينا أن نوصل رسالتنا إليهم، وهذه مساهمة المسلمين للتصدي للتطرف على الانترنت".

وقال: إن المجلة دعوة للمسلمين للدخول إلى الموقع، والاطلاع ومشاركة محتوى المجلة مع الأصدقاء والأهل على الإنترنت.

ويهدف الخبراء الذين يكتبون في المجلة إلى توفير رؤية مضادة لرؤية المتطرفين في تنظيم الدولة "داعش" وغيرها من الجماعات المتطرفة.

وقال شوكت ورياش رئيس تحرير الموقع الإلكتروني للمجلة: إن الأئمة يجب أن ينتقلوا من العالم الحقيقي إلى الافتراضي ليكون لهم وجود أوسع على الإنترنت، حيث يذهب الشباب للحصول على معلوماتهم.

إن الحقيقة أن هذه الخطوة تثبت أن الإسلام يحذّر من التطرف أيا كان مصدره، وأن المسلمين هم أول من يواجه الغلو في الدين وإن كان من بعضهم، فهل يمكن للغرب أن يقوم بنفس الخطوة فيما يتعلق بالتطرف اليهودي والمسيحي المنتشر في كل العالم ؟!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*{التأصيل للدراسات}
ــــــــــــــ
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59