ومضى في موكب العنفوان
متصب القامة
مرتفع الهامة
شامخا بوطنيته العارمة
كعود اللوز المتتسامق الى السماء
صوت لم يفتر عن ثورة الحرف المنتفض
الرافض لكل مستحداث القهر الصهيوني
الواقف كما سد ذي القرنين
بوجه يأجوج وماجوج العصر
ينافح عن العروبة التي خذلت كل القيم الشريفة
أبى الا أن يكون متميزاً
ليعلن عن جهنم التي تتصدى للغاشمين
لكي لا يتقدموا
مضى ابن الناصرة
التي نصرت المسيح بن مريم
وارسلت شعام السلام والتسامح الى العالم
ولم تسلم من غدر القتلة بتاريخهم الأسود
مضى بجسده الذي أعياه طول الانتظار إشراقة التحرير
لكن روحه ماتفتؤ تحوّم فوق رؤوس باغضيه
وتلوح فوق رؤوس محبيه أن الفجر آت
وصوته المدوي
لا يزال ثورة تقدّ مضجع العدو
رحل سميح القاسم
كما يرحل العظماء
وكما يترجل الفارس عن خيله بعد جهاد مرير
يرسل لها العنان لتنطلق في دربها مكملة المسير
بأجيال جديدة لا تنكث العهد
ولا تخفر الذمة
الى رحاب الله مضى
برهانه شعر
وصحائفه مقاومة
ونعشه نور الشمس التي لا تغيب
فالى جنان الخلد يانخبة الشعراء
سميح القاسم في ذمة الله