صحيح البخاري
ـــــــــــــــــــــــــ
{(7) كتاب التيمم }
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ باب التيمُّمُ ضَربةٌ ـ
ـــــــــــــــــــــــــ
347 ـ حدّثنا محمّد بنِ سَلام قال أخبرَنا أبو مُعاويةَ عنِ الأعمشِ عن شَقيقٍ قال : كنتُ جالساً مع عبدِ اللهِ وأبي موسى الأشعريِّ ، فقالَ له أبو موسى : لو أنَّ رجلاً أجنْبَ فلم يَجدِ الماءَ شهراً أما كان يتيمَّمُ ويَصلِّي ؟ فكيفَ تَصنَعونَ بهذِهِ الآيةِ في سورةِ المائدِة { فلم تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيَّبًا } ؟ فقالَ عبدُ اللهِ لو رُخِّصَ لهم في هذا لأوشَكوا إذا بَرَدَ عليهمُ الماءُ أن يتيمَّموا الصَّعيدَ . قلتُ : وإنما كرِهتُم هذا لذا ؟ قال : نعم . فقال أبو موسى : ألم تَسْمَعْ قول عَمارٍ لعُمرَ : بَعثني رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم في حاجةٍ فأجْنبتُ فلم أجدِ الماءَ فتمرَّغتُ في الصَّعِيدِ كما تمَرَّغُ الدابَّةُ . فذكرتُ ذلك للنَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم فقالَ إنما كان يَكفيكَ أن تَصنعَ هكذا ـ فضربَ بكفِّهِ ضربةً على الأرضِ ثمَّ نَفَضَها ثمَّ مَسَحَ بهما ظَهر كفِّهِ بشِمالهِ، أو ظهرَ شِمالهِ بكفِّه ثمَّ مَسحَ بهما وَجهَهُ . فقال عبدُ اللهِ : أفلم تَر عُمرَ لم يَقْنَعْ بقولِ عَمَّارٍ ؟ وزادَ يَعلَى عنِ الأعمشِ عن شَقيقٍ : كنتُ مع عبدِ اللهِ وأبي موسى ، فقال أبو موسى : ألم تَسمعَ قولَ عَمَّارٍ لعُمرَ إنَّ رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم بَعثَني أنا وأنتَ فأجنبتُ فتمعَّكْتُ بالصَّعيدِ ، فأتَينا رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم فأخبرناهُ فقال : (( إنما كان يكفِيكَ هكذا )) ومَسَحَ وَجهَهُ وكَفَّيهِ واحدةً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
|