عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-06-2017, 08:34 AM
الصورة الرمزية صابرة
صابرة غير متواجد حالياً
متميز وأصيل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 8,880
افتراضي إليكِ أيتها المحزونة..


ما بالُ الحزنِ قدْ أطفى جمالك ومحى كلّ بسماتك، وقد كنتِ أنتِ التي مهما أصابك، انطلقتِ وقلتِ إنّي لله وإنّه لي مالك، وكنتِ رغم الحزنِ والألم تأبينَ إلا أنْ ترتسمَ على محياكِ تلك البسمةُ الباهرة لتنتقلَ العدوى لكلِّ زهرةٍ ذابلة فتشرق وتتفتح، بل وتنثرين في طريقك تلك الزهور الرائعة فيستمتع الناس بشكلها الجميل وينالُهم مِنها أريجها العليل.
عودي كما كنتِ، وانثري السعادة في طريق كلّ كئيب، ولن تخيبي فلك بإذنه الثوابُ الجزيل، وقبل هذا وذاك، لتترفقي بحالك وخذي في محطات حياتك ما يخفف حزنكِ الطويل.
وما الذي سيخفف حزني الطويل يا رفيقة؟ وما الشيء الذي يُمكن أن يعيد إليّ بسمتي الجميلة؟!
وإني لك ناصحة يا حبيبة؛ أنّ الحزن هو شيء يعتري الإنسان وكلما كبُر كلما زادت أحزانه؛ لكنّه يتعايش معها يا نبيهة، ويحسن أن يبث شكواه لرب البريّة ويسعى جاهدا في سبيل سعادته وإن كانت القضية تبدو في البداية صعبة؛ لكن عاقبتها ولابد أزهار مثمرة لذيذة.
بيد أنّه يجب عليكِ أن تتخففي من كل ما يثقلك ويعيقك عن نيل سعادتك وهي في داخلك كامنة بين ضلوعك يحول بينك وبينها سلاسل من أفكارك وتشاؤمك وسوء ظنّك؛ وكذا قيود من كل ما يبعدك عن سعدك وجوار ربّك ..
فأقبلي على ربّك يا طيبة، تنالين معه الأنس والراحة والطمأنينة ويأخذ بيدك نحو كل ما يسعد مضغتك الصغيرة..فهلمي إلى رحابه الطاهرة وأبشري بخير ينير ظلمة كنت ترينها دائمة لا يمكن لضوء أن يبدد سوادها؛ فالله نور على نور فإن أصابك قبس من نوره أنارت حياتك وطاب خاطرك وسعد روحك وأنست نفسك ..فأقبلي ولا تخافي فربك ****** معك!
--خديجة علي أحمد

المحزونة.. 14.gif

المصدر: ملتقى شذرات

__________________
" يا الله أنتَ قوتي وثباتي وأنا غصنٌ هَزيل "
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59