عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 01-05-2016, 09:31 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,212
ورقة حاخامات اليهود: عوفديا يوسف (5)

حاخامات اليهود: عوفديا يوسف (5)
ـــــــــــــــــ

(نبيل محمد سعيد عبدالعزيز)
ـــــــــــــ

25 / 3 / 1437 هــ
5 / 1 / 2016 م
ـــــــــ




اتسمت رؤية (عوفديا يوسف) لدولة (إسرائيل) بنظرة براغماتية دنيوي لا علاقة لها بالقضايا الدينية، ولا سمة ولا مكانة دينية لها، فعندما تم توجيه سؤال للرابي (عوفديا يوسف) حول تفسيره لاشتراك حزب "شاس" الذي كان يتولى قيادته الروحية في حكومة تنتهك حرمة السبت وعدة أوامر دينية أخرى، أجاب من خلال مبدأ (قانون المملكة هو القانون) "דינא דמלכותא דינא"، حيث قصد الرابي (عوفديا يوسف) بأنه يجب الانصياع لقوانين الدولة وطاعة السلطة، حتى وإن تعارضت مع الأوامر الدينية. وفي الوقت ذاته عندما طُلب من (عوفديا يوسف) بأن يدلي برأيه في مسألة ترديد صلاة "هليل" "קריאת ההלל" في ذكرى يوم الاستقلال (الموافق 14 مايو 1948م) إلى جانب تلاوة "الدعاء" – وهي المسألة التي يتم من خلالها الحكم في المجتمع الإسرائيلي على فرد ما أو مجموعة أو حركة بأنهم صهاينة أم لا؟ - قرر (عوفديا يوسف) بأنه يجب تلاوة الصلاة الأولى فقط. ويعلق (نبيه بشير) بقوله: إن قرار (عوفديا يوسف) هذا يعني أنه يمنح أهمية كبرى لدولة (إسرائيل) لليهود، ولكنه لا يعترف بها بأنها مرحلة من مراحل بداية الخلاص؛ حيث إن الجمهور اليهودي المتدين يقرأ فقرات صلاة "هليل" فقط للاحتفال بيوم سعيد، ولكن يتوجب قبل قراءة كلمات هذه الصلاة قراءة دعاء خاص، يتطرق إلى خصوصية العيد أو الاحتفال ذاته تبعاً لما جاء في التلمود، وقد جاءت بادرة (عوفديا يوسف) هذه في محاولة منه لتغيير نظر الحريديم وسلوكهم تجاه ما يتعلق بذكرى يوم الاستقلال، حيث يتجاهله الحريديم كلياً. ففي أبريل من عام 1998م نشر (عوفديا يوسف) فتوى تقضي بإبطال المنع القائم على قراءة "هليل" في ذكرى يوم استقلال دولة (إسرائيل)، وإقامة احتفالات بهذه المناسبة، فبخلاف الحاخامات الحريديم لم ينتقد (عوفديا يوسف) إقامة دولة (إسرائيل)، مع انتقاده الشديد لمؤسسات رئيسية فيها، إلى جانب ذلك فإن نظرته تنفي فكرة أن إقامة دولة (إسرائيل) تعبيراً عن الخلاص اليهودي. وعندما طُلب من (عوفديا يوسف) الرد على الأصوات التي تعالت من جانب اليمين الصهيوني، والتي شككت في صهيونية حزب "شاس"، قال: " لقد جاء هؤلاء للمهاترة عبثاً، ماذا تعني مناهضة الصهيونية ؟ هذا سخف ومجرد هذر، هذا مصطلح هم ابتدعوه، لقد شغلت منصب حاخام أكبر، وظيفة رسمية مرموقة في الدولة، بماذا نحن غير صهاينة؟ إننا نصلي لصهيون، لـ (أورشاليم) ولسكانها، لإسرائيل بحاخامتها وطلابها، ما معنى صهاينة؟ وَفْقاً لمصطلحاتنا فإن الصهيوني هو إنسان يهوى صهيون ويؤدي فريضة الاستيطان في البلاد، دائماً أشجع في خارج البلاد الهجرة إلى (أرض إسرائيل)، بماذا هم صهاينة أكثر منا؟"(1).
جديرٌ بالذكر أن (عوفديا يوسف) كان قد سعى إلى بناء هوية يهودية - إسرائيلية جديدة، تقوم على أسس التفسير والفهم السفاردي للديانة اليهودية، وذلك لاستيعاب جميع تيارات المجتمع الإسرائيلي، بغض النظر عن اختلافاتهم الإثنية (إشكنازيم، سفارديم، فلاشا... إلخ)، والدينية (أرثوذكس، حريديم، تقليديين... إلخ)، حيث رأى (عوفديا يوسف) أن النخبة الإشكنازية (السياسية والدينية) قد فشلت في جمع شمل الشعب الإسرائيلي تحت هوية واحدة، فمثلما فشلت أيديولوجية النخبة السياسية الإشكنازية ممثلة بالصهيونية، في جمع شمل تيارات الشعب الإسرائيلي - ذي الاختلاف الديني الإثني والثقافي - تحت لواء هوية ثقافية واحدة، وفشلت أيضاً النخبة الإشكنازية الدينية في تقديم المنهج الديني الإشكنازي كبديل أيديولوجي يتم في إطاره تجميع الشعب الإسرائيلي تحت لواء هوية يهودية - إسرائيلية، ومن أجل تحقيق هدفه، خاض الرابي (عوفديا يوسف) صراعاً ثقافياً ضد النخبة الإشكنازية بقطبيها الديني والعلماني، وقد بنى استراتيجيته في صراعه هذا على محورين أساسيين هما:
أولاً: علمه الديني في شرح وتفسير (الشريعة اليهودية)، الذي استطاع من خلاله إحياء المنهج الديني السفاردي كخطوة أولى على طريق استعادة هيمنة المنهج الديني السفاردي، والتي كانت سائدة في (فلسطين) كجزء من العالم السفاردي، وذلك قبل مجيء موجات هجرة اليهود من "الدياسبورا" (الشتات) الإشكنازي.
أما المحور الثاني: فيتمثل في "شاس" كحزب سياسي وشبكة الخدمات التعليمية والاجتماعية "אל המעיין" إل - همعيان(*)، فعن طريق حزب "شاس" سعى (عوفديا يوسف) لريادة الساحة السياسية الإسرائيلية، أي السيطرة على المجتمع من أعلى، وأما "إل - همعيان" فسعى من خلالها وعبر الخدمات الصحية والاجتماعية والثقافية والدينية التي تقدمها للمواطن الإسرائيلي للسيطرة على المجتمع الإسرائيلي من أسفل(2). كما عمل الرابي (عوفديا يوسف) على بلورة قيادة روحية واحدة لكل الطوائف اليهودية السفاردية، ومنع ظهور حاخامات لكل طائفة على حسب البلد التي هاجروا منه، حيث اعتقد أن وحدة الطوائف السفاردية هي الطريق الوحيد للحفاظ على قوتها(3).
واعتاد الرابي (عوفديا يوسف) على شن هجوم على جميع الأحزاب )دينية كانت أم علمانية(؛ حيث يرى أن حزب "شاس" هو وحدَه الممثل لليهودية، والمُهيأ لقيادة دولة (إسرائيل)(4). جديرٌ بالذكر أن سلوك (عوفديا يوسف) السياسي كما عكسه سلوك حزب "شاس" لا يمكن وصفه باليميني المتطرف أو اليساري المعتدل، بل هو موقف براغماتي يقف من خلاله (عوفديا يوسف) مع من يرى في تحالفه منفعة تعود على "شاس" ومؤسساته الخدمية والتعليمية، حيث علمتنا مواقف (عوفديا يوسف) أنه على استعداد للانضمام إلى أي حكومة إسرائيلية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، ما دامت هذه الحكومة على استعداد لتمويل مؤسسات حزب "شاس" في المجتمع الإسرائيلي، وبهذا الموقف المؤيد مرة لليسار الإسرائيلي بزعامة (يتسحاق رابين) أو (إيهود باراك)، ومرة لليمين الإسرائيلي بزعامة (يتسحاق شامير) أو (بنيامين نتنياهو)، نجح الرابي (عوفديا يوسف) في كسب الدعم المالي اللازم لتثبيت الحزب وتوسيع خدمات "إل - همعيان" بحيث تشمل أكبر عدد ممكن من المواطنين الإسرائيليين(5)، ويؤكد الرابي (عوفديا يوسف) على ذلك بقوله: "إذا كنت في الحكومة تستطيع القيام بالكثير من أجل التوراة والدين"(6).
وعن موقف (عوفديا يوسف) تجاه قضية السلام، فقد كتب فتوى في عام 1979م ونشرها عقب إلقائها في محاضرة عام 1980م عقب موافقة الحكومة الإسرائيلية على إعادة شبه جزيرة سيناء لـ (مصر)، جاء فيها: "إذا قرر رؤساء وقادة الجيش وأعضاء الحكومة أنه في حالة عدم إعادة أجزاء من (أرض إسرائيل) هناك خطر نشوب حرب فوراً من جانب جيراننا العرب، وإذا ما عادت لهم الأراضي ستبتعد ظلال خطر الحرب، وسيكون هناك احتمال لإحلال سلام حقيقي وموضوعي... وكيف يمكننا خوض الحرب مع عدو قاسٍ (عنيف)، سلاحه وحشي لا يحيد عن الشيوخ والأطفال، في هذه الحالة علينا إعادة الأراضي والتخلص منهم، وكما قيل: انتظر حتى تمر لحظة الغضب، وحتى يطل علينا الرب ويدفق علينا روح من الأعالي تعيدنا إلى التوبة وعندها يخلصنا ويجمع شمل شتاتنا ويعيد لنا الأراضي بإضافة أجزاء أُخرى كثيرة، كما قيل: كل مكان تطؤها أقدامكم لكم تكون وستمتد (أورشاليم) حتى أبواب (دمشق)"(7). وكانت هذه هي المرة الأولى التي يُطرح في (إسرائيل) الحديث عن اتفاقية تقضي بعودة أجزاء من (أرض إسرائيل) مقابل السلام بالإضافة إلى القيام بعمليات إخلاء لمستوطنات.
وكان قد دعا في عام 1979م إلى فتح حوار مع الفلسطينيين فقال: "يجب الحوار معهم ولا يوجد حلٌ آخر"، ومنع طلبته من المشاركة في المظاهرات التي انطلقت ضد الانسحاب من (سيناء) في تلك الفترة(8)، كما سافر (عوفديا يوسف) إلى مستوطنة "ياميت" "ימית"(**) بـ (سيناء) لإقناع المستوطنين بإخلائها ودعم رئيس الوزراء (مناحم بيجين) "מנחם בגין" (1913 - 1992م) في خطواته السياسية، لأنه اعتبر أن بناء المستوطنات يتناقض مع الشريعة اليهودية، وفي يونيو من عام 1989م زار (عوفديا يوسف) القاهرة وبصحبته وزير الداخلية وزعيم حزب "شاس" حينها (درعي) والتقيا بالرئيس المصري السابق (حسني مبارك)، وفي خطاب له هناك صرح لأول مرة وبشكل علني أن حياة الإنسان أغلى وأثمن بكثير من قيمة الأرض، فمن أجل إنقاذ حياة اليهود يجب إرجاع الأراضي الفلسطينية ومبادلة الأرض بالسلام(9).
وبعد عدة أشهر على زيارة (مصر)، وتحديداً في ديسمبر من عام 1989م، دعا الرابي (عوفديا يوسف) إلى انعقاد جلسة في مؤسسة الحاخام (كوك) بالقدس، لمناقشة مسألة الانسحاب من الأراضي في ضوء الشريعة، وقد صرح خلالها بأنه: "إذا تأكدنا من دون أدنى شك بأنه سيحل سلام حقيقي بيننا وبين جيراننا العرب إذا ما أعدنا إليهم أجزاء من (أرض إسرائيل) ففي هذه الحالة يجب إعادتها إليهم، وذلك لأنه ليس هناك فريضة تغلب على فريضة حفظ النفس"، واستند (عوفديا يوسف) إلى فتوى الرمبان (موشيه بن نحمان) "משה בן נחמן" (1194 - 1270م) والذي أقر بأن فريضة الاستيطان في (أرض إسرائيل) تفوق وتعلو شأناً على جميع الفرائض الأخرى في حال عدم شتات بني إسرائيل ومغادرتهم (أرض إسرائيل)، وأما في حال شتاته بين الأغيار وغيابه عن (أرض إسرائيل) فإن وزن هذه الفريضة يختلف كلياً، إلا أنها ستعاود مكانتها المرموقة والعليا وتصبح الفريضة الأكثر أهمية والأعلى شأناً فقط عند "عودة المسيح"(10)، كما أنه في العام نفسه التقى (شمعون بيرس) الذي طلب منه أن يُعيد إصدار الفتوى التي أصدرها بشأن إعادة صحراء سيناء والتطرق إلى إعادة أجزاء من الأراضي المحتلة للفلسطينيين في إطار مباحثات للسلام، وصرح (عوفديا يوسف) بقوله: "لم أغير رأيي، فقداسة حياة الإنسان اليهودي تعلو فوق قداسة الاستيطان في أرض إسرائيل، ويباح إعادة أجزاء من الأرض للحيلولة دون اندلاع حرب، والمشكلة تكمن في أني لا أعرف ما يُنقذ النفس، وما هو الأخطر على شعب إسرائيل، هل عودة الأراضي أم لا؟". واقترح (شمعون بيرس) على (عوفديا يوسف) أن يلتقيَ بشخصيات عسكرية بارزة حتى يتمكن من بلورة رأيه بوضوح(11)، وفي أعقاب لقائه بالخبراء العسكريين رفض (عوفديا يوسف) إصدار الفتوى معللاً ذلك بأنه عندما استمع إلى آراء خبيرين عسكريين يساريين مقابل آراء خبيرين من اليمين لم يقتنع بآراء الطرف الأول بأن هناك خطرَ حفظ النفس من الهلاك - أي خطر حدوث حرب فورية وسقوط قتلى من اليهود - ولهذا فهو غير مستعد أن يخرج من بين يديه فتوى تسمح بإعادة أجزاء من المناطق المحتلة(12).
ويفسر الدكتور (عزمي بشارة) سلوك (عوفديا يوسف) باستعانته ببعض المسؤولين الأمنيين قبل اتخاذ مواقف واضحة بشأن الانسحاب من الأراضي المحتلة لشرح وتبيان الأبعاد الأمنية لهذه الخطوة أو تلك على (إسرائيل)، بأنه من قبيل الاختباء وراء الجيش، وذلك نظراً لعدم امتلاكه دوافع أيديولوجية كافية مع أو ضد فكرة (أرض إسرائيل الكاملة)(13).
جديرٌ بالذكر أن الرابي (عوفديا يوسف) لم يتردد في الانضمام لحكومة "يتسحاق رابين" عام 1992م بالاشتراك مع حزبي (العمل) و (ميرتس) بالرغم من الاحتجاجات العارمة التي اجتاحت المعسكر الحريدي واليمين السياسي، كما أرغم (عوفديا يوسف) الحاخام (آرييه درعي) على التصويت لصالح (اتفاقية أوسلو)(***)، حيث كان (درعي) يرغب في الامتناع عن التصويت(14). وكان "شاس" قد انسحب من الائتلاف الحكومي في 9 سبتمبر 1993م بعد تلبية (رابين) لأوامر المحكمة العليا في الثامن من سبتمبر بإقالة الوزير (آرييه درعي) بعد اتهامه بتهم تتعلق بالفساد المادي، كما قام (عوفديا يوسف) بدورٍ فعال في الوساطة بين الحكومة الإسرائيلية ووزير الخارجية الأمريكي آنذاك (جيمس بيكر) وأعلن موقفه الداعم لمحادثات مدريد(****)، وساهم (عوفديا يوسف) في التوصل لاتفاق إعادة الانتشار في الخليل(*****)(15)، كما أرسل برسالة إلى رئيس الحكومة حينها (بنيامين نتنياهو) حثه خلالها على ضرورة أن يتقدم في عملية إعادة الانتشار الثانية(16).
وفي المقابل فقد أرسل الرابي (عوفديا يوسف) خطاباً إلى قادة في المجتمعات المحلية في (يهودا والسامرة) "الضفة الغربية" و (غزة) عشية انتخابات الكنيست لعام 2003م نقض فيه فتواه السابقة بجواز التخلي عن بعض المناطق في مقابل السلام، وقد جاء في الخطاب: "يهمني أن أوضح موقفي في ما يتعلق بـ (يهودا والسامرة) و (غزة). فإن الفتوى التي أصدرتها بجواز التخلي عن أراضي مقابل التوصل إلى سلام غير صحيحة على الإطلاق في ضوء الوضع الحالي، فما كنت أقصده هو السلام التام الذي تعيش فيه (القدس) وضواحيها في أمن وسلام تام، أما الآن فما تراه أعيننا هو النقيض تماماً، وتسليم هذه الأراضي المقدسة قد يُعرض حياتنا للخطر، فليس هذا هو السلام الذي كنا نتوق إليه أو الذي صلينا من أجله، وبناءً عليه فإن (اتفاقية أوسلو) لاغية وباطلة"(17).
جديرٌ بالذكر أن اندلاع )انتفاضة الأقصى) عام 2000م كان قد أدى إلى ما يشبه الانتكاسة في نسب تأييد (اتفاقية أوسلو) لدى الرأي العام الإسرائيلي، حيث اعتبر معظم الرأي العام الإسرائيلي أن هذا الاتفاق هو السبب في الكارثة الأمنية التي تعانيها (إسرائيل)، كما أنه مسؤول عن حجم الضحايا الإسرائيليين الذين سقطوا في تلك الانتفاضة، كما أن وصول (أريئيل شارون) - بكل توجهاته المعادية لـ (اتفاقية أوسلو) ولعملية التسوية برمتها - إلى رئاسة حكومة جعلت على رأس سلم أولوياتها تدمير ما نتج عن (اتفاقية أوسلو)، ساهم في زيادة انعدام ثقة الرأي العام الإسرائيلي في هذا الاتفاق، حتى وصل الأمر إلى أن نسبة كبيرة من الإسرائيليين باتت ترى أن (اتفاق أوسلو) أصبح ميتاً(18). كما كشف مقياس السلام الذي أجراه مركز "تامي شتاينمتس" لأبحاث السلام بجامعة تل أبيب، والذي أُجري في 28 - 29 من شهر مارس 2001م - بعد مرور حوالي ستة أشهر على بدء اندلاع الانتفاضة الفلسطينية - أن 79% من اليهود يؤيدون السياسة التي ينتهجها (شارون) والتي تقضي بعدم استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين طالما أنهم مستمرون في أعمال العنف(19)، وفي شهر يوليو كشف مقياس السلام أن نسبة تأييد (مسيرة أوسلو) وصلت إلى 30% فقط ممن شملهم الاستطلاع من الإسرائيليين - اليهود(20)، وفي شهر ديسمبر من العام نفسه كشف مقياس السلام أن 15.1% من اليهود ممن شملهم الاستطلاع أجاب بأنه "يؤيد" (اتفاقية أوسلو)، بينما أجاب 8% بأنه "يؤيد بشدة" الاتفاقية، واتخذ 19.3% موقفاً وسطياً منها، بينما كانت نسبة رفض الاتفاقية هي 14.5%، ونسبة الرفض بشدة كانت 32.6 %(21).
وكان الرابي (عوفديا يوسف) قد أعطى أوامره لحزب "شاس" بالانسحاب من الحكومة عقب الاستعداد للانسحاب من قرية "أبو ديس"(******)(22)، وكان وزراء الحزب قد تغيبوا عن التصويت على تسليم "أبو ديس" إلى السلطة الفلسطينية يوم 16 مايو 2000م، وصوت (8) من أعضاء الحزب في الكنيست ضد القرار وامتنع الباقون أو تغيبوا(23). كما رفض (عوفديا يوسف) خطة (فك الارتباط)، حيث وصف الخطة بأنها تهدد حياة اليهود في المناطق القريبة من (غزة)، ومن ثَمَّ رفضها وفقاً للمبدأ الذي أيد به السلام نفسه ألا وهو "إنقاذ النفس"(*******)، حيث يرى (عوفديا يوسف) أن فريضة "إنقاذ النفس" لا تعني فقط التخلي عن (أراضي إسرائيل)، وإنما أيضاً تحظر أحياناً تقديم التنازلات. ووفقاً للرابي (عوفديا يوسف) فإنه لم يتراجع عن السلام، إلا أنه يطالب بالأمن الحقيقي الجدير بالتنازل عن المناطق، وهو الأمر الذي لا تحققه خطة (فك الارتباط) وفقاً لرؤيته(24)، حيث استمع إلى آراء عدد من الخبراء العسكريين واقتنع بعدم وجود شريك على الجانب الفلسطيني لتنفيذ تسوية ملائمة، وأشار إلى أنه عندما يكون هناك شريك فلسطيني فإنه سيدعم مسألة التسوية السياسية(25)، وكان مقياس السلام لشهر مايو 2002م قد كشف أن 78% من مؤيدي حزب "شاس" يرون أن المستوطنات تسهم في تعزيز المصلحة الوطنية، مقابل 17% فقط من مؤيدي الحزب يرون أنها تضر بهذه المصلحة، وكانت النسبة العامة لجميع الجمهور الإسرائيلي - اليهودي المشارك في الاستطلاع هي 54% يرون أنها تُضعف أو تضعف جداً المصلحة القومية، بينما أعرب 35% منهم فقط أنها تُعزز أو تعزز جداً من المصلحة القومية(26).
وأعلن الرابي (عوفديا يوسف) في عام 2008م - في ظل حكومة (إيهود أولمرت) - عن معارضته للمفاوضات التي دارت حينها مع الفلسطينيين، وأكد على أنه لا يمكن التوقيع على اتفاقية مع نصف الشعب الفلسطيني(27).
ومن ناحية أخرى، فقد دأب الرابي (عوفديا يوسف) على الإدلاء بتصريحات عديدة معادية للفلسطينيين وللعرب، ففي مارس من عام 1993م وخلال تظاهرة نظمها حزب "شاس" احتجاجاً على تدهور الوضع الأمني، صرح الرابي (عوفديا يوسف) بقوله: "لا يوجد حيوان أردأ من العرب، إنهم كالحيوانات، وعليهم قيل "وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَانًا وَحْشِيًّا، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ، وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ"(********)، كل العرب يبغضون (إسرائيل)، كل أمم العالم تكره (إسرائيل)"(28). وفي أحد دروسه الدينية في مايو عام 2000م قال: "إن العرب صراصير يجب قتلهم وإبادتهم جميعاً"، ووصفهم بأنهم "أسوأ من الأفاعي السامة"، كما أنه في يوليو عام 2001م دعا (عوفديا يوسف) إلى "إبادة العرب بالصواريخ"، وأضاف في عظته بمناسبة (عيد الفصح): "إن العرب يجب ألا نرأف بهم، ولا بد من قصفهم بالصواريخ، وإبادة هؤلاء الأشرار الملعونين"، وقال إن: "العرب يتكاثرون في المدينة المقدسة كالنمل"، وأضاف: "إن عليهم أن يذهبوا إلى الجحيم"، وأضاف: "أكثروا من ذكر الآية (صب غضبك على الأغيار) فهذه مناسبة جداً لأوضاعنا، لأن أعداءنا يحاولون القضاء علينا منذ خروجنا من مصر وحتى اليوم، من دون توقف"، ودعا الرب إلى أن "ينتقم من العرب ويبدد ذريتهم ويسحقهم ويخضعهم ويمحوهم عن وجه البسيطة"، وأوصى اليهود بالشدة مع العرب قائلاً: "ممنوع الإشفاق عليهم، يجب قصفهم بالصواريخ بكثافة وإبادتهم، إنهم لأشرار"، وفي أغسطس من عام 2004م قال (عوفديا يوسف) في خطبة بثتها الفضائيات الإسرائيلية إن: "اليهودي عندما يقتل مسلماً فكأنما قتل ثعباناً أو دودة، ولا أحد يستطيع أن ينكر أن كلاً من الثعبان والدودة خطر على البشر، لهذا فإن التخلص من المسلمين مثل التخلص من الديدان، أمر طبيعي أن يحدث"، وظهر بعدها على القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي وأعاد كلامه مع تأصيله من وجهة النظر اليهودية، زاعماً أن الدين اليهودي يحث على التخلص من كل من يسكن فلسطين، وأنه جاء في التلمود (إذا دخلت المدينة وملكتها فاحرص على أن تجعل نساءها سبايا لك ورجالها عبيداً لك أو قتلى مع أطفالهم)(29)، وفي 28 أغسطس 2010م قال (عوفديا يوسف) في تصريحات بثتها إذاعة الجيش الإسرائيلي: "ليختفي كل هؤلاء الأشرار الذين يكرهون (إسرائيل) مثل (أبو مازن) والفلسطينيين عن وجه الأرض وليضربهم الطاعون"(30). وقد جاءت تلك التصريحات قبل لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) برئيس السلطة الفلسطينية (محمود عباس) في واشنطن في يوم 2 سبتمبر برعاية الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين، والتي كانت قد توقفت نحو عشرين شهراً، إلا أن (عوفديا يوسف) تراجع في رسالة وجهها إلى الرئيس المصري السابق (حسني مبارك) - بعد الاستياء الذي أثارته تصريحاته السابقة - وبارك العرب الذين يعملون من أجل السلام، كما عبر عن ارتياحه لاستئناف المفاوضات المباشرة بين (إسرائيل) والفلسطينيين، وأضاف: "أُبارك القادة والشعوب، المصري والأردني والفلسطيني، التي تشارك في هذه العملية، أتمنى لهم الحياة المديدة والنجاح"، وقال (عوفديا يوسف) حسب الرسالة التي نشرت صحيفة "هآرتس" نسخة منها: "موقفي معروف جداً منذ عشرات السنين بشأن أهمية التوصل إلى اتفاق سلام"(31). وكان (عوفديا يوسف) قد وصف المسلمين في 14 / 12 / 2009م بأنهم "أغبياء وقبيحين مثل دينهم"(32).
وعلى صعيد أسرة (عوفديا يوسف) ففي فبراير من عام 2000م أعلن جهاز الأمن العام (الشاباك) عن القبض على حفيده ويدعى (يوناتان يوسف) "יונתן יוסף" ويبلغ من العمر 20 عاماً، للاشتباه في قيامه بتشكيل جماعة إرهابية، وقد ألقي القبض عليه أثناء وجوده في مدرسة (الفكرة اليهودية) "הרעיון היהודי" الدينية بالقدس، التابعة لأتباع حركة "كاهانا"(*********)، وقد اتُهم بتشكيل جماعة إرهابية يهودية وحيازة أسلحة، وبعد مرور ثلاث سنوات انتهت المحاكمة وحُكم عليه في إطار صفقة ادعاء بالعمل في الخدمة العامة لمدة 200 ساعة لحيازته طلقات بندقية، ولكن لم تُسجل له أي إدانة لأن القاضية "بريمن فيلدمان" اعتقدت أن الإدانة سوف تضر بشدة بمستقبله(33). وفي المقابل فقد التقت (عادينا بار شالوم) ابنة (عوفديا يوسف) في 27 أغسطس 2012م بالرئيس الفلسطيني (محمود عباس) في (رام الله)، وضم الاجتماع عدداً من الحاخامات، وكان الغرض من وراء هذا الاجتماع تشجيع عقد سلسلة من اللقاءات بين الحاخامات وكبار المسؤولين الفلسطينيين لتشكيل قنوات اتصال بين الطرفين، ومحاولة خلق جو من التعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين(34).
وبتحليل موقف الرابي (عوفديا يوسف) من قضية السلام نجد أنه قد اتخذ موقفه استناداً إلى أولوية فريضة "حفظ النفس" وعدم تعريض حياة اليهود للخطر باعتبارها أولوية مقدمة على غيرها من الفرائض والشرائع، ولهذا فهو يدعم أو يرفض أي مبادرة للسلام استناداً إلى هذه الفريضة، والتي يراها لا تعني فقط التخلي عن أجزاء من (أرض إسرائيل) وإنما أيضاً تحظر أحياناً تقديم التنازلات. وقد ساعد في ذلك رؤية (عوفديا يوسف) لدولة (إسرائيل) الحالية التي بالرغم من كونه يمنحها أهمية كبرى فإنه لا يعترف بها باعتبارها مرحلة من مراحل الخلاص اليهودي، ومن ثم فلا مكانة ولا سمة دينية لها، كما أنه من الواضح أن (عوفديا يوسف) يميل لسماع صوت الرأي العام في (إسرائيل) تجاه قضايا السلام، ولا يميل لاتخاذ موقف يصدم الشارع الإسرائيلي أو يصطدم معه.
وتوفى (عوفديا يوسف) يوم الإثنين الموافق 7 أكتوبر 2013م، عن عمر ناهز 93 عاماً، وشارك في تشييع جنازته قرابة سبعمائة ألف شخص، وهو الأمر الذي جعلها الجنازة الأضخم في تاريخ إسرائيل(35). وكان قد انتخب ابنه الحاخام (يتسحاق يوسف) "יצחק יוסף" (1952م - ....) في العام نفسه لمنصب الحاخام الأكبر لليهود السفارديم في (إسرائيل) في سعي منه لإكمال مسيرة والده.
الخُلاَصة:
بناءً على ما سبق نخلص إلى أن الفكر الديني الذي بلوره الرابي (عوفديا يوسف) اتسم بمراعاة الواقع اليهودي والتيسير في الفتوى، كما اتسم بتوجهاته الإصلاحية التي يرى من خلالها أن الواقع الديني الحالي غير صحيح وأنه يجب العودة إلى النصوص الدينية الأصيلة السفاردية، كما اتسم فكره الديني أيضاً بكونه يجمع بين الفكر الديني المجرد والفكر الديني الاجتماعي.
ويُعَد الرابي (عوفديا يوسف) تجسيداً لواقع السفارديم في (إسرائيل)، وتعد تجربته الخاصة أحد أهم التجارب التي خاضها السفارديم للخروج عن الهيمنة الإشكنازية وفرض المنهج الديني السفاردي على المجتمع في (إسرائيل) في مواجهة المنهج الديني الإشكنازي. فالرابي الذي نشأ في بيئة شديدة الفقر كان التحصيل الدراسي الديني هو طريقه الوحيد للخروج من فقره وإتاحة المجال له لحياة كريمة، وبالرغم من أنه درس الشريعة طبقاً للمنهجين الإشكنازي والسفاردي فقد عانى من تجاهل النخبة الدينية الإشكنازية واضطهادها له، شأنه في ذلك شأن عموم السفارديم، وهو الأمر الذي قد شكل بُعْداً شخصياً في صراعه مع الإشكنازيم.
واتخذ (عوفديا يوسف) المشاركة في الحياة السياسية طريقاً لرفع المعاناة الطائفية عن السفارديم، بالإضافة إلى تحقيق رغبته في استعادة هيمنة المنهج الديني السفاردي التي كانت سائدة في (فلسطين) كجزء من العالم السفاردي قبل قيام (إسرائيل)، وبناء هوية إسرائيلية جديدة على أُسُس التفسير السفاردي للديانة اليهودية، وذلك لاستيعاب جميع تيارات المجتمع الإسرائيلي بغض النظر عن اختلافاتها الإثنية والدينية، حيث يرى (عوفديا يوسف) أن النخبة الإشكنازية - السياسية والدينية - قد فشلتا في جمع شمل الشعب الإسرائيلي تحت هوية واحدة، ولتحقيق هدفه يخوض (عوفديا يوسف) صراعاً ضد النخبة الإشكنازية بقطبيها الديني والعلماني. والمتابع للتطورات الداخلية في (إسرائيل) يدرك جيداً مدى النجاح الذي أسفرت عنه استراتيجية (عوفديا يوسف)، فقد أصبح الرابي (عوفديا يوسف) أحد أقطاب الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية في (إسرائيل)، مستنداً في نجاحه هذا إلى نجاح حزب "شاس" في فرض نفسه على الساحة السياسية الإسرائيلية كأحد أهم القوى الدينية في الكنيست التي - في الغالب - ترجح كفة الكتلة التي يُناط بها تشكيل الحكومة، بالإضافة إلى تحقيق الحزب نجاحاً ملموساً على الساحة الاجتماعية.
------------------------------------------------------
(1) نبيه بشير، مرجع سابق، ص 346 - 347.
(*) "אל המעיין" إل - همعيان: شبكة تعليمية أسست عام 1985م وتعد "إل - همعيان" الشبكة الأكبر لنشر وتعليم التوراة وتقديم الخدمات والأنشطة الاجتماعية في (إسرائيل)، ويقع مقرها الرئيسي في (القدس) وتمتد فروعها لتشمل بقية أرجاء (إسرائيل)، مع تركيز نشاطها على مدن التطوير والمناطق الفقيرة والنائية، وتقدم الشبكة خدماتها التعليمية والاجتماعية للأطفال والشباب بالإضافة إلى تقديم الرعاية لكبار السن، وتهدف "إل - همعيان" إلى تقديم الدعم المادي والروحي للسفارديم عبر إنشاء فصول لتعليم التوراة في جميع أنحاء (إسرائيل)، وتوسيع دائرة الخدمات الاجتماعية للشباب، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الاقتصادية والإرشاد الأُسري للأفراد والعائلات. انظر: אל המעיין، מפלגת ש"ס،
http://shas.org.il/***/He/Institutio...n/Default.aspx
(2) Omar Kamil , " Rabbi Ovadia Yosef and his "culture war" in Israel " , Op. Cit ,
http://meria.idc.ac.il/journal/2000/issue4/jv4n4a3.html
(3) مروان درويش، مرجع سابق، ص 183.
(4) منى ناظم الدبوسي (د)، مرجع سابق، ص 219.
(5) Omar Kamil , " Rabbi Ovadia Yosef and his "culture war" in Israel ", Op , Cit.
http://meria.idc.ac.il/journal/2000/issue4/jv4n4a3.html
(6) عبد الغفار الدويك (د)، مرجع سابق، ص 384.
(7) نبيه بشير، مرجع سابق، ص 369 - 368.
(8) مروان درويش، مرجع سابق، ص 184 - 183.
(**) مستوطنة ياميت "ימית": أقيمت ركيزة هذه المستوطنة عام 1973م في مشارف رفح على بعد 7 كم من المدينة على أرض صودرت من بدو المنطقة، وكانت مركز استيطاني سياحي كبير، وقد تم إخلاء هذه المستوطنة وتسليم هذا الجزء من سيناء إلى (مصر) عام 1982م كجزء من شروط معاهدة السلام بين (مصر) و (إسرائيل) والتي وقعت عام 1979م. انظر: (خيرية قاسمية (د) وآخرون، المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967م، معهد البحوث والدراسات العربية، الدراسات الخاصة، ع 15، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1978م، ص 120).
(9) Graham Usher , " Dispatches from Palestine: The Rise and Fall of the Oslo Peace Process " , The Pluto press , London, 1999 , p 153 , p 152. ‏
(10) نبيه بشير، عودة إلى التاريخ المقدس: الحريدية والصهيونية، مرجع سابق، ص 369 - 373.
(11) ניצן חן ואנשיל פפר، מרן - עובדיה יוסף.הביוגרפיה، מעריב، 26 / 10 / 2004.
http://www.nrg.co.il/online/11/ART/804/189.html
(12) نبيه بشير، عودة إلى التاريخ المقدس: الحريدية والصهيونية، مرجع سابق، ص 369.
(13) عزمي بشارة، مرجع سابق، ص 224 - 225.
(***) اتفاقية أوسلو (اتفاقية إعلان مبادئ بشأن ترتيبات الحكومة الذاتية الانتقالية): تعتبر اتفاقية أوسلو إطاراً عاماً للحكم الذاتي الفلسطيني، فهي عبارة عن مجموعة من المبادئ العامة التي تحكم تسوية فلسطينية إسرائيلية مرحلية من شأنها التمهيد لإجراء مفاوضات لاحقة على الوضع النهائي لهذا الحكم الذاتي، وقد جاء اتفاق أوسلو نتيجة لمفاوضات سرية بين (إسرائيل) ومنظمة التحرير الفلسطينية، أُجريت أغلبها في (النرويج)، وقد بدأت هذه المفاوضات في شهر يناير من عام 1993م، وتم التوصل إلى التوقيع على الاتفاقية من جانب الرئيس (ياسر عرفات) ورئيس الوزراء الإسرائيلي (يتسحاق رابين) في (واشنطن) في 13 سبتمبر 1993م.
(14) ניצן חן ואנשיל פפר، מרן - עובדיה יוסף.הביוגרפיה، מעריב، 26 / 10 / 2004.
http://www.nrg.co.il/online/11/ART/804/189.html
(****) محادثات مدريد: مؤتمر للسلام عقد في 30 أكتوبر 1991م في (مدريد) بـ (إسبانيا)، برئاسة كلاٌ من الرئيس الأمريكي (جورج بوش الأب) والرئيس السوفييتي (ميخائيل جورباتشوف) وحضر هذا المؤتمر (إسرائيل) و (سوريا) و (لبنان) ووفد أردني فلسطيني مشترك. انظر: (وليام ب. كوانت، عملية السلام الدبلوماسية الأمريكية والنزاع العربي الإسرائيلي منذ 1967، مركز الأهرام للترجمة والنشر، القاهرة، 1994م، ص 380 - 381، ص 478 - 479).
(*****) إعادة الانتشار في الخليل: بروتوكول تم توقيعه بين منظمة التحرير الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية في 15 يناير من عام 1997م بهدف إعادة انتشار القوات الإسرائيلية في مدينة الخليل، أعقب ذلك تقسيم مدينة الخليل إلى منطقتين: منطقة (هـ1) والتي تشكل 80% من المساحة الكلية لمدينة الخليل وتخضع للسيطرة الفلسطينية. ومنطقة (هـ2) وتشكل 20% من مساحة الخليل وبقيت تحت السيطرة الأمنية الإسرائيلية، بينما نقلت الصلاحيات المدنية للسلطة الفلسطينية.
لمطالعة نص الاتفاق كاملاً أنظر:
http://www.palestineinarabic.com/doc-treat-aggr.html
(15) أحمد فؤاد أنور، مرجع سابق، ص 69، ص 305 - 306.
(16) مروان درويش، مرجع سابق، ص 195.
(17) Rabbi Ovadia Yosef Voids Oslo? Land For Peace? Ruling ,"The jewish press" , 28 / 2 / 2003
www.jewishpressads.com/pageroute.do/14697.
And: Gerrie Ter Haar and James J. Busuttil (eds) , Bridge Or Barrier: Religion, Violence, and Visions for Peace , Koninklijka Brill NV,Leiden,The Netherlands , 2005. p 173.
(18) صبحي عسيلة، الرأي العام الإسرائيلي. التحول نحو اليمين في ظل عملية التسوية، مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، القاهرة، 2008 م، ص 60.
(19) Ephraim Yaar and Tamar Hermann , War and Peace Index , March 2001 , The Tami Steinmetz center for peace research , www.tau.ac.il/peace /
(20) Ephraim Yaar and Tamar Hermann , War and Peace Index , July 2001 , The Tami Steinmetz center for peace research , www.tau.ac.il/peace
(21) Ephraim Yaar and Tamar Hermann , War and Peace Index , December 2001 , The Tami Steinmetz center for peace research , www.tau.ac.il/peace
(******) أبو ديس: بلدة فلسطينية تقع في نطاق الضفة الغربية وتتبع محافظة القدس وتبعد عن القدس مسافة 4 كم.
(22) يوشي آهرونوفيتش، "أيديولوجية سلام اليسار"، مختارات إسرائيلية، ع 69، سبتمبر 2000 م، ص 35 - 36.
(23) " شاس: 13 أزمة في 12 شهراً "، مختارات إسرائيلية، ع 68، أغسطس 2000م، ص 82.
(*******) انقاذ النفس "פיקוח נפש": ترى الشريعة اليهودية أن إنقاذ النفس يتجاوز أحكام التوراة كلها، بمعنى أنه يجب على اليهودي أن يتخطى أي تحريم توراتي بغرض إنقاذ النفس، ما عدا العبادات الوثنية وكشف العورات وسفك الدماء. انظر (رشاد الشامي (د)، موسوعة المصطلحات الدينية اليهودية، مرجع سابق، ص 205).
(24) أكرم ألفي، الأحزاب الدينية.. استقرار تاج "شاس" واختفاء " المفدال "، مرجع سابق، ص 142.
(25) افتتاحية هآرتس، "لحظة اختبار الحاخام يوسيف"، مختارات إسرائيلية، ع 123، مارس 2005م، ص57.
(26) Ephraim Yaar and Tamar Hermann , War and Peace Index , May 2002 , The Tami Steinmetz center for peace research , www.tau.ac.il/peace/
(27) ران فرحي، "توقعات بحل ائتلاف أولمرت"، مختارات إسرائيلية، ع 158، فبراير 2008 م، ص 110.
(********) الموصوف في هذه الفقرة هو النبي (إسماعيل) عليه السلام، جاء في سفر التكوين 16: 11 - 12 "11وَقَالَ لَهَا مَلاَكُ الرَّبِّ: «هَا أَنْتِ حُبْلَى، فَتَلِدِينَ ابْنًا وَتَدْعِينَ اسْمَهُ إِسْمَاعِيلَ، لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ لِمَذَلَّتِكِ. 12وَإِنَّهُ يَكُونُ إِنْسَانًا وَحْشِيًّا، يَدُهُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ، وَيَدُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَيْهِ، وَأَمَامَ جَمِيعِ إِخْوَتِهِ يَسْكُنُ»". وقد أخرج الرابي (عوفديا يوسف) - كعادته - النص من معناه الأصلي بعيداً عن السِّياق والسِّباق ليستخدمه للدلالة على معنى آخر ذو بُعد سياسي.
(28) إيلان شاحر، الحريديون والمجتمع والسياسة في إسرائيل، مرجع سابق، ص 34.
(29) عوفديا يوسف.. عندما يتحول الحاخام إلى داعية كراهية، الجزيرة نت، 9 / 2 / 2009.
http://www.aljazeera.net/news/pages/...5-501c40cd1e29
(30) Shas spiritual leader: Abbas and Palestinians should perish , haaretz , 29 / 8/ 2010 ,
http://www.haaretz.com/news/national...erish-1.310800
(31) انظر: الحاخام عوفاديا يوسف يتراجع ويبارك العرب الساعين إلى السلام، المركز الفلسطيني للتوثيق والمعلومات،
http://www.malaf.info/?page=ShowDeta...=news&CatId=-1
(32) אבישי בן חיים، הרב עובדיה: מוסלמים והדת שלהם מכוערים، מעריב , 14 / 12 / 2009.
http://www.nrg.co.il/online/1/ART1/977/882.html
(*********) مائير كهانا "מאיר כהנא": ولد في 28 أغسطس 1932م في (بروكلين) في نيويورك، وينحدر من عائلة حاخامية، عمل أبوه (تشارلز كهانا) حاخاماً في (فلسطين) وفي (الولايات المتحدة الأمريكية) وكان من المقربين لـ (زئيف جابوتنسكي) (وذلك يفسر تأثر الحاخام (كهانا) الشديد بأفكار (جابوتنسكي) وصهيونيته التنقيحية) وانضم (كهانا) إلى حركة الشبيبة "بيتار" بين عامي 1946 و 1951م، وانسحب منها بعد نزاع مع زعامة الحركة، ثم انضم إلى حركة "بني عيكفا" بين عامي 1952 و 1954م، وحصل (مائير كهانا) على شهادة الحاخامية من يشيفا مير في (الولايات المتحدة الأمريكية)، كما حصل على درجة في القانون الدولي، وفي عام 1968 أنشأ "رابطة الدفاع اليهودية" في (الولايات المتحدة الأمريكية)، وفي عام 1973م أسس حركة "كاخ" كامتداد لرابطة الدفاع اليهودية، وقد اختار (مائير كهانا) رمز الحركة عبارة عن علم أصفر به قبضة مرفوعة، مضمومة، إلى أعلى، كما بداخل نجمة داود، والكلمات "فقط هكذا"، وقد دعا (كهانا) إلى استخدام القوة المفرطة في التعامل مع العرب، والزج بعرب إسرائيل في معسكرات للقيام بالأعمال الشاقة، وعدم التنازل عن أي جزء من "أرض إسرائيل" وضم الضفة الغربية وقطاع غزة للدولة، وتوطين اليهود في كافة "أرض إسرائيل" وتكثيف الهجرة إليها، وتدمير مسجدي الأقصى وقبة الصخرة، كما نادى بدولة هالاخاه - أي إدارة الدولة وفقاً للشريعة اليهودية - ونجح (مائير كهانا) في الوصول إلى الكنيست في انتخابات عام 1984م، إلا أنه بناءً على مواقفه العنصرية وموقفه من الديمقراطية فقد حكمت لجنة الانتخابات بعدم جدارة قائمة (مائير كهانا) لخوض انتخابات الكنيست عام 1988م وصادقت المحكمة العليا على هذا القرار، وقد قتل (مائير كهانا) في مساء 5 نوفمبر 1990م في فندق ماريوت في نيويورك في (الولايات المتحدة الأمريكية) على يد رجل مسلم من مواليد (مصر) حضر متنكراً في زي يهودي حريدي ويدعى (السيد نصير). وانقسمت حركة "كاخ" عقب مقتل (كهانا) إلى تنظيمين، الأول: حركة "كاخ" ويقودها (باروخ مرزل) وهو من تلاميذ الحاخام (كهانا)، والثاني: تنظيم "كهانا حي" ويتزعمه (بنيامين كهانا) نجل (مائير كهانا). انظر (هويدا عبد الحميد مصطفى (د)، الجماعات اليهودية المتطرفة والاتجاهات السياسية الدينية في إسرائيل، مكتبة الشروق الدولية، القاهرة، 2010 م، ص 87 - 100).
(33) منصور عبد الوهاب (د)، مرجع سابق، ص 25 - 26.
(34) Tibbi Singer , Rav Ovadia Yosef’s Daughter Meets with PA President Abbas , 29 / 8 / 2012 http://www.jewishpress.com/news/brea...bas/2012/08/29 /
(35) أكبر جنازة في تاريخ الدولة، موقع المصدر، 7 أكتوبر 2013.
http://www.al-masdar.net/%D8%A3%D9%8...8%D9%84%D8%A9/

----------------------------------------
رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59