عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-23-2016, 07:43 AM
الصورة الرمزية عبدالناصر محمود
عبدالناصر محمود متواجد حالياً
عضو مؤسس
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 56,207
ورقة من المسؤول عن هجمات بروكسل؟


من المسؤول عن هجمات بروكسل؟
ـــــــــــــــــــ

( خالد مصطفى)
----------

14 / 6 / 1437 هــ
23 / 3 / 2016 م
ـــــــــــ

70_1-thumb2.jpg



كالعادة في مثل هذد الأحوال يتم توجيه أصابع الاتهام للمسلمين ليس فقط من ارتكب الهجوم ولكن بشكل عام, ويتم وصفهم بأبشع الاتهامات وتشن عليهم حربا دعائية وأمنية واسعة ويقبض على العشرات منهم بغير وجه حق ويبدأ الغرب بوصم الإسلام والمسلمين بـ "الإرهاب" ويحذر اليمينيون المتطرفون من وجود المسلمين في أوروبا ويحاربون اللاجئين والمهاجرين..

من المتوقع أن يعاني المسلمون في الغرب بعد الهجمات التي استهدفت العاصمة البلجيكية بروكسل اليوم وأسفرت عن مقتل وإصابة العشرات في المطار ومترو الأنفاق, أشد المعاناة كما حدث بعد هجمات باريس وكاليفورنيا حيث تم التعرض لمساجدهم ومنازلهم ونسائهم وأطفالهم وأصبح المسلمون يعيشون قلقون على أعراضهم وحياتهم ويتحركون في توجس وترقب والبعض منهم يمتنع عن الذهاب للعمل وللمدرسة بل وللمساجد التي تتعرض لرقابة شديدة وتصدر قرارات بغلق بعضها بحجة أنها تغذي "الإرهاب والعنف"...

المتأمل في تداعيات هذه الهجمات التي تستهدف الغرب يجد أنها تشكل رعبا وذعرا للمسلمين أكثر بكثير مما تشكل لغيرهم وهو ما يدحض ادعاءات الذين يعلنون مسؤوليتهم عن هذه الأعمال ويزعمون أنهم يوجهون رسائل للغرب!...كما هو الحال أيضا في الهجمات الأخيرة تبنى تنظيم داعش مسؤوليتها وتوعد بالمزيد وسواء كان التنظيم وراء الهجمات أو هو يزعم ذلك من أجل الظهور بمظهر القوة فإن علامات الاستفهام تزداد كل يوم حوله وحول من يقف وراءه ويسعى لتضخيم قوته من أجل الوجود العسكري في الشرق الأوسط وترتيب مستقبل المنطقة على النحو الذي يحقق مصالحه..ورغم كثرة التحليلات حول الهجوم وأسبابه وتداعياته والتي لا تختلف عن سابقاتها إلا أن بعض الصحف الغربية بدأت في التفكير بشكل مختلف هذه المرة حيث دعت صحيفة إندبندنت البريطانية، إلى سياسة أكثر حكمة تجاه المسلمين، وضبط النفس وعدم الاستجابة إلى دعوات الانتقام باعتبار أن ذلك يغذي دائرة العنف....

وقالت الصحيفة: إن هدف "الإرهاب" ليس التحطيم أو القتل، بل خدمة قضية سياسية عبر الإعلام الواسع الذي يروّج لحوادث مرعبة. وأضافت, أن قتل المارة على الطريق أو المسافرين بالمطارات لا يخدم قضية حتى "للإرهابيين" بل ما يخدمهم هو "استجابتنا" المتمثلة في الاهتمام الشعبي وردود فعل السياسيين....

وأشارت الصحيفة إلى أن أي مجتمع لا يستطيع تحصين نفسه ضد الهجمات "الإرهابية" طالما أنها عشوائية مهما استخدم من شرطة أو وسائل مراقبة أو تجسس، أو نشر الجيوش أو الأساطيل، والصواريخ والأسلحة النووية، فجميعها لا تحمي، لأن المفجّرين سينفذون عبر أي شبكة....

وأفادت بأن الأمر يتطلب نهج سياسة خارجية أكثر حكمة تجاه المسلمين من تلك التي اتبعتها معظم الدول الغربية خلال العقد الماضي. أما الواجب الأصعب تنفيذا مما سبق فيتطلب الصبر وضبط النفس في الترويج للحوادث "الإرهابية" والاستجابة لها...

هذا التحليل يبدو أقرب للحقيقة من غيره فإن طريقة التعامل الغربي مع التفجيرات والهجمات منذ هجمات 11 سبتمبر وحتى الآن أصبحت أحد أهم أسباب تزايدها وخروجها عن السيطرة وفشل كبرى الأجهزة الأمنية في إحباطها كما أن أسلوب الغرب في التعامل مع قضايا المسلمين واعتبار دول العالم الإسلامي غنيمة يسعى لافتراسها وتقسيمها فيما بينه ساهم في تزايد الاحتقان وتوسيع دائرة العنف بعد أن كان الغرب يظن أنه سيظل قابعا داخل محيط العالم العربي والإسلامي ولن يطوله.




-------------------------
المصدر: ملتقى شذرات

رد مع اقتباس
 
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59