عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 12-30-2015, 09:16 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود غير متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,212
ورقة حاخامات اليهود: عوفديا يوسف (4)

حاخامات اليهود: عوفديا يوسف (4)
ـــــــــــــــــ

(نبيل محمد سعيد عبدالعزيز)
ـــــــــــــ

19 / 3 / 1437 هــ
30 / 12 / 2015 م
ــــــــــــ





اعتاد (عوفديا يوسف) على توظيف النصوص والمصطلحات الدينية في خطابه السياسي، وإخراجها من سياقها ومعناها الأصلي، والدفع بها لخدمة أهداف بعيدة كل البعد عن معانيها الأصلية؛ ففي انتخابات الكنيست السابعة عشرة عام (2006م) التي شهدت منافسة شديدة بين الأحزاب على اختلاف توجهاتها، ويرجع أحد أسباب ذلك إلى انشقاق رئيس الوزراء آنذاك (أريئيل شارون) "אריאל שרון" (1928 - 2014م) ومؤيدوه عن حزب "الليكود" وأسسوا حزب "كديما" (קדימה)، وما تبع ذلك من تذبذب بعض الناخبين ما بين التمسك بتأييد الحزب القديم أو الانتقال لدعم الحزب الجديد، وهو الأمر الذي أدى بدوره إلى تحول الحملات الانتخابية إلى حرب شرسة بين جميع الأحزاب على اختلاف توجهاتها وانتماءاتها... في تلك الأجواء المشحونة أعلن (عوفديا يوسف) عن بداية حملة حزب "شاس" الانتخابية قائلاً: "سوف نحارب كل ما هو في الأمام وكل ما هو في الخلف، إن حزب شاس هو وحده عضادة(*) الحكومة الانتخابية". وتعلق الدكتورة (منى ناظم الدبوسي) بقولها: "في الجملة الأولى يعلن (عوفديا يوسف) في سخرية تحديه لحزب "كديما" الذي أسسه رئيس الوزراء السابق (أريئيل شارون) وتولى (إيهود باراك) قيادته من بعده واتخذ له هذا الاسم الذي يعني في العبرية (إلى الأمام)، ثم يستكمل دعايته الانتخابية مستنداً إلى تقليد ديني في اليهودية فيشبه حزب "شاس" بأنه (مزوزا الحكومة)". وتضيف الدكتورة (منى ناظم الدبوسي): "بهذا التوصيف السياسي لتقليد (مزوزا - מזוזה) والقول بأن "شاس" هو "عضادة الحكومة"، أخرج (عوفديا يوسف) المفهوم من سياقه الديني إلى سياق سياسي بهدف حث الناخب الإسرائيلي على انتخاب قائمة حزب "شاس" موحياً له أن "شاس" هو خير من يمثله، فهو عضادة الحكومة والجزء المبارك فيها"(1).
وخصص الرابي (عوفديا يوسف) في إحدى عظاته الدينية هجوماً على حزب "المفدال" الديني فأشار إلى أعضائه بأنهم: "أولئك الذين يرتدون قبعات مسروجة ويخدمون في الجيش الإسرائيلي ويسخرون من تلامذة المدارس الدينية ويشوشون أفكارهم". وقال الرابي (عوفديا يوسف): "من يوصف بأنه آثم وشرير ليس هو ذلك الذي يُدنس السبت أو يرتكب خطأ، بل هو عضو "المفدال" الذي يضع اثنين من "التفلين" (תפלין) على رأسه" (أي تفلين الرابي راشي وتفلين الرابي تام). ورداً على الحملة التي يشنها "المفدال" وغيره من الأحزاب لإجبار طلبة المدارس الدينية على أداء الخدمة العسكرية الإجبارية أُسوة بغيرهم، قال الرابي (عوفديا يوسف): "إن من يسيء الظن في شباب المدارس الدينية ويصفهم بأنهم طفيليون ولا يُسهمون في بناء الدولة، هو شخص أحمق وزنديق ويحل دمه". ثم تهكم على ذلك بقوله: "ألا يدرك من يقول هذا أن هؤلاء التلاميذ هم من يحافظون على بقاء العالم، ذلك أنه قد ورد في أسفار العهد القديم: (إِنْ كُنْتُ لَمْ أَجْعَلْ عَهْدِي مَعَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، فَرَائِضَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ) (سفر أرميا 33: 25)، وأعني أنه بغير التوراة ودارسيها ما كان الوجود قد استمر لحظة واحدة، هل يترك طالب المدارس الدينية كل هذا ويذهب للجيش؟ ماذا يفعل في الجيش؟ إن من يفكر بهذه الطريقة؟ هو امرؤ آثم ذو أفكار شريرة حتى لو وضع تفلين على رأسه وصلى، لا يحتاج إلى صلاته أحد، إن من يفكرون بهذه الطريقة هم أُناس ذوو أفكار منحرفة وكافرة، هم لا يؤمنون أن الشريعة اليهودية هي التي تقيم الكون". وتعلق الدكتورة (منى ناظم الدبوسي) بقولها: إن الرابي (عوفديا يوسف) قد وظف تقليداً دينياً آخر في خطابه الديني توظيفاً سياسياً، إلى جانب أنه قد دعم حديثه بنص ديني من العهد القديم، حيث سخر الرابي (عوفديا يوسف) من أتباع حزب "المفدال" مشبهاً إياهم بـ "من يضع اثنين من التفلين على رأسه". حيث يرى أن تدين "المفداليين" هو تدين غير محدد الاتجاه، ويرمز إلى ذلك بأنهم يضعون كلاً من "تفيلا" الرابي (راشي) و "تفيلا" الرابي (تام) على الرأس، وهما يختلفان في النصوص المقدسة الموضوعة فيهما، وهو ما يعني أنهم يتبعون منهجين متعارضين، فهم - في رأيه - يدَّعون أنهم يعملون وَفقاً للشرائع اليهودية، لكنهم يتركون الدروس الدينية والبحث في التوراة ويذهبون لأداء الخدمة العسكرية، وهو أمر دنيوي يتسبب في تعطيل طلبة المدارس الدينية عن دراسة الشريعة، وهو ما يشكل في رأي الرابي (عوفديا يوسف) تضارباً وتناقضاً بين المنهج الذي يؤمن به أتباع حزب "المفدال" وسلوكهم في الحياة اليومية. وتضيف الدكتورة (منى ناظم الدبوسي) بأن (عوفديا يوسف) لإقناع مستمعيه بكلامه اقتبس فقرة من (سفر أرميا 33: 25) يوجه فيها الرب (يهوه) كلامه إلى بني إسرائيل على لسان النبي، بينما كانت جيوش الملك البابلي (نبوخد نصر) تتأهب لاقتحام القدس (حوالي 590 ق.م)، فيتوعدهم برفض من يعصون أوامره، بينما يعدهم بإرسال رحمته على من يتبعون فرائضه(2).
ودأب الرابي (عوفديا يوسف) على التعهد لمن يصوت لحزب "شاس" في الانتخابات بالحصول على مكانة مرموقة بالجنة(3). وفي الدعاية الانتخابية لانتخابات الكنيست السابعةَ عشرةَ التي أجريت عام 2006م قام حزب "شاس" بتوزيع منشورات كتب عليها الرابي (عوفديا يوسف) أن من لا يُصوت لحزب "شاس": "ستحل عليه اللعنات لأنه لم يُلب نداء الرب، وملعون من لا يـلتزم بتعاليم التــوراة الـتزاماً كاملاً"(4). كما اعتمد حزب "شاس" على رفع شعارات دينية عديدة، كان من أبرزها جملة تقول "من للرب فإلي" (מי לה ' אלי) - والتي وضعت على الصفحة الرئيسية للحزب على شبكة الإنترنت كما عُلقت كملصقات بأحجام ضخمة على أوتوبيسات النقل العام - ووفقاً لسفر الخروج(**) فقد وردت هذه الجملة على لسان النبي (موسى) متوجهاً إلى جماعة "اللاويين" الذين تولوا في ما بعد الكهانة والأمور الدينية لبني إسرائيل. أما (عوفديا يوسف) فقد أخرج النص من معناه الديني إلى معنى سياسي، فتوجه إلى الناخب الإسرائيلي مناشداً إياه بانتخاب حزب "شاس"، مثلما توجه النبي (موسى) بها إلى جماعة اللاويين والمؤمنين من بني إسرائيل وناشدهم بتأييده في معاقبة الضالين من بني إسرائيل ممن عبدوا العجل، فبهذا الوصف السياسي سعى (عوفديا يوسف) إلى الإيحاء للناخب الإسرائيلي بأن من ينتخب "شاس" يكون قد أدى واجباً دينياً لأنه اختار جانب الرب، وأن أتباع "شاس" هم الجماعة المؤمنة التي يجب أن تؤسس الدولة(5).
وتجدر الإشارة إلى أن أول من أدخل البركات واللعنات إلى المعركة الانتخابية كانت حركة (حَبَد) "חב''ד"(***) عام 1988 م، حيث قامت حركة (حَبَد) في تلك الانتخابات بشن حملة جماهيرية لجعل الناس يوقعون على تعهد للتصويت لصالح "أجودات يسرائيل" مقابل بركات الرابي من ليفوفيتش (مناحم مندل شنيرسون) מליובאוויטש " מנחם מנדל שניאורסון " (1902 - 1994م). ومن جهته قام حزب "شاس" لكي يحول ناخبي البركات إليه، بحملة إحلال من النذور بثها عبر أجهزة التلفاز، وكانت غمغمات الحاخامات تُسمع على الشاشة: "الكلُ مغفورٌ لك، الكلُ مرفوعٌ عنك". ولتدارك هذا أدخل في عام 1992م تعديلاً على قانون الانتخابات يُحظر بموجبه أي تأثير على الناخبين للتصويت لصالح قائمة معينة بوسائل القسم أو اللعنة أو النبذ والحرمان أو النذر أو الوعد بمنح البركات تحت طائلة الحبس خمس سنوات أو غرامة، إلا أن هذا التعديل لم يمنع الأحزاب الحريدية وخاصةً حزب "شاس" من التلاعب عليه بشتى الوسائل، والاستمرار في شراء الأصوات مقابل بركات أو دعوات للنجاح والتوفيق، وقد طور الحزب من أساليبه في هذا المجال، واستخدمه حتى حدوده القصوى في انتخابات الكنيست الرابعة عشرة (عام 1996م)(6). فقد استعان حزب "شاس" - في حملته الدعائية لتلك الانتخابات - ببعض نجوم كرة القدم البارزين في إسرائيل، حيث ظهر (إيلي أوحانا) "אלי אוחנה" و (رونين حرزي) "רונן חרזי" و (حييم رفيفو) "חיים רביבו" و (إيتسيك زوهر) "איציק זוהר" وآخرون، وهم يرتدون "الكيبوت" المشغولة، بجوار الرابي (عوفديا يوسف) حيث طلبوا منه البركة، وقبَّلوا يده، ووعدوه ببذل كل ما في استطاعتهم من أجل نقل مواعيد مباريات كرة القدم من أيام السبت إلى أيام الجمعة أو إلى مساء أيام السبت(7). كما قام حزب "شاس" بتوزيع آلاف النسخ من أشرطة الفيديو والكاسيت الدعائية مجاناً، وتقول إحدى الأغاني في هذه الأشرطة: "تذكر في يوم الانتخابات توراة الله ونوره. تذكر سيدنا وأستاذنا الرابي (عوفديا يوسف). الكل سيصوت لشاس. شاس تعطينا الإيمان. شاس تحترم التوراة"، كما قُرئت الصلوات من قبل (عوفديا يوسف) لمباركة مؤيدي "شاس"، وأُصدرت الاحجبة من قبل الحاخام المتصوف (يتسحاق كدوري) ووزعت على أعضاء ومؤيدي حزب "شاس" لتباركهم وتُبعد الشر عنهم. وقد رد الرابي (عوفديا يوسف) على الانتقادات التي وُجهت لحزب "شاس" لاستخدامه الأحجبة والتعاويذ في الدعاية الانتخابات بقوله: "هذه الأحزاب تحاربنا وترفض كل ما هو غالٍ علينا، وتسعى لكي تُخمد شعلتنا، ولكي ننسى التوراة وعاداتنا السامية والعالية... سيحافظ الشعب على تراثنا، وقد قامت حركتنا - يقصد "شاس" - لإيقاف هذه المؤامرة"(8).
وفي إحدى عظاته الدينية توجه الرابي (عوفديا يوسف) بدعاء الرب على (يوسي ساريد) "יוסי שריד" (1940 - 2015م) رئيس حزب "ميرتس" آنذاك، والذي كان عضواً مؤثراً في لجنة التعليم في الكنيست لعدة دورات، ثم دعا حشد المصلين لقراءة المزمور التاسع بعد المائة الذي يتضمن دعاءً على الأشرار(****)، وبحسب الدكتورة (منى ناظم الدبوسي) فإن سبب ذلك يرجع إلى أن (يوسي ساريد) رفض منح المدارس الدينية - التي تشكل مصدراً أساسياً لتفريغ " الحريديم " - وضعاً خاصاً في ميزانية الوزارة، وهو الأمر الذي فسره (عوفديا يوسف) بأن (يوسي ساريد): " يضطهد المتدينين اليهود ويعمل ضدهم"(9).
وهاجم الرابي (عوفديا يوسف) حزب "إسرائيل بيتنا" "ישראל ביתנו"(*****) في انتخابات الكنيست الثامنة عشرة عام 2009م؛ حيث قال: "إن كل من يصوت لصالح إسرائيل بيتنا" هو يصوت لصالح الشيطان". كما وصف أنصار (أفيجدور ليبرمان) "אביגדור ליברמן" (1958م - ....) بأنهم: "أُناس ليس لديهم توراة، أُناس يريدون الزواج المدني، وفتح المتاجر لبيع لحم الخنزير وجعل طلاب "اليشيفوت" يخدمون في الجيش"، وأضاف (عوفديا يوسف) أن: "السماء تُحرم دعمهم، فهذا محرمٌ تماماً، فمن يفعل ذلك يقع في الخطيئة، كأنه يدعم الشيطان والشر"(10).
جديرٌ بالذكر أن السفارديم بوجهٍ عام والحريديم بوجهٍ خاص قابلوا الهجرة الروسية الواسعة في نهاية الثمانينيات في البداية بنوعٍ من الفتور، إلا أن هذا الفتور سُرعان ما انقلب بعد فترة وجيزة إلى نوع من العداء الإثني والاجتماعي والديني، ونبع هذا العداء من الصراع بين الروس والسفارديم على المخصصات الاجتماعية وخشية المتدينين من طمس الروس العلمانيين أو غير اليهود للهوية اليهودية لدولة إسرائيل، وقد أخذ هذا الصراع بعداً مؤسسياً في التنافس بينهما على وزارة الداخلية، والتي تمثل عصب حياة المهاجر الجديد من حيث حصوله على الهوية والتصريح بالوصول لخدمات الدولة المختلفة انتهاءً بالزواج وتسجيل شهادات الميلاد. كما أنه على الصعيد الديموغرافي، رفع قدوم المهاجرين الروس من نسبة الإشكنازيم بين السكان اليهود في إسرائيل، حيث كانت أغلبية القادمين الجدد من الإشكنازيم، وهو الأمر الذي أدى إلى تعضيد هيمنة الإشكنازيم على حساب السفارديم داخل المؤسسات الحاكمة والمحليات وهياكل الإدارة الإسرائيلية، ومن ثَم تقليص قدرة السفارديم في الضغط على هذه المؤسسات التي تقودها تقليدياً النخبة الاشكنازية(11).
وبالرغم من أن حزب "شاس" كان قد تعهد بأن تقتصر دروس الرابي (عوفديا يوسف) على الأمور التوراتية وأنه سيبتعد عن الدعاية الانتخابية وعن الأمور السياسية الداخلية، فإنه من الواضح أن (عوفديا يوسف) يرى في هذه الدروس وسيلة سياسية بالكامل، وقناة للاتصال بناخبيه، وهكذا فقد استغل درسه في (5 / 7 / 1997م) ليعبر عن رأيه برئيس الوزراء في حينه (بنيامين نتنياهو) حيث وصفه بأنه: "عنزة عمياء"، وفي (9 / 2 / 1999م) قال عن قضاة المحكمة العليا: "زناة، منتهكون للسبت، رُعناء"، ووصف حزب (إسرائيل واحدة) "ישראל אחת " بأنهم: "أشرار"، وفي (12 /12 / 1998م) قدم نصيحة لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية حينها (بيل كلينتون) والذي كان في زيارة لـ (إسرائيل) حول الكيفية التي عليه أن يتصرف بها مع مضيفيه: "ينبغي عليه تقبيل أقدامنا كما هو مكتوب في التوراة "، وفي (18 / 3 / 2000م) قال عن (يوسي ساريد): "إنه هامان، إنه الشيطان، إنه الآخر، ليستأصله الرب كما فعل مع العماليق"(12). وفي حديثه عن الرئيس الأمريكي (جورج دبليو بوش): " هل هذا الـ (بوش) أعمى؟ هل حمار؟ هل بهيمة؟ ألا يفهم؟ ولكن هكذا هم الأغيار، لا ثقة فيهم، ليس من بينهم من يحب اليهود، كلهم أشرار، ولا يفكرون إلا في مصالحهم فقط... هذا الحمار (بوش)، لماذا لا يعطينا المال؟ فليعطِ المال للمدارس الدينية بدلاً من إسقاط (صدام)"(13). كما قال (عوفديا يوسف) عن الوزيرة السابقة (شولاميت ألوني): "يوم تموت (شولاميت ألوني) يجب أن نبتهج ونقيم وليمة في المنزل"(14). وفي عام 2004م، وعقب إعلان (شارون) عن الانسحاب من غزة وشمال الضفة الغربية في إطار خطة "فك الارتباط "، هاجمه (عوفديا يوسف) بعنف وقال: " فليقضِ الله عليه... إنه يعذب شعب إسرائيل". وقال (عوفديا يوسف) - والذي عارض أيضاً فكرة الاستفتاء الشعبي على الخطة حيث رأى أنه على القيادة أن تتخذ القرارات منفردة لا أن تحتمي وراء استفتاء : "الله يريدنا جميعاً أن نعود إلى التوراة، ثم ينزل به ضربة تقتله. سينام ولن يستيقظ أبداً" في إشارة إلى (شارون)(15)، إلا أن (عوفديا يوسف) لم يلبث أن طالب اليهود بالصلاة في يناير عام 2006م من أجل شفائه(16). وهاجم (عوفديا يوسف) "التعليم العلماني" ووصف كل من يرسل أبناءه للمدارس العلمانية بأنه يفسدهم، وأضاف: "معظم المعلمين في النظام التعليمي العلماني زنادقة، وهو الأمر الذي يجعل طلابهم يتبنون ثقافة الشر ويصبحون أشراراً، حيث ينشؤون بعيدين عن الدين وعن العادات اليهودية"(17). وفي 14 / 12 / 2009م وصف (عوفديا يوسف) المسلمين بأنهم "أغبياء وقبيحين مثل دينهم"(18). وفي 25 / 8 / 2012م وخلال خطبته الأسبوعية دعا الرابي (عوفديا يوسف) إلى الصلاة إلى الله لتدمير (إيران) وحزب الله اللبناني، وقال: "عندما ندعو الله أن يضع نهاية لأعدائنا، ينبغي علينا أن نفكر في (إيران)، هؤلاء الأشرار الذين يهددون (إسرائيل)"، وكان (عوفديا يوسف) قد التقى قبلها بوفد من كبار مسؤولي وزارة الدفاع الإسرائيلية، وعلى رأسهم رئيس مجلس الأمن القومي (يعقوب عميدرور) "יעקב עמידרור" (1948م - ....) لإقناعه بدعم هجوم إسرائيلي محتمل على (إيران)(19). وهاجم الرابي (عوفديا يوسف) زعيم حزب "البيت اليهودي" "הבית היהודי" (نفتالي بنيت) "נפתלי בנט" (1972م - ....) عشية الاستعداد لانتخابات الكنيست التاسع عشر عام 2013م ووصفه بالوثني والكافر بتعاليم التوراة. وقال (عوفديا يوسف): "إن حزب "البيت اليهودي" قائم على ركائز دينية لا تلائم التوراة، وهو يحاول أن يعكس انطباعاً للجمهور الإسرائيلي أنه هو الدين الصحيح وركائزه تعتمد على التوراة"، مضيفاً: "إن مؤيدي "البيت اليهودي" يحاولون اجتثاث التوراة"(20).
-------------------------------------------
(*) المزوزاة "מזוזה": (عضادة الباب) وهي عبارة عن صندوق صغير من الخشب أو المعدن أو الزجاج الذي يبلغ طوله ثلاث بوصات، بداخله قطعة من رق (جلد حيوان) نظيف شعائرياً بحسب تعاليم الدين اليهودي، ومكتوب عليها الجزئين التاليين:
1 - "الشماع" (شهادة التوحيد اليهودية) "اسمع يا إسرائيل" (التثنية 4: 6 - 8).
2 - "ومن أجل إنكم تسمعون" (التثنية 7: 13 - 18).
وتُلف قطعة الجلد المكتوب عليها هذه الأيات وتوضع بطريقة معينة، بحيث تظهر في ما بين الجزأين المكتوبين كلمة "شدًّاي" من ثقب صغير بالصندوق. وكلمة "شدًّاي" هي الأحرف الأولى من الجملة العبرية "شومير ديلاتوت يسرائيل" (حارس أبواب إسرائيل)، كما أنها أحد أسماء الخالق في الديانة اليهودية. وتُثبت "المزوزاة" على الأبواب الخارجية، وأبواب الحجرات في الزاوية التي ترتفع عن الأرض بحوالي خمسة أقدام في الجهة اليمنى من مدخل البيت، وقبل تثبيتها يباركون عليها ببركة "مبارك أنت أيها الرب... إلخ، الذي أمرنا بأن نضع مزوزا". انظر (رشاد عبد الله الشامي (د)، الرموز الدينية في اليهودية، سلسلة الدراسات الدينية والتاريخية، مركز الدراسات الشرقية، جامعة القاهرة، 2000م ، ص 79 -80).
(1) منى ناظم الدبوسي (د)، مرجع سابق، ص 216 - 218.
(2) المصدر نفسه، ص 219 – 221.
(3) إيلان شاحر، الحريديون والمجتمع والسياسة في إسرائيل، دار كنعان، دمشق، 2005م، ص51، ص111.
(4) منصور عبد الوهاب (د)، مرجع سابق، ص 167.
(**) جاء في سفر الخروج: "20 ثُمَّ أَخَذَ الْعِجْلَ الَّذِي صَنَعُوا وَأَحْرَقَهُ بِالنَّارِ، وَطَحَنَهُ حَتَّى صَارَ نَاعِمًا، وَذَرَّاهُ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ، وَسَقَى بَنِي إِسْرَائِيلَ.21وَقَالَ مُوسَى لِهَارُونَ: «مَاذَا صَنَعَ بِكَ هذَا الشَّعْبُ حَتَّى جَلَبْتَ عَلَيْهِ خَطِيَّةً عَظِيمَةً؟» 22فَقَالَ هَارُونُ: «لاَ يَحْمَ غَضَبُ سَيِّدِي. أَنْتَ تَعْرِفُ الشَّعْبَ أَنَّهُ فِي شَرّ. 23فَقَالُوا لِيَ: اصْنَعْ لَنَا آلِهَةً تَسِيرُ أَمَامَنَا، لأَنَّ هذَا مُوسَى الرَّجُلَ الَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لاَ نَعْلَمُ مَاذَا أَصَابَهُ. 24فَقُلْتُ لَهُمْ: مَنْ لَهُ ذَهَبٌ فَلْيَنْزِعْهُ وَيُعْطِنِي. فَطَرَحْتُهُ فِي النَّارِ فَخَرَجَ هذَا الْعِجْلُ». 25وَلَمَّا رَأَى مُوسَى الشَّعْبَ أَنَّهُ مُعَرًّى لأَنَّ هَارُونَ كَانَ قَدْ عَرَّاهُ لِلْهُزْءِ بَيْنَ مُقَاوِمِيهِ، 26وَقَفَ مُوسَى فِي بَابِ الْمَحَلَّةِ، وَقَالَ: «مَنْ لِلرَّبِّ فَإِلَيَّ». فَاجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمِيعُ بَنِي لاَوِي. 27فَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخْذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ، وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ." (سفر الخروج 32: 20 - 27).
(5) منى ناظم الدبوسي (د)، مرجع سابق، ص 222.
(***) حبد "חב''ד": حركة حسيدية أنشأها الحاخام (شنيور زلمان من لادي) "שניאור זלמן מלאדי" (1745 - 1813م). انظر: (رشاد عبد الله الشامي (د)، القوى الدينية في إسرائيل بين تكفير الدولة ولعبة السياسة، سلسلة عالم المعرفة، عدد 186، الكويت، يونيو/ حزيران 1994م، ص 258 - 267).
(6) إيلان شاحر، مرجع سابق، ص 50 - 51.
(7) يائير شيلج، مرجع سابق، ص231.
(8) مروان درويش، مرجع سابق، ص187 - 188.
(****) جاء في المزمور 109: "... 6 فَأَقِمْ أَنْتَ عَلَيْهِ شِرِّيراً، وَلْيَقِفْ شَيْطَانٌ عَنْ يَمِينِهِ. 7 إِذَا حُوكِمَ فَلْيَخْرُجْ مُذْنِبًا، وَصَلاَتُهُ فَلْتَكُنْ خَطِيَّةً. 8 لِتَكُنْ أَيَّامُهُ قَلِيلَةً، وَوَظِيفَتُهُ لِيَأْخُذْهَا آخَرُ. 9 لِيَكُنْ بَنُوهُ أَيْتَاماً وَامْرَأَتُهُ أَرْمَلَةً. 10 لِيَتِهْ بَنُوهُ تَيَهَاناً وَيَسْتَعْطُوا، وَيَلْتَمِسُوا خُبْزاً مِنْ خِرَبِهِمْ. 11 لِيَصْطَدِ الْمُرَابِي كُلَّ مَا لَهُ، وَلْيَنْهَبِ الْغُرَبَاءُ تَعَبَهُ. 12 لاَ يَكُنْ لَهُ بَاسِطٌ رَحْمَةً، وَلاَ يَكُنْ مُتَرَأِفٌ عَلَى يَتَامَاهُ. 13 لِتَنْقَرِضْ ذُرِّيَّتُهُ. فِي الْجِيلِ الْقَادِمِ لِيُمْحَ اسْمُهُمْ. 14 لِيُذْكَرْ إِثْمُ آبَائِهِ لَدَى الرَّبِّ، وَلاَ تُمْحَ خَطِيَّةُ أُمِّهِ. 15 لِتَكُنْ أَمَامَ الرَّبِّ دَائِماً، وَلْيَقْرِضْ مِنَ الأَرْضِ ذِكْرَهُمْ...".
(9) منى ناظم الدبوسي (د)، مرجع سابق، ص 226.
(*****) إسرائيل بيتنا "ישראל ביתנו": حزب أسسه (أفيجيدور ليبرمان) عام 1999م، ويضم المهاجرين الروس. انظر: موقع الحزب على شبكة الإنترنت http://www.beytenu.org.il/ .
(10) Ynet reporters ,” Rabbi Yosef: Lieberman voters support Satan” , ynetnews.com , 7 / 2 / 2009 , http://www.ynetnews.com/articles/0,7...668135,00.html
(11) أكرم ألفي، المهاجرون الروس.. اختفاء الأحزاب، في: عماد جاد (د) وآخرون، الانتخابات الإسرائيلية 2003. الأمن أولاً، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، القاهرة، 2003 م، ص 120، ص 133.
(12) إيلان شاحر، مرجع سابق، ص 112.
(13) منصور عبد الوهاب (د)، مرجع سابق، ص 153.
(14) رشاد عبد الله الشامي (د)، القوى الدينية بين تكفير الدولة ولعبة السياسة، مرجع سابق، ص 210.
(15) "الحاخام عوفديا يوسف: سيعاقب الله شارون"، موقع الإذاعة البريطانية بي بي سي ، 10 مارس 2005، http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/midd...00/4335013.stm
(16) Attila Somfalvi , “Praying for Sharon” , Ynetnews.com , 5 / 1 / 2006 , http://www.ynetnews.com/articles/0,7...195290,00.html.
(17) Kobi Nahshoni , “Rabbi Yosef: Secular education corrupts kids “ , ynetnews , 21 / 8 / 2012.
http://www.ynetnews.com/articles/0,7...270390,00.html
(18) אבישי בן חיים، הרב עובדיה: מוסלמים והדת שלהם מכוערים، מעריב , 14 / 12 / 2009. http://www.nrg.co.il/online/1/ART1/977/882.html
(19) Shas spiritual leader calls on Jews to pray for annihilation of Iran , Haaretz , 14 / 12 / 2009.
http://www.haaretz.com/news/diplomac...-iran-1.460765
(20) Elad Benari ," Rabbi Ovadia Slams Jewish Home: They Uproot the Torah " , Israel national news , 20 / 1 / 2013. http://www.israelnationalnews.com/Ne...8#.UP21mPLO8gs


ـــــــــــــــــــــــــــــــ
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59